مشوار خالد صالح بدأ مع «الهواة».. ٥ فنانين ارتبط اسمهم بـ«القومي للمسرح»

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

قبل 11 عامًا، انطلقت فعاليات الدورة الأولى من المهرجان القومي للمسرح، والتفت الأنظار حوله، خاصة أنه النافذة الوحيدة التي من خلالها نتعرف على المبدعين فى مختلف الأقاليم، وزاد ثقل الدورة الأولى اسم الكوميديان الراحل عبد المنعم مدبولي، بعدما تزامنت وفاته مع افتتاح المهرجان، وربما لم يكن هناك تكنيك لإهداء الدورة لروح أحد العمالقة، لذلك اكتفى القائمون على «القومي للمسرح» بالوقوف حدادا على روحه، وبدأت فكرة إهداء دورات المهرجان إلى الفنانين فى عام 2008 تحديدا مع انطلاق شعلة الدورة الثالثة، ومنذ ذلك الوقت اقترن اسم 5 فنانين بالمهرجان ولكن ليس بصفة مستمرة؛ فهناك دورات مرت دون أن تحمل أسماء فنانين ذوي شأن في المسرح.

سعد أردش.. موظف السكة الحديد

احتفت الدورة الثالثة من «المهرجان القومي» بالمخرج الراحل سعد أردش والذي توفي فى نفس توقيت المهرجان، يعد «أردش» واحدًا من رموز المسرح خاصة فى فترة الستينيات، ولم يكن مسرحه قاصرًا على لون بعينه؛ فقام بمناقشة القضايا السياسية والاجتماعية، ومن أبرز أعماله: «هاللو شلبي» بطولة عبد المنعم مدبولي، «الملوك يدخلون القرية»، «حبيبتي يا مصر»، «مولد وصاحبه غايب» و«رجل في القلعة».

«أردش» بدأ موظفًا فى السكه الحديد، ولكن ميله للفن جعله يلتحق بالمعهد العالى للتمثيل، وبعد تخرجه فيه سافر إلى إيطاليا من أجل دراسة المسرح هناك، يعود ويحمل راية التطوير والتغير فى المسرح المصري، وقدم أول مسرحية بعد عودته بعنوان «دائرة الطباشير القوقازية»، ولم تقتصر موهبته على الإخراج المسرحي بل شارك فى تمثيل العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية وكان آخرها: مسلسلا «أولاد الليل»، و«أحلام في البوابة»، فيلما «مجرم مع مرتبة الشرف» و«لعبة الانتقام».

فى نفس الدورة تم تكريم 4 شخصيات أثرت فى الحركة المسرحية وهم: المخرج السيد راضي، الفنانة رجاء حسين، المنتج والمؤلف سمير خفاجي والمخرج نبيل الألفي.

صلاح عبد الصبور.. رائد الشعر الحر

ومرت ثلاث دورات دون أن تهدي لأحد، حتى جاءت الدورة السابعة من «القومي للمسرح» والتي حملت اسم الشاعر صلاح عبد الصبور، وذلك بهدف إلقاء الضوء ما فعله فى المسرح الشعري، إذ يعد «عبد الصبور» رائد حركة الشعر الحر العربي، وله مساهمات بارزة فى التأليف المسرحي حيث كتب 6 مسرحيات شعرية، وهي: «الأميرة تنتظر»، «مأساة الحلاج»، «بعد أن يموت الملك»، «مسافر ليل»، «ليلى والمجنون» و«قصيدة لحن».

تخرج «عبد الصبور» في كلية الآداب جامعة القاهرة، وكان مغرمًا بالأدب والشعر، ومن أجل ذلك ترك التدريس وأخذ يكتب أشعاره وكانت تلك الأشعار بمثابة الروح التي بثت من جديد الحياة بالمسرح الشعري، وكان له طابع نقدي فى أعماله التى استلهمها من الواقع المعايش.

فى نفس الدورة تم تكريم 4 شخصيات أثرت فى الحركة المسرحية، وهي: الفنانة سميحة أيوب، الدكتورة نهاد صليحة، الفنان محمود الحديني ونعيمة عجمي، كما كرم 3 من الراحلين وهم: الكاتب ألفريد فرج، الدكتور أحمد زكي والدكتور أحمد عبد الحليم.

خالد صالح.. ومسرح الهواة

بينما حملت الدورة الثامنة من المهرجان القومي للمسرح المصري، اسم الفنان الراحل خالد صالح، الذي كان بدايته على مسرح الجامعة وبعد تخرجه في كلية الحقوق اتجه إلى مسارح الهواة، وقضى سنوات طويلة على خشبة مسرح الهناجر بدار الأوبرا، أجمع المتفرجون على حضوره وموهبته الاستثنائية وأنها أكبر من عمره الفني، ومن بين أعماله المسرحية: «أنطوريو وكيلو بطة»، «الميلاد، طقوس الإشارات والتحولات، الغفير وفلسطين» إخراج وجدي العربي، وبعد نجاحه فى المسرح قرر الانقطاع عنه عام 2000، واتجه إلى السينما والتليفزيون ليترك بصمته، ومن أبرز أفلامه: «تيتو، عمارة يعقوبيان، ملاكي إسكندرية، عن العشق والهوى، وابن القنصل» ومسلسلات «الريان، تاجر السعادة، بعد الفراق وسلطان الغرام».

نور الشريف.. ابن المسرح

وفي العام التالي، أُهديت الدورة التاسعة من «القومي للمسرح» إلى الفنان الراحل نور الشريف، الذي بدأ مشواره الفني على خشبة مسرح المعهد العالى للفنون المسرحية وهو لا يزال طالبًا؛ حيث عمل مع المخرج الكبير سعد أردش فى مسرحية «الشوارع الخلفية» ولمع نجمه فى المسرح وشارك فى العديد من الأعمال من بينها: «شمشون ودليلة»، «ست الملك»، «لعبة السلطان»، «القدس في يوم آخر»، «يا غولة عينك حمرا»، «الأميرة والصعلوك»، «يامسافر وحدك» و«كنت فين يا علي».

كانت بداية دخول «الشريف» السينما من خلال العرض المسرحي «روميو وجولييت» الذي حضره الزعيم عادل إمام، والذي طلب مقابلته بعد انتهاء العرض، وأثنى على موهبته ورشح لدور بفيلم «قصر الشوق» للمخرج حسن الإمام، واتجاه «صائد الجوائز» إلى السينما والتليفزيون لينقطع عن المسرح نحو عشرين عامًا، لكنه عاد مع مسرحية «القدس في يوم آخر»، وكانت آخر مشاركاته المسرحية عرض «الأميرة والصعلوك» عام 2005، أى قبل رحيله بـ10 سنوات.

نهاد صليحة.. والمسرح المستقل

ربما كان رحيل الناقدة والمؤلفة المسرحية نهاد صليحة بالتزامن مع الدورة العاشرة من «القومي للمسرح» دافعًا للقائمين على المهرجان، بإهداء الدورة لها، خاصة وأنها أثرت الحركة المسرحية المعاصرة، وخرج من تحت يدها أجيال من الشباب الذين أصبحوا الآن فنانين، وساندت الشباب وأسست حركة الفرق المستقلة التي أصبح لها اليوم نتاج ودور مهم فى الحركة المسرحية، كما أن لها العديد من الكتب المسرحية من بينها: «التيارات المسرحية المعاصرة، المسرح بين الفن والفكر، أمسيات مسرحية، أضواء على المسرح الإنجليزى، الحرية والمسرح وشكسبيريات».

محمود دياب.. مسرح الرؤى والتحولات

اقتنصت روح المسرحي الراحل محمود دياب، اسم الدورة الحادية عشرة من المهرجان القومي للمسرح، التي نحن بصددها الآن، يعتبر «دياب» أحد رواد المسرح والأدب العربي فى الستينيات، الذى سخر قلمه من أجل الكتابة عن هموم المواطنين البسطاء، وكانت أعماله دائمًا مادة مثيرة للجدل خاصة أنه كان يبحث عن الهوية المصرية، وبدأت مسيرته الأدبية بقصة «المعجزة» عام 1960، التي أخرجها علي الغندور وقدمتها فرقة المسرح الحديث على مسرح الهوسابير، لتتوالى أعماله بعد ذلك ومن بينها: «الزوبعة، دنيا البيانولا، ليالي الحصاد وأرض لا تنبت الزهور».

تشهد أكثر من 8 مسارح فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان القومي للمسرح، والذي افتتحت فعالياته وزيرة الثقافة، إيناس عبد الدايم، يوم الخميس الماضي، وتشهد المسابقة الرسمية تنافس نحو 37 عرضًا مسرحيا.

شارك الخبر على