شبح الروس وصف ترامب التحقيق فيما إذا كانت حملته الانتخابية تواطأت مع موسكو بأنها حملة اضطهاد ظالمة

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

جلاسجو (اسكتلندا) - رويترز - وكالاتإذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يميل لطرح قضية التدخل في الانتخابات بشكل عابر في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين فإن اتهام 12 من ضباط المخابرات الروسية بالتسلل الإلكتروني في 2016 يجعل هذه المهمة أصعب بكثير بينما قال -ترامب- إن سقف توقعاته منخفض إزاء لقائه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي اليوم الاثنين. وقال خلال مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني لشبكة (سي.بي.إس) أمس الأحد «أذهب (إلى اللقاء) بتوقعات محدودة». وأضاف: «لست ذاهبا بتوقعات كبيرة».لائحة اتهاماتمع هذه التوقعات المحدودة تلاحق ترامب مجموعة من الأشباح الروسية تنطلق من دوائر بلاده فقد اتهمت هيئة محلفين اتحادية كبرى يوم الجمعة ضباط وكالة المخابرات العسكرية الروسية (جي.آر.يو) بمراقبة أجهزة حاسوب سرا وسرقة بيانات من حملة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون التي كانت تنافس ترامب في انتخابات الرئاسة.وسلّطت الاتهامات ضوءا أقوى على أسلوب ترامب مع التعامل مع بوتين الذي سبق أن نفى بذل أي جهد للتدخل في الانتخابات الأمريكية التي فاز بها ترامب مرشح الحزب الجمهوري على غير المتوقع.نفي روسيلكن ترامب وصف التحقيق فيما إذا كانت حملته الانتخابية تواطأت مع موسكو بأنها حملة اضطهاد ظالمة وأبدى استعدادا للتعامل مع نظيره الروسي وأشار مرارا إلى نفي بوتين رئيس المخابرات الروسية الأسبق لمثل هذه التصرفات.مناورة ضيّقةيقول الخبير في الشأن الروسي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن جيفري مانكوف: «ربما أصبح لدى ترامب مجال أصغر للمناورة إذا كان يريد أن يهوّن من الأمر أو يتظاهر بأنه ليس حقيقيا».وقد قال ترامب إنه يعتزم إثارة القضية. وعندما سُئل الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي في بريطانيا يوم الجمعة عمّا إذا كان سيطلب من بوتين عدم التدخل في الانتخابات الأمريكية قال «نعم». لكن الرئيس أشار إلى أنه لا يتوقع تحقيق تقدم كبير في هذا الأمر.«لا تأثير على الاجتماع»يقول منتقدون إن الشك يخامرهم أن يطرح ترامب المسألة للبحث على الإطلاق رغم الاتهامات الرسمية التي وجهت للضباط الروس.وقال ند برايس، المتحدث السابق باسم مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما «رغم أنباء اليوم فمن الممكن أن نتوقع أن يطرح ترامب موضوع هجوم بوتين على ديمقراطيتنا بطريقة عابرة لمجرد أداء الواجب قبل أن يتقبل، أو حتى على الأقل يزعم أنه تقبل، نفي بوتين بمعناه الظاهري».إلغاء القمةوحث نواب ديمقراطيون ترامب على إلغاء القمة التي سيعقدها مع بوتين. وسيتوجه الرئيس الأمريكي من منتجع ملاعب الجولف الذي يملكه في اسكتلندا إلى هلسنكي حيث من المقرر أن تُعقد القمة.وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جاريت ماركيز، إن توجيه الاتهامات للضباط الروس «ليس له تأثير على لقاء يوم الاثنين».هوة مع المستشارينغير أن القمة ومدى تشديد ترامب على التدخل في الانتخابات قد يسلّطان الضوء على هوة تفصل بينه وبين مستشاريه وكذلك بينه وبين غيرهم من الجمهوريين حول مدى خطورة الأنشطة الروسية.هما أكثر انتقاداكان وزير الدفاع جيم ماتيس ومستشار الأمن القومي جون بولتون، على الأقل قبل دخول البيت الأبيض، أكثر انتقادا لموسكو من الرئيس. كما أن سياسة الإدارة الأمريكية عموما أكثر تشددا من العبارات التي يستخدمها ترامب الذي اقترح في الآونة الأخيرة إعادة موسكو إلى مجموعة السبع التي طرِدت منها منذ ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.يقول السفير الأمريكي الأسبق لدى روسيا في عهد أوباما، مايكل ماكفول: «الإدارة تتبع سياسة جيّدة جدا تجاه روسيا غير أن الرئيس لا يقرها. لا يمكنني أن أتذكر نقاشا دار حول السياسة الخارجية فيه هذا الانفصال بين الرئيس وكل شخص آخر في إدارته فعليا».الشركاء يراقبون الوضعأدلى ترامب بدلوه في قرار الاتهام الذي صدر يوم السبت. فقال في تغريدة على تويتر «القصص التي سمعتموها عن 12 روسيا أمس حدثت خلال إدارة أوباما وليس إدارة ترامب. فلماذا لم يفعلوا شيئا بشأنها خاصة عندما تردد أن مكتب التحقيقات الاتحادي أخطر الرئيس أوباما في سبتمبر بها قبل الانتخابات؟».عهد أوباماوكثيرا ما يحمِّل ترامب أوباما مسؤولية المشاكل التي تؤثّر على رئاسته. وقد امتنع مرارا عن تحميل بوتين مسؤولية ضم شبه جزيرة القرم وأشار إلى أوباما قائلا إنه سمح بحدوث ذلك خلال رئاسته.ومن الممكن أن يستغل بوتين ذلك خلال القمة ويرفض أيضا الاتهامات الموجهة للضباط الروس.دولة عميقةوقال مانكوف من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن من الأمور التي يمكن أن يستغلها بوتين أيضا اعتقاد ترامب بوجود «دولة عميقة» مكوّنة من شبكة من مسؤولي الحكومة والمخابرات كانت تتصرّف للإضرار به ويستغل الإعلان عن توجيه الاتهامات للضباط الروس للعب على ارتياب ترامب في التحقيق في انتخابات 2016. وسيتابع شركاء الولايات المتحدة القمة لمعرفة ما إذا كان ترامب سيطرح مسألة التدخل في الانتخابات بقوة.للكلمات أهميتهاوقال دبلوماسي أمريكي مشترطا عدم نشر اسمه «ستكون للكلمات أهميتها خاصة إذا تساهل مع بوتين بعد هذه الاتهامات الرسمية. فهذا سيهز الحلفاء. غير أن أسوأ التصوّرات، على الأقل من وجهة نظرنا، أن يأمرنا بعد القمة بالإتيان بتصرفات قد تهدم ثقة حلفائنا في حلف شمال الأطلسي وفيما إذا كنا ما نزال ندعمهم فيما يخص روسيا».توقيف من تويتروأوقف موقع تويتر للتواصل الاجتماعي حسابين مرتبطين باثني عشر ضابط مخابرات روس وجه لهم المحقق الخاص روبرت مولر اتهامات بتدخلهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016.وقال تويتر إنه علّق الحسابين اللذين ورد ذكرهما في لائحة الاتهام التي تزعم وجود مؤامرة واسعة النطاق لتنفيذ عملية اختراق متطوّرة ونشر وثائق على مراحل.وقال متحدّث باسم تويتر في بيان إن» الحسابين اللذين علّقا لارتباطهما بشبكة حسابات سبق أن تم وقفهما لعملهما بشكل يمثل انتهاكا لقواعدنا».

شارك الخبر على