«الورم ينهش رضا».. دخل لعلاج أسنانه فتحول إلى «فار تجارب» (صور)

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

ضحية إهمال جديدة بطلها شاب ثلاثيني، والذي انتشرت قصته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واتهام مركز أورام بإفقاده النطق وإصابته بورم ضخم برقبته ووجهه.

في يناير الماضي، توجه الشاب رضا رزق عبد اللطيف، البالغ من العمر 37 سنة، عامل ومقيم بقرية ميت مزاح، إلى مستشفى المنصورة الجامعي، يشكو من ألم في أسنانه، وأثبتت الفحوصات إصابته بورم سرطاني صغير في الفك، وتم نقله إلى مركز الأورام، ونصحه الطبيب المعالج بخضوعه لجراحة استئصال الورم بدلا من العلاج بالكيماوي وحجزه في المستشفى ليدرس الطلاب حالته، وخاصة وأن موضوع رسالة الدكتوراه التي يجريها عن حالته نادرة ما تحدث.

قال محمد رزق، شقيق المريض، إن شقيقه عامل بسيط في محل بقالة ويعول زوجة وطفلة صغيرة رغدة، عام ونصف، وغير متعلم لا يقرأ ولا يكتب، لافتًا إلى أنه أجرى العملية في المستشفى ووافق أن يدرس الطلاب حالته مثلما طلب منه الطبيب "ش . ع"، لعدم تحمله نفقات العلاج بعيادة خاصة.

وأضاف: "أخي خضع لثلاث عمليات، الأولى لإزالة الورم الصغير واستئصل الطبيب الفك الأيسر السفلي كاملًا وجزءًا من اللسان، ثم استئصل جزء من الفخذ لترقيع الوجه، وبعد فشل العملية أعاد الترقيع بجزء من الظهر وإضافته للوجه ولكن لم يتوافق الجزء الجديد مع الوجه".

ولم تُظهر العمليات أي نجاح، وأمر الطبيب بنقله إلى العناية المركزة وظل بها 10 أيام يُصارع الآلام، ثم أمر له بالخروج والعودة إلى المنزل والعودة بعد شهرين لمتابعة حالته، ولكن بعد 3 أسابيع من خروجه تورم الوجه والفخذ والرقبة، وأكد الطبيب أنها التهابات ومضاعفات من العملية ستزول بالعلاج، وتدهورت حالته واستحفل الورم برقبته حتى أصابه باختناق، ما اضطر الطبيب لخضوعه لجلسات علاج بالكيماوي حتى يقضي على الأورام نهائيًا قائلًا: "قالنا أن العملية تقضي على 75% فقط".

وأشار شقيق الشاب إلى تدهور حالته واستفحال الأورام ونموها يوما بعد يوم، وفقدانه القدرة على النطق تمامًا وأصبح فمه مفتوحا غير قادر على غلقه وإصابته بعدم القدرة على التنفس، ونصحه الأطباء بانتظار عودة الطبيب الذي أجرى له العملية من الخارج، لأنه سافر إلى لندن لأخذ درجة الدكتوراه، مضيفًا: "الدكتور سافر ورماه من غير ما ينهي اللي بدأه ومافيش دكتور تاني موافق يتابع معاه".

وتابع: "توجهنا به إلى طبيب آخر في عيادة خاصة ويعمل في مركز الأورام، وأكد لنا أن رضا مصاب بورم سرطاني وكبر لأنه لم يتلقى الكيماوي من البداية، وأمر باحتجازه في المركز لتلقي العلاج والرعاية اللازمة، مؤكدين أن استحالة شفائه وضرورة سفره إلى الخارج لعلاج الخطأ الطبي الذي سينهي حياته ويجعله يعيش عاجزًا متألما مدى الحياة".

وأوضح شقيق المريض، أن العاملين بالمركز نصحوه بعدم إبلاغ الشرطة، لأنهم لن يخضعوا للمسائلة؛ لأن شقيقه وقع على 3 إقرارات تُفيد إخلاء مسؤولية الطبيب، متسائلًا: كيف حدث ذلك وأخي أمي لا يقرأ ولا يكتب؟، مؤكدًا أن شقيقه أصبح فأر تجارب للطبيب واضطر إلى تضميد جروح أخيه بنفسه، مناشدًا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل والتكفل بسفره إلى الخارج.

وفي السياق ذاته، رفض الطبيب الذي أجرى العملية الرد، وأصر على أن كل ما قيل بخصوص حالة رضا ليس إلا للتشهير به كطبيب داخل المركز.

وأعرب مركز أورام جامعة المنصورة انزعاجه الشديد، عن ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي، بإهمالهم في علاج المريض، والتسبب في تفاقم حالته.

وأشار المركز في بيان له إلى أن تداول اتهامات تمس أبناء المركز من أطباء، تحمل تشهيرًا ويطعن في الخدمة الطبية المقدمة بالمركز، موضحين أن المريض كان يعاني من ورم سرطاني متقدم بتجويف الفم، وأجريت التحاليل الطبية اللازمة والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي والموجات الصوتية، والتي أظهرت امتداد الورم السرطاني لإصابة جزء من الفك واللسان وبطانة الفم وعضلات تجويف الفم والعقد الليمفاوية بالرقبة.

وأكد البيان، أنه تم مناظرة المريض بوساطة أعضاء هيئة التدريس من كافة التخصصات الطبية، وتحضير المريض للتدخل الجراحي بعد شرح تفاصيل العملية الجراحية بالكامل، والتي تشمل استئصال الورم السرطاني مع الأنسجة المصابة بحيز أمان من الأنسجة الطبيعية، واستئصال العقد الليمفاوية بالرقبة، وإعادة تكوين بطانة الفم بالرقعة الحرة من الفخذ.

وتابع البيان، أنه تم شرح العملية للمريض المضاعفات المحتملة، ووافق المريض على إجراء العملية بإقرار مكتوب ومعتمد قبل إجراء الجراحة، والتي أجريت يوم 20 فبراير الماضي بواسطة فريق جراحي متخصص من أطباء جراحة الأورام وجراحة الأوعية.

وأوضح اليبان، أن المريض احتاج لتدخل جراحي جديد يوم 10 مارس الماضي لاستبدال الرقعة الحرة بأخرى موضعية لإعادة تكوين بطانة الفم، وأظهر التحليل الباثولوجي النهائي سلامة حيز الأمان، إلا أنه كذلك أظهر كبر حجم الورم السرطاني، وإصابة العقد الليمفاوية، ودل على أن الورم السرطاني في المرحلة الثالثة، وتعني احتمال الإرتجاع والاستئصال.

ولفت البيان، أن الفحوصات التي أجريت للمريض خلال متابعته، أظهرت وجود كتلة مشتبه بها في منطقة أعلى الرقبة، وأخذت عينة تحت الموجات الصوتية، والتي أفادت بحدوث ارتجاع للورم السرطاني، في نهاية شهر أبريل الماضي، كما أظهرت الأشعة المقطعية للمريض لتقييم حجم الارتجاع وصوله إلى البلعوم وإحاطته للشريان السباتي والوريد الوداجي، وخضع المريض لجرعتين من العلاج الكيماوي تحت إشراف أستاذة طب الأورام بالمركز، مؤكدين أن المريض لا يزال حتى الآن محجوزا بالمركز ويتلقى كافة الرعاية الطبية والصحية المطلوبة له، ويتم علاجه دون تمييز أو تفرقة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على