روسيا ٢٠١٨.. المونديال الأفضل عبر التاريخ

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

اقتراب إنجلترا من تحقيق الحلم، الأهداف الرائعة، الدراما، الجماهير، مغامرة كرواتيا، خروج الكبار وتقنية إعادة الفيديو بين أسباب كثيرة دفعت البعض لاعتبار مونديال روسيا 2018 هو الأفضل عبر التاريخ، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، وهو رأي يبدو من الصعب تكذيبه.

وتمكن المنتخب الفرنسي من التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه وذلك بعد الفوز على كرواتيا في المباراة النهائية بنتيجة 4-2، وفيما يلي أبرز الأسباب التي جعلت من مونديال روسيا 2018 الأفضل عبر تاريخ كؤوس العالم:

الحلم الإنجليزي

توحدت الجماهير الإنجليزية هذا الصيف كما لم تتحد من قبل منحية جميع مشاكلها السياسية، ولم يكن هناك يدور في جميع مؤسسات البلاد سوى "It's Coming Home" أي أن البطولة ستعود إلى موطنها من جديد من خلال تتويج الأسود الثلاثة باللقب.

تجمعت الجماهير في الحدائق العامة والحانات رافعين الأعلام مدعمين الجيل الجديد للكرة الإنجليزية تحت قيادة المدرب الشاب جاريث ساوثجيت، ذلك الجيل الذي وصل إلى نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 سنة، وأنهى لعنة ركلات الترجيح بالتغلب على كولومبيا، ذلك الجيل الذي أفرز حارس مرمى من طراز جوردان بيكفورد ومدافعا مميزا مثل هاري ماجوير، إلا أن الحلم الإنجليزي توقف في قبل النهائي على يد كرواتيا بعد هدف ماريو ماندجوكيتش في الوقت الإضافي.

الإثارة والأهداف المتأخرة

بعد فوز روسيا الكاسح على السعودية بخماسية نظيفة في مباراة الافتتاح، بدأت البطولة تشهد قمة الإثارة من المباراة الثانية مباشرة والتي خسرها المنتخب الوطني أمام أوروجواي بهدف في الدقيقة 88، وفي نفس اليوم احتضن ملعب سوتشي واحدة من أفضل مباريات البطولة تلك التي انتهت بالتعادل الإيجابي 3-3 بين إسبانيا والبرتغال.

ففي تلك المباراة وضع كريستيانو رونالدو منتخب بلاده في المقدمة مرتين قبل أن تعادل إسبانيا النتيجة في كل مرة بل وتقدمت بالهدف الثالث من تسديدة ناتشو الرائعة، قبل أن يعادل رونالدو النتيجة من ركلة حرة متقنة في الدقائق الأخيرة من المباراة.

وإحتاجت إنجلترا للوصول إلى الدقيقة 93 للتغلب على تونس 2-1 بفضل هدف هاري كين، وسجل ياري مينا مدافع كولومبيا هدف التعادل في شباك إنجلترا في دور الـ16 من رأسية في الدقيقة 93.

وأبقى توني كروس على آمال ألمانيا بتسجيل هدف الفوز في شباك السويد في الدقيقة الأخيرة، وأهدى ماركوس روخو بطاقة العبور لدور الـ16 للأرجنتين بتسجيله هدف الفوز في شباك الأرجنتين في الدقيقة 88، ودخل ناصر شاذلي من مقاعد البدلاء ليكمل الريمونتادا البلجيكية أمام اليابان في دور الـ16، فهي بطولة يمكن تعريفها ببطولة الأهداف القاتلة.

جدل الـVAR

"أشعر بالمرارة، فلا أشعر بأننا خسرنا أمام الفريق الأفضل بل خسرنا بسبب التكنولوجيا"، كانت تلك كلمات حارس مرمى أستراليا مات رايان بعد خسارته أمام فرنسا في الدور الأول بسبب تقنية الـVAR، إلا أن تلك التقنية بشكل عام تركت انطباعا إيجابيا وأسهمت في إضافة إثارة إضافية للمباريات.

ومن أشهر المباريات التي شهدت تقنية الـVAR، كانت مواجهة البرتغال وإيران في دور المجموعات، حيث منحت التقنية ركلة جزاء للبرتغال بعد إعاقة رونالدو من قبل مورتيزا بوراليجانجي قبل أن يهدر رونالدو ركلة الجزاء، ومن ثم تشاجر الثنائي مرة أخرى وأفلت رونالدو من الحصول على البطاقة الحمراء بعدما أظهرت التقنية ضرب رونالدو للاعب الإيراني بالمرفق في وجهه، وفي نفس المباراة أهدت الـVAR ركلة جزاء لإيران عدلت بها النتيجة.

كما ظهرت الـVAR في نهائي المونديال من خلال احتساب الحكم نيستور بيتانا ركلة جزاء مثيرة للجدل لفرنسا بعدما ارتطمت الكرة بيد مهاجم كرواتيا إيفان بيريسيتش، وسجلت فرنسا عبر لاعبها أنطوان جريزمان الهدف الثاني في المباراة بفضل التقنية.

المفاجآت

من إهانة نجوم البرازيل في روسيا إلى توديع أبطال العالم ألمانيا من دور المجموعات، رسمت ملامح مفاجآت مونديال روسيا، فقبل انطلاق البطولة كان المنتخب الألماني المرشح الأبرز للفوز باللقب قبل أن يودع من دور المجموعات بالخسارة أمام المكسيك وكوريا الجنوبية، ومن ثم ودعت واحدة من أبرز المرشحين الآخرين إسبانيا مبكرًا وتحديدًا من دور الـ16 بالخسارة أمام روسيا بركلات الترجيح، وقبلها اكتسحت كرواتيا الأرجنتين في دور المجموعات بثلاثية نظيفة.

وودعت البرازيل البطولة من ربع النهائي بالخسارة أمام بلجيكا بنتيجة 2-1، أما كرواتيا فكانت أكبر مفاجآت البطولة بعدما باتت أقل فريق في التصنيف العالمي (20) يصل إلى نهائي كأس العالم.

صناع التاريخ

لم يقدم المنتخب الوطني أي شيء يذكر في البطولة بخسارة المباريات الثلاث، إلا أن الحارس عصام الحضري بات أكبر لاعب يشارك في تاريخ كأس العالم بعمر 45 عامًا، وذلك بعد مشاركته في اللقاء الأخير للفراعنة في البطولة أمام السعودية، بل وتصدى لركلة جزاء أيضًا لفهد المولد.

وعلى الرغم من وقوع إيران في مجموعة صعبة إلى جانب إسبانيا والبرتغال والمغرب، ومشاركتها في البطولة وفي رصيدها انتصار وحيد طوال تاريخ مشاركتها في كؤوس العالم وكان ذلك على حساب الولايات المتحدة بنتيجة 2-1 في مونديال 1998، إلا أنها حققت ثاني انتصاراتها في المباراة الأولى لها على حساب المغرب بهدف نظيف، وباتت إيران أول فريق في تاريخ كأس العالم لا يسدد أي كرة على المرمى وكان ذلك في الشوط الثاني أمام المغرب ويتمكن من تسجيل هدف، وذلك منذ مونديال إنجلترا 1966.

أما بنما فلا تملك الكثير للافتخار به بعد هزيمتها أمام إنجلترا بنتيجة 6-1، إلا أن الجماهير احتفلت بصورة جنونية بعدما سجلت بنما أول أهدافها في كأس العالم.

نهاية حقبة

حظي كل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ونيمار بلحظات من الإبداع في المونديال، إلا أن هناك جيلا جديدا من اللاعبين خطف الأضواء من النجوم التقليديين وعلى رأسهم كيليان مبابي، ذلك اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا والذي ظهر في الملاعب منذ عامين فقط نجح خلالهما في أن يصبح ثاني أغلى لاعب في التاريخ، أبدع في مباراة الأرجنتين في دور الـ16 وأبدع أمام كرواتيا في النهائي وتوج بجائزة أفضل لاعب صاعد في البطولة.

ويبدو من الصعب مشاهدة رونالدو وميسي في كأس العالم مرة أخرى، ولكن سيعود نيمار في المونديال المقبل بعمر 30 عامًا وسيلحق به كل من مبابي وهاري كين وروميلو لوكاكو.

الجماهير

خشيت الجماهير الإنجليزية قبل انطلاق البطولة من مسألة الأمن في روسيا والهوليجانز وتاريخه السيئ في كرة القدم، ولكنهم حظوا في النهاية بأفضل استقبال ومروا بأفضل تجربة، وشهدت ملاعب روسيا رقصات جماهير أمريكا الجنوبية وألوان الجماهير السنغالية وحرص الجماهير اليابانية على تنظيف المدرجات بعد نهاية كل مباراة.

شارك الخبر على