٩ صفعات لإيران بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

تتلقى إيران يوما تلو الآخر صدمة جديدة، منذ أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي، ومن ثم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 8 مايو الماضي، عودة العقوبات الأمريكية على إيران، بعد هذا الانسحاب.

ونتيحة لانسحاب واشنطن، بدأت خسائر طهران تتوالى بعد أن بدأ المستثمرون الأجانب الخروج من إيران، وهروب الشركات العالمية من السوق الإيراني، حيث تخشى العديد من الشركات الأوروبية الكبرى الدخول في أنشطة تجارية مع إيران حاليا، ومن ثم ترك قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات أثره على تعامل الأسواق العالمية مع طهران.

صفعة جديدة

في صفعة جديدة لطهران، أعلن أكبر بنك ياباني وقف كل المعاملات ذات الصلة بإيران، حيث أفادت وثيقة بأن "بنك ميتسوبيشي يو.إف.جيه" أكبر بنوك اليابان، سيوقف كل المعاملات ذات الصلة بإيران؛ التزامًا بالعقوبات الأمريكية المعاد فرضها على طهران بعد تعليقها بموجب اتفاق 2015 النووي.

وتقول الوثيقة حسب "رويترز"، إن البنك أخطر عملائه في اليابان بالقرار الذي يرجع إلى حظر المعاملات مع المؤسسات المالية الإيرانية بعد فترة "تصفية أعمال" مدتها 180 يومًا تنتهي في الرابع من نوفمبر. مضيفة أن البنك قد يراجع سياسته في حال تقديم الولايات المتحدة مزيدًا من الخطوط الإرشادية، ويتولى البنك الجانب الأكبر من مدفوعات مشتريات اليابان من النفط الإيراني، حسبما تؤكد مصادر في القطاع النفطي.

ويُعتقد أن "ميتسوبيشي يو أف جي" يقوم بتسوية الجزء الأكبر من مدفوعات النفط الإيراني الذي تشتريه اليابان، وقالت مصادر، إن قرار البنك قد يرغم الشركات اليابانية على وقف مشترياتها من النفط الإيراني.

هروب كبرى الشركات

سبق قرار أكبر بنك ياباني، هروب العديد من الشركات الكبرى، فمنذ أيام قليلة قررت ثالث أكبر شركة لخدمات النقل البحري في العالم وقف عملياتها في إيران.

وأعلنت مجموعة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية للنقل والشحن عن اعتزامها وقف خطها مع إيران على خلفية قرار الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على الشركات المتعاملة مع طهران.

كما قررت عدد من الشركات الأجنبية العاملة في إيران قبل أسابيع وقف أعمالها، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.

وكشفت شركة النفط الفرنسية "توتال" أيضا أنها ستنسحب من صفقة بمليار دولار أمريكي أبرمتها مع إيران والشركة الصينية "سي إن سي بي"، إذا لم تتمكن من الحصول على تنازل من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأعلنت أيضا الشركة الدنماركية للنقل البحري "ميرسك"، عن عدم شحنها النفط الإيراني، بسبب العقوبات الأمريكية.

وأعطى الرئيس التنفيذي للشركة في بيانه الأولوية للعمل مع الولايات المتحدة وليس إيران، ولكنه لم يوضح بالضبط متى ستوقف الشركة جميع عملياتها المعنية بالنفط الإيراني.

كما أعلنت شركة تصنيع السيارات "بيجو" الفرنسية، أنها تخطط للانسحاب من إيران إذا لم تحصل على إعفاء، وتعمل الشركة حاليًا على وضع خطط لإنهاء أنشطتها في إيران، يوم 6 أغسطس 2018.

وباعت الشركة 445 ألف سيارة في إيران، العام الماضي، فضلا عن توقيع اتفاقيات مع مجموعة "خودرو" الإيرانية لتصنيع سيارات بيجو في "إيران"، ومع شركة SAIPA لبناء سيارات سيتروين.

وأعلنت "جنرال إلكتريك" و"بيكر هيوز" إيقاف نشاطاتهما في إيران، امتثالًا للقانون الأمريكي ومن المتوقع إلغاء التراخيص التجارية التي كانت تعمل الشركة بموجبها، في نوفمبر المقبل.

كما أعلنت الشركة الأمريكية متعددة الجنسيات لصناعة الطائرات "بوينج"، والتي وقعت عقدًا قيمته 20 مليار دولار مع الخطوط الجوية الإيرانية وشركة الطيران "آسمان"، عدم تسليمها إيران الطائرات في ضوء العقوبات الجديدة.

الشركة الهندية "ريلاينس" للصناعات المحدودة، والتي تملك أكبر مجمع لتكرير النفط في العالم، أعلنت أيضا عدم قبولها استيراد النفط الخام من إيران، مضيفةً أنها ستتوقف عن الاستيراد، في أكتوبر أو نوفمبر؛ لأن التعاقد على الواردات يكون قبل الاستلام بأشهر.

كما أعلنت شركة "دوفر" لصناعة المضخات المستخدمة في صناعة النفط، والتي وقعت عقودها الأولى مع إيران في العام 2017، أنها ستلغي جميع نشاطاتها مع هذا البلد؛ امتثالًا للعقوبات.

وأخيرا انضمت أكبر شركة في أوروبا في مجال الهندسة الكهربائية والإلكترونية الحديثة "سيمنز"، للشركات المنسحبة من إيران، وأعلنت أنها لم تتسلم أي طلبات جديدة من إيران، فضلًا عن إنهائها مصالحها التجارية هناك.

خسائر بالمليارات

وسيؤدي انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، إلى خسائر اقتصادية إيرانية قد تصل إلى 6 مليارات دولار شهريا، بينما تحقق دول أخرى في مقدمتها السعودية عائدات أكبر.

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكدت أن السعودية تعهدت بدعم سوق النفط العالمي، عقب إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

وفرض العقوبات الأمريكية على إيران يعني أن صادرات النفط الإيراني قد تتوقف بصورة كاملة.

وتقدر صادرات النفط الإيرانية للسوق العالمي بـ2.7 مليون برميل يوميا، وهو ما يعادل حوالي 3% من إمدادات النفط عالميا، حسب الصحيفة الأمريكية.

ويصل متوسط سعر برميل النفط إلى 75 دولارا، وفقا لآخر الأسعار العالمية، وهو ما يعني أن إيران تحقق عائدات تقدر بحوالي 202 مليون دولار يوميا، أو بمعدل شهري يتجاوز 6 مليارات دولار.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن تعهد السعودية بتعويض حصة إيران النفطية عقب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، سيسمح بمواصلة فرض العقوبات على إيران دون التأثير على سوق النفط العالمي.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على