ترامب وبوتين سيصفان قمتهما بالناجحة.. لكن لا تتوقعوا تحسُّن العلاقات

أكثر من ٥ سنوات فى الموجز

المقال - إيان بريمر - رئيس ومؤسس مجموعة أوراسيا لدراسة المخاطر السياسية.ترجمة: أميرة جبر عن «تايم»
كيف يريد ترامب القيام بعكس كل ما قام به أوباما؟ ماذ يجمع بين ترامب وبوتين فى الرؤى؟
  دعمت رسميًّا هذا الأسبوع لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ تقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكى بأن روسيا قد تدخَّلت فى الانتخابات الأمريكية عام ٢٠١٦. وما كان الرئيس دونالد ترامب ليكترث حتى إن كانت اللجنة قد أعلنت أن الروس دبَّروا اختطاف رضيع ليندربرج.وبعد توقف سريع بقمة الناتو فى بروكسل الأسبوع المقبل (على الأرجح) للجدال مع الحلفاء الأمريكيين، سيواصل ترامب رحلته ليلتقى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى هلسينكى يوم ١٦ يوليو فى قمتهما الرسمية الأولى. ووَفقًا للتقارير الصحفية فإنه يعد للقاء أحادى مع نظيره الروسى قبل أن ينضم إليهما مساعدو البيت الأبيض.
وسيقود لقاء ترامب ببوتين المانشيتات ومقالات الرأى والتحليل لأيام، وهذا مفهوم، حيث إنه من بين كل غرائب ترامب فعلاقته الشخصية ببوتين هى الأغرب على الإطلاق. نعم، ترامب لديه انجذاب لرجال القرن الـ٢١ الأقوياء الذين لا يزال بوتين يمثل أفضل تجسيد لهم. نعم، يشعر ترامب أن إعطاء أية مصداقية للموضوعات التى تتناول التدخل الروسى فى الانتخابات لا يخدم إلا تقويض شرعيته، ناهيك بانتصاره الانتخابى على هيلارى كلينتون. نعم، يريد أن يقوم ترامب بعكس كل ما قام به باراك أوباما، الذى انقلبت علاقته الثلجية ببوتين ورباطه الصادق بالمستشارة الألمانية أنجلا ميركل على رأسها من قبَل ترامب (زائد أو ناقص قطعتَى حلوى «ستاربرست»).
ولكن لا يفسر أى من ذلك رغبة ترامب المستمرة فى التعامل مع بوتين. قد يتحجج المرء بأن القيام بذلك فى تحدٍّ لكل من الديمقراطيين والجمهوريين فى «كابيتول هيل» به شىء من المنطق لأكثر رئيس معادٍ للمؤسسة التقليدية تم انتخابه، ولكن أن تقوم بذلك فى تحدٍّ لموظفيك ومستشاريك السياسيين، فليس فى ذلك الكثير من المنطق.
وعلى الرغم من الضجيج المصاحب، ينبغى أن تمر القمة نفسها على ما يرام. وكل من بوتين وترامب متفقان فى عدد من القضايا الجيو سياسية الرئيسية، إذ يتفقان على أن الولايات المتحدة ينبغى أن تقوم بما هو أقل بكثير فى سوريا، ويشكك كل منهما علنًا فى المنفعة من تحالف الناتو الأمنى. ويرغب كل منهما فى رؤية سلام فى الشرق الأوسط، فبينما يدفع جاريد كوشنر بخطة مع أصحاب المصلحة الرئيسيين فى المنطقة، وجَّه فلاديمير بوتين دعاوى لحضور نهائى كأس العالم فى موسكو إلى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطينى محمود عباس.
كما يبدو أن ترامب وبوتين متفقان على أنه ينبغى أن تعود روسيا إلى مجموعة الـ٧/٨، حيث إن استيلاء روسيا على أراضى القرم قد أصبح تاريخًا قديمًا فى هذه اللحظة. لن يوافق أعضاء التحالفَين الآخرَين أبدًا، ولكن تلك نقطة جانبية، أما معارضة الإعلام للأمر بأكمله فستشجع ترامب، وسيسعد بوتين جدًّا بمجاراة الأمر من باب الغتاتة.
غير أن وهج ما بعد القمة لن يستمر طويلًا، فعلى عكس بوتين هناك قيود على سلطة ترامب فى الداخل (تابع: الإعلام، وزملاءه الجمهوريين، وبيروقراطية ترامب نفسه)، ولن يفعل تحقيق مولر المتفاقم إلا أن يصعِّب على ترامب تحدِّى الجاذبية السياسية الأمريكية فى كل ما يتعلق بروسيا.
ولولا التفاصيل المحيطة بترامب لكانت التهدئة بين الولايات المتحدة وروسيا فى الواقع منطقية إلى حد بعيد من الناحية الجيو سياسية. فالصين مشكلة استراتيجية أكبر لروسيا من الولايات المتحدة، وقد بُنيت الصداقات على ما هو أقل، ولكن للأسف -ورغم أفضل نيَّاته- فترامب هو الرئيس الأقل احتمالًا أن ينجح فى ذلك.  … 

شارك الخبر على