الاتحاد الاوروبي يتطلع نحو الشرق لمجابهة تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة

ما يقرب من ٦ سنوات فى كونا

من نواب خان

(تحليل اخباري) بروكسل - 20 - 7 (كونا) -- بينما يتراجع مستوى العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة تتطلع دول الاتحاد شيئا فشيئا نحو الشرق في محاولة لإعادة التوازن الى علاقاتهم الدولية.
وعقد الاتحاد الاوروبي قمتين في غاية الاهمية في آسيا هذا الاسبوع أحدهما مع الصين والأخرى مع اليابان فيما يراه المراقبون اشارة الى واشنطن بأن اوروبا قادرة على إيجاد اصدقاء "تثق بهم" في مكان اخر.
وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد وصف الاتحاد الاوروبي ب"خصم" للولايات المتحدة فردت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني على ذلك بالقول "لدينا ايضا الكثير من الاصدقاء في العالم".
ووصف البيت الابيض قمة الرئيس ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي الاثنين الماضي بأنها افضل من تلك التي عقدها مع حلف شمال الاطلسي (ناتو).
وقال الرئيس ترامب في تعليق على القمتين "فيما عقدت اجتماعا عظيما مع (ناتو) والذي اسفر عن كسب اموال طائلة عقدت اجتماعا افضل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن".
وفي سياق متصل قال زعيم جماعة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الاوروبي أدو بولمان في بيان غاضب "يحاول ترامب وبوتن تقويض الديمقراطيات الغربية ويتعين على اوروبا التصدي لذلك .. قبل ترامب كانت الولايات المتحدة شريكا جديرا بالثقة لأوروبا .. اليوم يصفنا ترامب بالأعداء".
وتعرب الصحافة الاوروبية عن القلق حيال سياسات ترامب الدولية التي قالت انه "لا يمكن التنبؤ بها".
وكتبت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية "يقال انه فقط بإمكان العدو الخارجي ان يجمع الدول ذات المصالح المختلفة .. لدى اوروبا الان اثنان من هذا النوع من الاعداء ويتعين ان تتعلم درسها من ذلك".
واتفق الاتحاد الاوروبي وبكين في قمتهم يوم الاثنين الماضي على تطوير استراتيجية الشراكة بينهما واعربا عن دعمهما المشترك للقواعد المرتكزة على نظام التجارة العالمي.
وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك في تصريح بعد القمة ان "تجنب تدمير هذا النظام هي مهمة مشتركة بين اوروبا والصين وامريكا وروسيا وليس البدء في حروب تجارية تحولت عادة الى نزاعات ساخنة في تاريخنا".
ووقع الاتحاد الاوروبي في طوكيو يوم الثلاثاء الماضي اتفاقيتين رئيسيتين هما اتفاقية التجارة الحرة واتفاقية الشراكة الاستراتيجية بهدف تعزيز التعاون بينهما.
وشدد تاسك على الاهمية الاستراتيجية لهاتين الاتفاقيتين وقال "في الوقت الذي يشكك البعض في نظام التجارة العالمي نبعث برسالة واضحة مفادها اننا نقف معا ضد الحمائية".
وتتصاعد حدة التوتر بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حول الخلافات التجارية مثل التعرفة الجمركية على واردات الالمنيوم والصلب وحول عدد من القضايا الدولية مثل الاتفاق النووي الايراني.
وأعلنت المفوضية الاوروبية الاربعاء الماضي غرامة غير مسبوقة بقيمة خمسة مليارات دولار امريكي على شركة مشغل البحث على شبكة الانترنت الامريكية العملاقة (غوغل) بسبب سوء استخدامها لمكانتها السائدة في السوق.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي الايراني يرى محللون ان الاتفاق لن يلغى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه وان بروكسل تصف الاتفاق بأنه أحد اكبر الانجازات الدبلوماسية.
ويشير المحللون الى انه على الرغم من ان الزعماء الاوربيين يدعون الى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة إلا ان اوروبا تعتمد كثيرا على واشنطن فيما يتعلق بأمنها ورخائها الاقتصادي ومن المستحيل تقريبا إحلال اتفاقيات تجارة وشراكة مع آخرين محل التحالف عبر الاطلسي.
وقالت مفوضة الشؤون التجارية في الاتحاد الاوروبي سيسيليا مالمستروم في مؤتمر عقد في بروكسل يوم الخميس الماضي ان حجم التجارة السنوية في البضائع والخدمات بين الاتحاد والولايات المتحدة يقدر بتريليون دولار.
واضافت ان الاتحاد الاوروبي هو اكبر مستثمر في الولايات المتحدة فيما يدعم الاقتصاد عبر الاطلسي 15 مليون وظيفة في اوروبا مشددة على اهمية العلاقات بين الجانبين في استقرار التدفق التجاري.
وعلى صعيد التسلح العسكري لفت محللون الى ان "اوروبا ضعيفة عسكريا بدون دعم الولايات المتحدة وليست قادرة على الدفاع عن نفسها ضد اي تهديد خارجي" فيما يردد الرئيس ترامب ان اوروبا تنفق القليل على مجال الدفاع.
وفي محاولة للحد من التوتر في العلاقات الاوروبية - الامريكية يبحث رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر مع الرئيس الامريكي في البيت الابيض الاربعاء المقبل سبل تحسين التجارة عبر الاطلسي وتعزيز الشراكة الاقتصادية.(النهاية) ن خ / ن ب ش

شارك الخبر على