عدنان أوكتار «حليف اليهود».. داعية يحارب الإلحاد بالخمر

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

كتبت:- فاطمة واصل

لم ينتظر سليمان صويلو وزير الداخلية التركي، سوى ساعات قليلة فقط بعد توليه مهام الوزارة في الحكومة الجديدة، حتى شن حملة واسعة استهدفت اعتقال عدنان أوكتار و234 من أتباعه، وهو داعية ذاع صيته مؤخرا إذ يظهر في برنامجه محاطا بمجموعة كبيرة من الفتيات اللاتي يطلق عليهن اسم "القطط"، ورغم مطالبة العديد من الأتراك للرئيس رجب طيب أردوغان بوقف برنامج "أوكتار" لما فيه من محتوى جنسي، إلا أن قرار القبض عليه كان مفاجئة للكثيرين، إذ أن المواطنين يطالبون منذ سنوات طويلة بوقفه إلا أن الحكومة لم تتخذ أي خطوة تجاه الداعية المثير للجدل. فمن هو؟

ولد أوكتار في العاصمة التركية أنقرة عام 1956، حيث تلقى تعليمه الأساسي، ودرس الفقه وحفظ القرآن، وتوفي والده بعد فترة قصيرة، وفي عام 1979 انتقل إلى مدينة أسطنبول حيث درس الفلسفة في جامعة "المعمار سنان"، وذلك لاهتمامه بالفلسفة المادية، ثم أنشأ مؤسسة للبحث العلمي في تركيا بهدف دحض نظريات التطور والارتقاء والنشوء، وذلك بجانب اهتمامه بمعارضة الصهيونية والإلحاد والماسونية، ولكن يبدو أن العلم لم يكن أساسا في آراء "أوكتار"، إذ أنه من المعروف عنه أنه يحار هذه الأفكار بالخمر والظهور محاطا بالنساء في برنامجه الذي يقدمه عبر قناته "A9" على موقع "يوتيوب"، هذا بجانب أنه لم يحظَ بأي مصداقية من جانب المؤسسات الأكاديمية.

تاريخ في السجن

يشكك كثيرون في قدرات أوكتار العقلية، إذ أنه تم إلقاء القبض عليه في عام 1981 بتهمة الدعوة لثورة دينية، وحكم عليه وقتها بالسجن لمدة 19 شهرا قضى منها 10 أشهر في مصحة نفسية، ورغم ذلك ازداد عدد مؤيدي "أوكتار" بعد إطلاق سراحه، ويبدو أنه اعتاد السجن فقد عاد إليه في عام 1991 ولكن هذه المرة بتهمة تعاطي الكوكايين، لكن صدر حكم ببرائته بعدما ادعى أنه يتم ابتزازه كي يوقف نشاطه الفكري، وفي عام 1999 تم إلقاء القبض عليه بتهمة استخدام التهديد لتحقيق مصالح شخصية وإنشاء مؤسسة غير قانونية لأغراض إجرامية، لكن تم إطلاق سراحه بعد عامين من المحاكمة بعد أن انسحب المشتكون لتعرضهم للتهديدات.

في عام 2008، حكم عليه بالسجن 3 سنوات لاستخدامه عضوات في منظمته لإغراء العلماء الشباب الأغنياء، وفرض على إحدى الفتيات أن تمارس الجنس مع 16 رجلا، وكان يتم تصوير هذه الممارسات، ليستغل الفتيات بعد ذلك ويهددهن بنشر الفيديوهات في حال فكرن في ترك المنظمة.

متى ظهر للإعلام؟

بداية ظهور أوكتار في الإعلام كانت في التسعينيات، ورغم أفكاره التي توصف بالغريبة، وإلقاء القبض عليه مرتين في هذه الفترة، إلا أنه حظى بعدد من المؤيدين، ونشأت حربا كلامية بينه وعلي إيرباس رئيس وكالة "ديانت" للشؤون الدينية في تركيا، وصفه فيها الأخير بأنه "فقد اتزانه العقلي"، حتى أن موظفو الوكالة واتحاد العمال تقدموا بشكوى قضائية ضد أوكتار تضمنت عدة اتهامات أبرزها "إهانة المقدسات". ومن المعروف أن كثير من المتدينين يستنكرون برنامجه التلفزيوني، الذي يصفونه بـ"سيئ السمعة".

يشرح أوكتار في برنامجه مبادئ الشريعة الإسلامية والقيم التي يجب إتباعها، بحضور جمهور من الراقصات وفنانات إغراء شبه عاريات، مبررا ذلك بأن الإسلام يحرم فقط إظهار حلمتي المرأة، وفرجها.

أكثر من 300 كتاب

بحسب الموقع الإلكتروني لقناته التلفزيونيه، فإن أوكتار ألف أكثر من 300 كتاب، ترجمت إلى 73 لغة، ولعل أشهر "أطلس الخلق"، الذي يقع في 768 صفحة، ألفه عام 2006 تحت اسم مستعار (هارون يحيى)، أدعى فيه أن أصل الإرهاب العالمي يعود إلى نظرية داروين للتطور، ويعتبره أفضل عمل له خلال حياته المهنية ككاتب.

ومن مؤلفاته أيضا: خديعة التطور، نهاية الدارونية، معجزة الذرة، الإعجاز في خلق النباتات، خلق الكون، المفاهيم الأساسية في القرآن، هل فكرت في الحقيقة، الكوارث التي جلبتها الداروينية للإنسانية، معجزة النمل، معجزة النحل، معجزة الجهاز المناعي. استعمل أوكتار اسم "جاويد يالجن" في بعض كتبه، لكن أكبر عدد منها نشره باسم هارون يحيى.

على صلة بمتطرفين يهود

في عام 2015 دعا أوكتار، رئيس صندوق ميراث الهيكل، المتطرف اليهودي يهودا غليك، إلى مائدة إفطار رمضانية في إسطنبول، معربا عن موقفه الحاد ضد كل أنواع العنف التي ترتكب باسم الله، ومؤكدا أنه لا يملك أحد الحق في المس بيهودي. وقال غليك وقتها إن أوكتار لا يرى أي سبب يمنع صلاة اليهود والمسيحيين في الهيكل (الحرم القدسي).​

وعبر حساب يحمل اسمه باللغة العربية على موقع "تويتر" - لم يتسنَ التأكد من صحته، مكتوب فيه :"عدنان أوكتار هو مفكر مسلم، ألف 300 كتاب حول العلوم والاعجاز العلمي في القرآن والمسائل الإيمانية، مناصر ومدافع عن حرية التفكير, والسلام والمحبة، وهو حليف لليهود"، ويصف في إحدى تدويناته، الدولة البريطانية بأنها محور الشر العالمي، قائلا: "على مر التاريخ، كان هناك دائما مركز واحد يقود الشر، أولئك الذين نشروا الحروب والمجازر يتصرفون حسب التسلسل القيادي ويتبعون الخطط الموضوعة من المركز، هناك مركز واحد".

لماذا تم القبض عليه؟

ترى وسائل إعلام تركية أن القبض على أوكتار لم يأتي إلا لإرضاء أنصار حزب العدالة والتنمية المحافظ، خاصة أن مواطنين كثيرين يطالبون بإيقافه منذ سنوات دون أن تسمع لهم الحكومة، ولكن هناك احتمالات أخرى إذ أنه متهم بالاستغلال الجنسي للفتيات اللاتي يحطن به، وخطف فتيات صغيرات من عائلاتهن، واستغلال الأطفال جنسيا، والاعتداء الجنسي، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري، والتعاون مع إسرائيل، وتأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال المشاعر والمعتقدات الدينية بغرض الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب من خلال تنظيم يحمل اسم عدنان أوكتار.

شارك الخبر على