هل سيطلب ترامب المساعدة من بوتين لحل أزمة كوريا الشمالية؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكى دونالد ترامب في العاصمة الفنلندية هلسنكي في أول قمة رسمية للزعيمين، الاثنين المقبل.

وستسيطر مواضيع سباق التسلح والوضع في أوكرانيا وسوريا وإيران على المحادثات، وقد لا يتصدر موضوع تعهد كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي جدول أعمال القمة، ولكن من المحتمل أن يحظى باهتمام كبير.

شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، أشارت إلى أن يتطلع الرئيس الأمريكي يتطلع إلى الاستفادة من التأثير الإستراتيجي لموسكو على بيونج يانج.

وذكر بنجامين كاتشيف سيلبرشتاين الباحث المساعد في معهد بحوث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، أن الرئيس الأمريكي سوف يسعى "بكل تأكيد" للحصول على مساعدة بوتين فى هذا الشأن، مضيفًا أن ترامب قد يطلب من الرئيس الروسي فرض عقوبات على نظام كيم جونج أون.

وكان بوتين قد فرض قيودًا على كوريا الشمالية للامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي في أكتوبر الماضي، لكن إدارته رفضت بشكل عام معظم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل بيونج يانج.

"سيلبرشتاين" أوضح أنه إذا أرادت واشنطن النجاح في دبلوماسيتها، من المهم أن تستمر في ممارسة الضغط على الدولة المنبوذة، لكن بكين وموسكو مترددتان في القيام بذلك في أعقاب قمة الكوريتين في أبريل، واجتماع ترامب وكيم الشهر الماضي.

اقرأ المزيد: 6 قضايا على مائدة ترامب وبوتين في قمة «هلسنكي»

وقال الباحث: إن "الصين وروسيا تنظران إلى تهدئة العلاقات باعتبارها تقدمًا كبيرًا يكفي لتقليل العقوبات في المستقبل القريب، في حين يرى ترامب أنه يجب أن يستمر في الضغط حتى تتخلص كوريا الشمالية أسلحتها النووية بشكل كامل".

وذكرت الشبكة الأمريكية، أن نفوذ روسيا الاقتصادي على كوريا الشمالية لا يقل أهمية عن الصين، لكنه ما تزال تتمتع بنفوذ كبير بفضل العلاقات التجارية والثقافية والتجارية العميقة الجذور.

وتعد روسيا وجهة رئيسية للعمال الكوريين الشماليين، وفي عام 2014، ألغت 90% من ديون بيونج يانج البالغة 11 مليار دولار من الحقبة السوفياتية، وفي مايو، قال كيم: إنه "يثمن" موقف بوتين بشدة لمعارضته الولايات المتحدة.

من جانبه قال توني ناش كبير الاقتصاديين في شركة "إنتلي إنتليجنس": إن "ترامب سيناقش قضية كوريا الشمالية مع بوتين، حتى تكون جميع الأطراف على دراية بالنتيجة التي يريدها، وأن يستمع إلى أي آراء أو اقتراحات قد تكون لدى بوتين"، مضيفًا أن أي قدر مهما كان بسيط من النفوذ أو المعلومات قد يساعد في قضية كوريا الشمالية.

لكن بوتين لن يقدم أي معروف لترامب بضغطه على كيم، حيث ترى "سي إن بي سي" أن أكبر دولة في العالم من حيث المسلحة ستستفيد بكل تأكيد من كوريا الشمالية الخالية من الأسلحة النووية.

وأكد بنجامين كاتشيف سيلبرشتاين أن روسيا تأمل في أن يؤدي الهدوء المحتمل في المنطقة إلى منحها مزايا اقتصادية وجيوسياسية.

اقرأ المزيد: بوتين وترامب.. أكبر مشاكل «الناتو»

وتابع أن عملية السلام يمكن أن تؤدي إلى فوائد في البنية التحتية مثل السكك الحديدية التي تربط بين سيول وموسكو عبر بيونج يانج أو فوائد أكبر مثل  ميناء راجين في كوريا الشمالية.

ويوفر هذا المرفق، الذي يقع بالقرب من الحدود الروسية، فرصًا للصادرات الروسية، لأن المياه هناك لا تتجمد خلال فصل الشتاء، كما أنها موقع خدمة العبّارات الأسبوعية إلى مدينة فلاديفوستوك.

واعتمادًا على مدى التقدم الذي حققته بيونج يانج في التخلي عن الأسلحة النووية، قد يتم تخفيف العقوبات أخيرًا، وهذا بدوره أن يقدم ثروة من النوافذ التجارية والاقتصادية لحلفاء كوريا الشمالية، وتحديدًا بكين وموسكو.

وذكر موقع "نورث 38" في تقرير جديد أن بوتين في وضع جيد لاستغلال هذه الاحتمالات بداية من زيارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إلى موسكو في يونيو، إلى مؤتمر قمة بوتين وكيم المخطط لها في سبتمبر المقبل.

وأضاف أن لروسيا دور كبير في المساعدة في حل الأزمة النووية الكورية الشمالية، ومن المؤكد أن ترامب وفريقه للأمن القومي يعلمون ذلك.

ولطالما سعى الكرملين لأن يكون له دورًا قياديًا في شبه الجزيرة الكورية، كجزء من طموحاته في أن يكون قوة عظمى في منطقة شمال آسيا.

اقرأ المزيد: في قمة «هلسنكي».. بوتين هو الرابح الأكبر

ويقول الخبراء: إنه "إذا شاركت روسيا بشكل أكبر في عملية السلام، فقد يؤدي تواجدها المتنامي إلى إضعاف النفوذ الأمريكي بالمنطقة في الوقت الذي يوازن فيه النفوذ الصيني المتصاعد.

وكتب ألكساندر جابوييف كبير الباحثين في مركز "كارنيغي" في موسكو، أنه كما تحدث ترامب عن كوريا الشمالية كوجهة محتملة للاستثمار الأجنبي، فإن بوتين يفكر في خطط لمسار للسكك الحديدية سيجلب البضائع الكورية الجنوبية إلى خط السكة الحديد عبر سيبيريا وخط أنابيب الغاز وخطوط الكهرباء التي يمكن أن تمر عبر كوريا الشمالية.

وأضاف جابوييف أن ذلك لن يمنح بيونج يانج أرباح من عملية النقل فحسب، بل سيعطي أيضًا أسبابًا أكثر للحفاظ على السلام.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على