ارتفاع أسهم مودريتش للظفر بجائزة الكرة الذهبية

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ المدى
يحدث أحياناً أن لاعباً يمضي مسيرته الاحترافية وهو يقدم مستويات مبهرة ويمتع الجماهير وينشر الإبداع في جميع الملاعب، لكنه يبقى مهمشاً على الصعيد الإعلامي، حتى تأتي بطولة واحدة فقط لتمنحه القيمة التي يستحقها وتضعه في القمة، هذا تماماً ينطبق على لوكا مودريش قائد منتخب كرواتيا المحترف في صفوف ريال مدريد الإسباني النجم الكرواتي قدم أداءً مميزاً للغاية في كأس العالم 2018، وكان من الأسباب الرئيسة في وصول فريقه للمباراة النهائية، وأظهر روحاً قتالية غير مسبوقة، كما بذل جهداً بدنياً يفوق احتمال لاعب بسن 33 عاماً، لكن رغم كل هذا، لم يقدم مودريتش أي إضافة عن مستواه المعهود، فهو دائماً لاعب مبدع وكان من العناصر الرئيسة في نجاحات ريال مدريد مؤخراً.
مودريتش أحد أبرز المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية، وارتفعت أسهمه بشكل اكبر بعد خروج إدين هازارد، كيفين دي بروين وهاري كين من المنافسة، وتبقى فقط في الصراع كل من كيليان مبابي وأنتوان غريزمان مهاجمي منتخب فرنسا، بالإضافة طبعاً إلى كريستيانو رونالدو هدّاف دوري أبطال أوروبا. النجم الكرواتي يحتاج للفوز بلقب كأس العالم لكي يأخذ خطوة إضافية على منافسيه، فحينها سيصبح اللاعب الوحيد في قائمة المرشحين الذي توّج بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم، وكان مساهماً في كلاهما. لكن بعيداً عن حسابات التتويج في المونديال
 يملك مودريتش أفضلية على جميع المنافسين الآخرين في سباق الكرة الذهبية، وتتلخص هذه الأفضلية أن الجميع يريد تكريمه، وقد يلعب هذا الأمر دوراً محورياً في تصويت الصحافيين التابعين لمجلة فرانس فوتبول التي تقدم الجائزة. مثلاً شاهدنا أندريس إنييستا يدخل في تشكيلات العام في العامين الماضيين، رغم أن مستواه كان متوسطاً، وكان يتعرض للكثير من الإصابات، كذلك دخل جيجي بوفون أسطورة يوفنتوس ضمن قائمة المرشحين النهائيين لجائزة البالون في دور العام الماضي، وذلك بحجة أنه وصل لنهائي دوري الأبطال وقدّم مباريات كبيرة جداً، كما حقق الثنائية المحلية، لكن من يتابع السيدة العجوز جيداً يعلم أن عام 2017 شهد أخطاء عديدة من الحارس الأسطوري، وترشحه للجائزة كان تكريماً لمسيرته المبهرة، وليس لأنه يستحق بالفعل هذه المكانة.
هناك معادلة في كرة القدم أصبحت واضحة إعلامياً وجماهيرياً، اللاعب الذي يتجاوز حاجز 32 عاماً، وكان مستواه ثابتاً ومميزاً في معظم فترات مسيرته، ولم يحصل على جوائز فردية من قبل، يصبح حديث العالم بشكل مفاجئ عند أي إنجاز يحققه، ويكسب تعاطف الجماهير والإعلام على حدٍ سواء، وهذا يفسر الإشادة التي يتلقاها مودريتش في الوقت الراهن، وارتفاع أسهمه يوماً بعد الآخر للتويج بجائزة البالون دور.
الميزة التي يملكها مودريتش حتى قبل خوض النهائي أنه أصبح يمثل قيمة كبيرة في كرة القدم، تماماً كتشافي وإنييستا وزيدان وبيرلو وجيرارد ولامبارد وبوفون، ولذلك سيكون التعاطف معه أكبر من غريزمان ومبابي، وطالما أن رونالدو وميسي لم يقدما شيئاً استثنائياً في عام 2018، فيمكن القول إنه الأقرب بالفعل للجائزة، لكن هذا الكلام لن يكون له أي أهمية قبل نهائي كأس العالم الذي سيلعب دوراً محورياً في النهاية.

شارك الخبر على