اثيوبيا وارتريا... تقارب يعيد رسم المشهد في القرن الافريقي

ما يقرب من ٦ سنوات فى كونا

من محمد عبد العزيز.(تقرير)
السودان - 19 - 7 (كونا) -- طوت اثيوبيا وارتريا حقبة من العداء استمرت لنحو عقدين من الزمان على خلفية نزاع حدودي اندلع في عام 1998 وقتل فيه عشرات الآلاف.وانهى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي الاسبوع الماضي زيارة غير مسبوقة إلى إثيوبيا أعاد فيها فتح سفارة بلاده في أديس أبابا وذلك ردا على زيارة مماثلة لرئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد.ودشن أفورقي برفقة مضيفه رئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد فتح السفارة الإريترية في إثيوبيا التي ظلت مقفلة طوال 20 عاما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المتجاورين.وقال المهتم بقضايا القرن الافريقي عبد المنعم ابو ادريس في حديثه لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان "محركات داخلية في البلدين تمثلت في وصول تيار تغيير واصلاح للسلطة في أديس أبابا بقيادة ابي احمد فضلا عن تضرر التقراي اقتصاديا وامنيا بسبب النزاع خلال العقدين الماضيين علاوة على حوجة اثيوبيا لميناء بسبب التكلفة السياسية والاقتصادية بالاعتماد على مؤاني في كينيا وجيوبتي والصومال والسودان".واشار ابوادريس الى ان ما حفز ارتريا على المصالحة "الأوضاع الاقتصادية عبر الاستفادة من رسوم تأجير المؤاني والعبور والخدمات فضلا على حصولها على كهرباء رخيصة من اثيوبيا لا سيما مع نقص إمدادات الطاقة الكهربائية طوال السنوات الأربع الأخيرة فضلا عن إغلاق الباب أمام المعارضة في البلدين".ومن جانبه قال المحلل السياسي الاثيوبي انور ابراهيم في حديثه ل(كونا) ان البلدين أدركا أن الوضع الراهن حالة "الا حرب والا سلم" لا يمكن أن تستمر.ولفت ابراهيم إلى أن المصالحة التاريخية أتت بعد العديد من المحاولات الفاشلة الا ان التغيرات التي حدثت في المنطقة والحراك السياسي في البلدين وتقاطعات مصالح دولية وإقليمية حققت هذه الخطوة التاريخية.ومن ناحيته قال الصحفي والمحلل السياسي الاريتري جمال همد ل(كونا) أن اثيوبيا تشهد تغييرات كبيرة توجت بوصول ابي احمد للسلطة الذي سعى لإجراء مصالحات داخلية وخارجية واقتصادية فيما كانت ارتريا في حاجة للخروج من العزلة الدولية والسابقة الاقتصادية فاتت الاستجابة من الطرفين.ويرى همد أن السلام يحتاج لاصلاحات داخلية خاصة في ارتريا على المستوى السياسي والمؤسسي مضيفا أن الأوضاع في اثيوبيا ليست مثالية خاصة فيما يلي تحفظات وسخط قادة التقراي.وقال ان "إقليم تقراي هو بوابة الحرب والسلام حسب الموقع الجغرافي".ومن جانبه اوضح المحلل السياسي الاثيوبي انور ابراهيم انه يرى أن المصالحة الإثيوبية الارترية ستعيد رسم منطقة القرن الأفريقي بشكل جذري باعتبار أن التنافس بين البلدين انعكس على الأوضاع في المنطقة الأمر الذي سيخلق حالة من الاستقرار ويحد من الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من هذه المنطقة.اما المهتم بالقرن الافريقي ابوادريس يرى أن مجمل التطورات الاخيرة ستنعكس على الوضع في الإقليم مضيفا ان "نجاح التطبيع بين إرتريا وإثيوبيا سيقود بالضرورة إلى تحسين الوضع في الصومال مع توقف الحرب عن بعد التي كان يديرها الطرفان على أرضها كما سيقود إلى تقليل حدة الاستقطاب بين دول المنطقة لا سيما في ظل الصراع على سد النهضة كما أن دينمكيات الصراع في منطقة الخليج العربي ستتأثر حتما بهذه التطورات في ظل السباق الذي كان دائرا لكسب موطئ قدم في منطقة القرن الإفريقي ذات الاهمية الاسترتيجية لممر البحر الأحمر المائي".وكانت إرتريا تشكل الجزء الساحلي من إثيوبيا بمرفأيها (عصب ومصوع) قبل أن تعلن استقلالها في العام 1993 إثر طرد القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991.وأدى خلاف حول ترسيم الحدود إلى نشوب حرب بينهما استمرت من 1998 إلى عام 2000 اسفرت عن مقتل 80 ألف شخص قبل أن يتحول النزاع بينهما إلى حرب باردة بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية. (النهاية)

م م م / خ ن ع

شارك الخبر على