قبل قمة «هلسنكي».. كيف يستفيد ترامب من رسائل نيكسون؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعقد لقاء منفرد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عندما يجتمع الزعيمان يوم الاثنين المقبل في العاصمة الفنلندية هلسنكي، قبل عقد اجتماع موسع يشمل كبار المستشارين.

في حين أن بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين، قد حذروا من أن وجود ترامب مع بوتين بمفرده أمر لا ينصح به، نظرا لمهارات ضابط المخابرات السوفيتي السابق في خداع خصومه، إلا أن رئيسًا أمريكيًا سابقًا كان ليرحب بهذه الخطوة.

وذكرت صحيفة "ذا هيل" البريطانية، أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، التقى مع الأمين العام للحزب الشيوعي السوفييتي ليونيد بريجنيف، في البيت الأبيض في 18 يونيو 1973، قبل يوم من بدء قمة واشنطن رسميًا، بحضور مترجم واحد فقط.

وأخبر نيكسون، بريجنيف، أنه من الضروري أن تعمل الدولتان، لحل المشاكل بينهما، وأن العلاقة الشخصية بينه وبين بريجنيف، هي الحل "إذا قررنا العمل معًا، يمكننا تغيير العالم".

كانت إنجازات نيكسون خلال فترة رئاسته في مجال السياسة الخارجية، والتي تضمنت توقيع معاهدتين رئيسيتين للحد من الأسلحة ساعدتا في تخفيف حدة التوتر في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، قد طغت عليهما استقالته في وقت لاحق من منصبه بعد أن بدأ الكونجرس إجراءات الإقالة كرد فعل على فضيحة "ووترجيت".

اقرأ المزيد: 6 قضايا على مائدة ترامب وبوتين في قمة «هلسنكي»

إلا أنه لا ينبغي التقليل من قيمة تصورات نيكسون الحكيمة حول الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تواجه قادة العالم الآخرين، والأهمية التي أولاها إلى الدبلوماسية الشخصية.

فبعد نحو 20 سنة من استقالته، تناول نيكسون قضية دعم بوريس يلتسين، وتحول روسيا إلى الديمقراطية واقتصاد السوق الحر، في مذكرة قدمها عام 1992 إلى الرئيس جورج بوش الابن بعنوان: "كيف نخسر الحرب الباردة".

وكتب نيكسون: "يجب أن نتذكر أنه في حين أن روسيا لم تعد شيوعية، فهي لا تزال روسية متأثرة بقرون من الرغبة في التوسع، وشعب يميل في أوقات الأزمات، إلى الاعتماد على قيادة يد قوية أو حتى ديكتاتورية".

وأشارت الصحيفة إلى أن احتمال فشل الولايات المتحدة في استغلال اللحظة بشكل مثمر في أعقاب الانهيار السوفييتي، أجبر نيكسون على حث قادة أمريكا على التعامل مع نظرائهم الروس.

وصرح نيكسون، في مارس 1994 أن "روسيا كانت قوة عظمى، والعلاقة الروسية الأمريكية هي أهم علاقة للولايات المتحدة مع أي دولة في العالم".

اقرأ المزيد: من يرافق ترامب إلى قمته مع بوتين؟

وأضاف أن ذلك يرجع إلى "أولاً، أن روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها القدرة على تدمير الولايات المتحدة، ثانيًا، أنه لا غنى عن التعاون مع روسيا لحل عدد من المشاكل مثل الوضع في الشرق الأوسط، ثالثًا، والأكثر أهمية، كما يعتقد نيكسون، هو أن نجاح أو فشل الحرية السياسية والاقتصادية في روسيا سيكون له تأثير عميق في العالم على الدكتاتوريين المحتملين، فإذا نجحت الحرية في روسيا، فهذا يعني أن الحرية ستكون طريق المستقبل، لذلك يجب أن نعمل معًا لننجح".

قبل وقت قصير من وفاته في أبريل 1994، أرسل نيكسون رسالة مطولة إلى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، حول التخطيط لحقبة ما بعد يلتسين.

وطرحت "ذا هيل" تساؤلًا حول ما إذا كانت الحرية في روسيا قد نجحت؟ وما هو دور أمريكا؟ وكيف يمكنها التأثير على روسيا؟

وأشارت إلى فكرة تأسيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، التي خرجت إلى النور في أبريل 1991، لتمويل انتقال روسيا وأوروبا الشرقية نحو الديمقراطية، واقتصادات السوق المفتوحة، وكانت الولايات المتحدة عضوًا مؤسسًا في البنك ولا تزال تملك 10% من أسهمه، وهي أكبر مساهم فيه.

اقرأ المزيد: في قمة «هلسنكي».. بوتين هو الرابح الأكبر

وأضافت أنه بعد ضمها لشبه جزيرة القرم، تم تجميد التمويل الجديد لروسيا، لكن هذا لا يلغي استراتيجية محاولة الانخراط مع روسيا لتحقيق أهداف ومصالح الولايات المتحدة.

واعترف نيكسون "عندما يكون لدينا اختلافات، يجب ألا نفترض أنه سيتم التغلب عليها من خلال علاقة شخصية جيدة حتى على أعلى مستوى"، مضيفًا "لا يمكن التغلب عليها إلا إذا عرفناها وتفاوضنا حولها بطريقة براجماتية".

وفي الوقت نفسه، سعى نيكسون إلى الحد من الخطر والتكلفة المتأصلة في التنافس النووي الدائم، قائلًا إنه "إذا تم استبدال يلتسين على سبيل المثال بزعيم قومي روسي جديد عدواني، يمكننا توديع محاولات السلام".

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن ترامب لديه الفرصة لاستكشاف حلول جديدة ومبتكرة للمشاكل التي طال أمدها، خلال لقائه مع بوتين، مضيفة أن الولايات المتحدة أصبح لديها قدرة أكبر على التأثير بفضل زيادة الإنفاق الدفاعي تحت إدارة ترامب.

وأكملت أن الفوائد التي ستعود على كلا البلدين ستكون أكثر من جديرة بالاهتمام، وكما صرح ترامب في وقت سابق "إذا تعاملنا مع روسيا، فإن ذلك سيكون شيئًا جيدًا، وليس شيئًا سيئًا، ويتفق الجميع على ذلك، باستثناء الأشخاص الأغبياء للغاية".

شارك الخبر على