عبد العال ومعارضوه.. من التهديد بـ«الطرد من الجلسة» إلى «شطب العضوية»

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

يعتبر موقع رئيس مجلس النواب، هو الخط الفاصل بين كل النواب وكل القوى تحت القبة، حيث يتعدى دوره في إدارة الجلسات إلى إدارة الخلافات بين القوى المختلفة داخل البرلمان، إلا أن الدكتور علي عبد العال بدلا من أن يكون حكما كثيرا ما يكون طرفا، في مشادات أو نزاعات مع النواب، ويلجأ لاستخدام سلطاته كرئيس للمجلس في مواجهة النواب المخالفين له، وأبرزها الإخراج من الجلسة والتهديد بإسقاط العضوية.

التهديد بإسقاط عضوية نواب 25 -30

«لن تكونوا أعضاء في هذا المجلس بدءًا من الأسبوع المقبل»، أطلق هذا التهديد الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة، يوم الثلاثاء الماضي، إلى بعض من نواب تكتل «25- 30» الذي يمثل المعارضة داخل البرلمان.

هكذا يتعامل رئيس مجلس النواب في أغلب المواقف مع النواب الذين يختلفون معه، فقد أشار خلال تلك الجلسة إلى أن «الجلسة العامة للمجلس يوم الثلاثاء المقبل، ستشهد تصويتا على إسقاط عضوية نواب في البرلمان»، دون أن يحدد أسماء، وأضاف: «سأطبق اللائحة وإسقاط العضوية لبعض النواب نداء بالاسم وفقا لما انتهت إليه لجنة القيم الأسبوع المقبل»، وذلك على خلفية اعتراض عدد من أعضاء 25- 30 على مطالبات النائب صلاح حسب الله، بتطبيق اللائحة على المتحدثين خلال التصويت النهائي نداءً بالاسم على مشروع قانون حساب معاش الوزراء.

استعجال تقرير لجنة القيم بحق شرشر

وشهد الأسبوع الجاري واقعة أخرى عندما وقعت مشادة كلامية بين رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، والنائب أسامة شرشر، أثناء الجلسة المخصصة لمناقشة قانون تنظيم الصحافة، دفعت عبد العال لمطالبة رئيس لجنة القيم النائب بهاء أبو شقة، بإرسال التقرير الذي انتهت إليه اللجنة في وقت سابق بحق شرشر، للتصويت عليه.

بدأت الأزمة بعد مطالبات متكررة من عبد العال، لشرشر بالجلوس وعدم مقاطعة أعمال الجلسة المخصصة لمناقشة قانون تنظيم الصحافة، والتي شهدت العديد من المناوشات بين الثنائي، كان أبرزها اتهام النائب لرئيس المجلس، بمخالفة الدستور.

ولم يسمح عبد العال لشرشر بالحديث طوال أعمال الجلسة، كما حذر، بإخراجه من الجلسة العامة في حال عدم التزامه بالهدوء. وقال: «اجلس مكانك يا أسامة والتزم الهدوء، وإلا سأطبق عليك اللائحة والتي تجيز لرئيس المجلس بعد أخذ موافقة أغلبية الأعضاء الحضور، إخراج أي عضو من القاعة في حال إخلاله بنظام سير عمل الجلسة العامة». ومع زيادة المقاطعة، انفعل عبد العال، ليطالب رئيس لجنة القيم بعرض تقريرها في جلسة اليوم التالي، لكنها لم تناقش.

أبرز وقائع الطرد والتهديد بالطرد

بعد الحادث الإرهابي الذي استهدف حافلة في طريق دير الأنبا صموئيل بمغاغا بالمنيا في نهاية مايو 2017، وقعت مشادة بين عبد العال، والنائب عماد جاد، أثناء حديثه عن الهجوم الإرهابي، ورفض «عبد العال» إعطاء الكلمة لـ«جاد» للتعليق على حادث المنيا الإرهابي، مما دعا جاد لسؤاله «أنت بتدي الكلمة بناءً على إيه؟»، ليرد عبد العال، قائلًا «بمزاجي.. وإذا تحدثت من دون إذن سيتم إخراجك من الجلسة»، وهو ما تسبب في انفعال عماد جاد ليتدخل النواب لإنهاء الخلاف.

وشهدت إحدى الجلسات للبرلمان طرد النائب سمير غطاس، بسبب محاولته الحديث خلالها عن السياسة النقدية، وقرر المجلس إحالة غطاس إلى لجنة خاصة للتحقيق معه، وقال «عبد العال»: «إن النائب دأب على إهانة المجلس سواء داخل القاعة أو خارجها». وتابع: «لن أخد دروس من بعض النواب حول حرية الرأي والتعبير، فهو أمر درسناه في الكليات لمدة 40 عام».

وقال عبد العال «دأب البعض متجاوزا في انتقاد السياسات النقدية للدولة نقدا أضر بالسياسات النقدية والاقتصادية لمصر، ويجب على جميع أعضاء المجلس عدم الحديث للفضائيات بخصوص السياسة النقدية، وأن من يخالف ذلك سيحول للجنة القيم، لأن تناول السياسة النقدية للبنك المركزي بالنقد الشديد ترتب عليه الإضرار بالاقتصاد المصري».

وفى واقعة أخرى، أعلن عبد العال، خلال إحدى الجلسات العامة أثناء مناقشة مشروع قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، إحالة النائب هيثم الحريري إلى هيئة المكتب للتحقيق معه لـ«تطاوله» في الحديث مع رئيس مجلس النواب، وذلك بعدما قال النائب لرئيس مجلس النواب إنه يخالف اللائحة الداخلية لمجلس النواب.

وأكد عبد العال، أن النائب هيثم الحريرى، تجاوز أكثر من مرة، قائلا: «شتمني في الصحافة والإعلام، وفي الجلسات بيقول لي أنت بتخالف اللائحة الداخلية للمجلس». «لقد قمت بالتدريس لـ40 جيلا من طلاب كلية الحقوق، ومعرفش الدستور واللائحة؟ هل يجوز ما قيل لي؟ هؤلاء الأجيال يجلسون على منصات القضاء داخل مصر وخارجها، وما حدث تطاول غير مقبول».

وطرد عبد العال النائب أحمد طنطاوي من قاعة البرلمان بعد مشادة كلامية بينهما لاعتراض طنطاوي على قانون الثروة المعدنية لعرضه بشكل غير أمين على حد رأيه، ورد عليه رئيس المجلس قائلا: «أنت غير موافق على القانون اجلس مكانك.. ولكنه لم يجلس.. فطالب بضرورة مغادرته للقاعة.. وصوّت النواب بالفعل على خروج طنطاوى خارج القاعة».

كما طرد عبد العال النائب توفيق عكاشة قبل إسقاط عضويته بسبب حدوث عدة مشادات كلامية بينهما، ووضع عكاشة شريطا لاصقا على فمه وكتب «ممنوع من الكلام بأمر رئيس المجلس».

شارك الخبر على