من يراقب غرامات القمامة وإهدار المواطنين للمياه بشوارع القاهرة؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

في محاولة للتخلص من القمامة في الشوارع، وإهدار مياه الشرب، أصدر محافظ القاهرة منذ توليه المنصب وحتى الآن، توجيهاته، بفرض عدد من الغرامات على المواطنين في الشوارع، وبالرغم من ذلك لم تساعد الغرامة على الحد من هاتين الظاهرتين، كما أن الغرامات لا تطبق بشكل فعال في شوارع القاهرة، بدليل استمرار المواطنين في إلقاء القمامة ورش المياه وغسل السيارات، وهو ما يطرح تساؤلا حول من يراقب غرامات القمامة ورش المياه في محافظة القاهرة؟

قرارات المحافظ بفرض الغرامات

في شهر مارس الماضي كلف المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، رؤساء الأحياء بتحرير محاضر بيئة بقيمة عشرة آلاف جنيه لصاحب السيارة أو مالكى أو اتحاد الشاغلين للعقار الذى يستخدم المياه فى غسل السيارات أو رش الشوارع، وطالب المحافظ رئيس هيئة النظافة بالمنع الفورى لسيارات رش المياه بالشوارع، حفاظا على مياه الشرب.

وفي شهر إبريل الماضي، أصدر محافظ القاهرة قرارا جديدا بفرض غرامة على إلقاء القمامة فى الشارع تتراوح بين 2000 و20 ألف جنيه طبقا للقانون.

وتزامنا مع تطبيق منظومة النظافة الجديدة بالأحياء، بدأ المحافظ في التشديد مرة أخرى على تفعيل قرار الغرامة حفاظا على نظافة شوارع العاصمة.

من يطبق الغرامة في الأحياء؟

اللواء عمرو فكري، رئيس حي الوايلي قال لـ"التحرير"، إن الغرامة التي تصل إلى 20 ألف جنيه تطبق بالفعل من جانب رؤساء الأحياء على من يلقي مخلفات المباني بالطرق مع مصادرة السيارة التي تلقي بتلك المخلفات، أما غرامة المواطن فتحررها الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، لأن رئيس الحي ومسئولي المتابعة والمحلات في انتظار تصديق وزير العدل على الضبطية القضائية.

وأضاف أنه عندما كان رئيسا لحي المعادي حرر 5 محاضر لسيارات إلقاء مخلفات البناء في الشارع، وحررت وقتها هيئة نظافة القاهرة 6 محاضر وتم مصادرة السيارات، مشيرا إلى أن غرامة إهدار المياه يحرر بها محضر أيضا.

ومن جانبه قال اللواء محسن حجازي، رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة، لـ"التحرير" إن الهيئة تحرر الغرامات للمنشآت مثل المحلات والكافيهات والمطاعم، وتتراوح الغرامة بين 5000 جنيه و20 ألف جنيه، والغرامة لمن يلقي المخلفات في غير أماكنها، وتختلف الغرامة حسب حجم المخلفات والمعدات التي ستستخدمها الهيئة في رفعها، حيث تبدأ الغرامة من 5000 جنيه وحتى 20 ألف جنيه.

الدكتور حسن الخيمي، الخبير بالإدارة المحلية، قال لـ"التحرير" إن كل ما يصدر من قرارات بشأن القضاء على ظاهرة القمامة أو إهدار مياه الشرب يفتقد مصداقيته بسبب عدم وجود مراقبة فعلية لتنفيذ هذه الغرامات والقرارات على أرض الواقع، وما يحدث من محاولة للقضاء على هذه الظواهر عبارة عن قرارات ولافتات حملات يومية، تفتقد للمتابعة والمراقبة بشكل يومي.

محاولات محافظة القاهرة للقضاء على القمامة

لم يكن قرار تطبيق غرامة إلقاء المخلفات في الشارع الوسيلة الوحيدة التي لجأت لها محافظة القاهرة في محاولة للقضاء على هذه الظاهرة، فالمحافظة تواصل تطبيق منظومة النظافة في أحياء المعادي ومصر الجديدة وطرة والنزهة وباب الشعرية، وتعتمد المنظومة على الجمع السكنى من المنازل والمحلات من خلال شركات صغيرة ومتعهدى نظافة تحت إشراف هيئة نظافة وتجميل القاهرة.

كما أن المحافظة كانت دشنت العام الماضى مبادرة تحت عنوان «بيع زبالتك» بهدف إنشاء أكشاك لجمع المخلفات الصلبة من السكان، وبالفعل تم البدء بتطبيق المبادرة كتجربة من خلال افتتاح منافذ لشراء القمامة بعدد من الأحياء منها النزهة ومصر الجديدة، وبعد إعلان رؤساء الأحياء نجاح التجربة -على حد قولهم- قرر المحافظ تعميمها في مناطق أخرى، حيث يعتمد المنفذ على شراء المواد الصلبة وذلك لإعادة تدويرها من جديد والاستفادة منها، وحاولت المحافظة من خلال المبادرة تشجيع المواطنين على بيع القمامة بأسعار معلنة، ولكن فكرة الأكشاك فشلت بعد غضب جامعي القمامة.

وبتاريخ 29 مايو 2017، وافق مجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف إسماعيل، على إنشاء شركة مساهمة مصرية لجمع وتدوير المخلفات بناء على المذكرة التى تم عرضها من خلال وزراء التنمية المحلية والبيئة وقطاع الأعمال العام، بتوافق مع رؤية وإطار تقدمت به لجنة الإدارة المحلية، وأنه فى ذات التاريخ تم عقد اجتماع بمجلس النواب للإعلان عن ذلك، وتكليف الحكومة بوضع خارطة طريق وبرنامج زمنى لهذه المنظومة، ومع بداية هذا العام أعلنت الحكومة بشكل رسمى توقيع إجراءات الشركة القابضة للقمامة، وأعلنت لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب أنها فى انتظار الاطلاع على مسودة نهائية لمشروع قانون تنظيم وإدارة المخلفات الصلبة بكل أنواعها، والتأكد من توقيع عقود تأسيس الشركة القابضة للقمامة وتشكيل مجلس إدارتها، وحتى الآن لم تنشأ الشركة.

ومع بداية عام 2018 دشن المهندس عاطف عبد الحميد حملة تحت عنوان «خليك زي آدم وما ترميش حاجة على الأرض» وكان الهدف منها الحفاظ على البيئة ورفع كفاءة النظافة بشوارع العاصمة، وحظيت الحملة حتى الآن بما يقرب من 30 جولة من المحافظ بمختلف الأحياء، وتعليق العديد من اللافتات، وهو ما دفع العديد من المواطنين للتساؤل حول ما حققته الحملة على أرض الواقع، خاصة أن كثيرا من الأحياء لا تزال تعاني أزمة انتشار القمامة بالشوارع، ووصلت الحملة للعديد من أحياء القاهرة مثل حي مصر القديمة، والوايلي، والسيدة زينب، والمعادي، والمقطم، ومدينة نصر، وحي السلام وما زالت الحملة مستمرة في الأحياء، وفى نفس الوقت ما زالت القمامة تكسو شوارع وأحياء محافظة القاهرة.

شارك الخبر على