ترامب يعيد المجد لروسيا.. وغضب شعبي يجتاح أمريكا

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

لا تزال أصداء القمة التاريخية بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، تلقي بظلالها على الساحة الدولية، ورغم الإشادة بكسر الجمود بين القوتين العظمتين، إلا أن ترامب لم يحصد ذلك النجاح في ظل الهجوم المستمر من قبل المجتمع الأمريكي.

فالانتقادات انهالت على الرئيس الأمريكي حتى من إدارته، ووصفوه بالمخزي فى تاريخ الولايات المتحدة، وأن قمة هلسنكي بين الرئيسين كانت خطأ مأساويًا.

جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، الذي طرده الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، العام الماضي،  وجه دعوة إلى الناخبين بضرورة دعم الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل، بحسب سكاي نيوز.

كومي واصل هجومه اللاذع على إدارة ترامب، وأكد أن الكونجرس الجمهوري أثبت عجزه عن الوفاء بتصميم الآباء المؤسسين بأن الطموح يجب أن يقاوم الطموح"، ويجب توفير الضوابط والتوازنات للسلطة الرئاسية.. فكل من يؤمن بقيم هذا البلد عليه أن يصوت للديمقراطيين هذا الخريف، فالتاريخ ينظر إلينا".

اقرأ أيضًا: «التأخير المتعمد وكرة القدم».. 5 مشاهد بارزة من قمة «هلسنكي» 

ويوم الاثنين وعقب المؤتمر الصحفي، الذي عقده ترامب مع بوتين قال كومي: "هذا هو اليوم الذي وقف فيه رئيس أمريكي على أرض أجنبية جنبًا إلى جنب سفاح قاتل ورفض دعم بلاده".

ويبدو أن ترامب لم يلق ترحابا من قبل مواطنيه، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز، أن ما يربو على نصف الأمريكيين لا يوافقون على الطريقة التي يتعاطى بها الرئيس دونالد ترامب مع العلاقات مع روسيا.

الاستطلاع أزهر أن الشعب الأمريكي غير راضٍ عن أداء ترامب في قمة هلسنكي، خاصة أن الأخير رفض تحميل بوتين المسؤولية عن التدخل في الانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، وشكك في نتائج أجهزة المخابرات الأمريكية.

وقال 42% ممن جرى استطلاع آرائهم: إنهم "يؤيدون أداء ترامب في المنصب مقارنة مع متوسط يومي بين 40 و44% منذ بداية يوليو.

اقرأ أيضًا: قمة «هلسنكي».. كيف بدا ترامب ضعيفًا أمام بوتين؟ 

فيما أشار الاستطلاع إلى أن 55% يرفضون طريقة تعاطي ترامب مع العلاقات الروسية، وفيما يتعلق بالديمقراطيين، فقد أبدى 14% رفضهم لقمة هلسنكي، مؤكدين أن ترامب وضع أمريكا في موقف مخزي.

بينما تساءلت الكاتبة الأمريكية ترودى روبين، عما إذا كان مستشار الأمن القومي جون بولتون وآخرون أو سيناتورات الحزب الجمهوري سيقْدمون على "كبح جماح رئيسٍ يعرض الولايات المتحدة للخطر"، بحسب "سبوتنيك".

ورأت روبين أن الوقت بات متأخرا جدًا لكي يُقْدم أي قيادى جمهوري يكترث بأمن الولايات المتحدة على انتقاد الرئيس دونالد ترامب.

ووصفت القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي، بأنها "قمة الاستسلام"، قائلة: إن "ترامب جلس إلى جانب بوتين في هلسنكي، وجعل يُحمّل أمريكا لائمة هجمات شنتها عليها روسيا".

اقرأ أيضًا: 4 فرضيات دفعت ترامب إلى عدم انتقاد بوتين قبل «قمة هلسنكى» 

ونعتت الكاتبة ترامب بأنه رئيس ساذج ابتلع إنكار بوتين لأي دور روسي ضد الولايات المتحدة، وقالت: إن "ترامب خان كل الأمريكيين بأدائه الجبان في فنلندا، وألبس كبار مستشاريه عباءة الغباء، وسفّه مجتمعه الاستخباراتي ووزارة عدله على نحو أدخل السرور على بوتين".

الكاتبة الأمريكية نبهت أيضًا إلى أن ترامب صرّح بوضوح أنه يثق في إنكارات بوتين بخصوص تجسس روسيا إلكترونيًا أكثر من ثقته في اكتشافات وكالات الاستخبارات الأمريكية، معتبرة أن ذلك المسلك من جانب ترامب بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للرئيس الروسي للقيام بعمليات تجسس مستقبلية على نحو يُعيد المجد لروسيا.

وفاجأ ترامب حتى مؤيديه عندما أشاد بالزعيم الروسي خلال المؤتمر الصحفي على نفيه "القوي" للتدخل، وحاول أمس تهدئة العاصفة السياسية التي أعقبت تصريحاته، قائلًا: إنه "أخطأ التعبير في المؤتمر الصحفي، وإنه يضع ثقته الكاملة في أجهزة المخابرات الأمريكية".

شارك الخبر على