القطعات العسكريّة تستأنف عمليّات "ثأر الشهداء" لتطهير شمال بغداد

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 الحشد يُعلن تأمين طريق بغداد- كركوك بعد الانتشار في 2400 كم
 بغداد/ وائل نعمة
من المرجّح أن تُستأنف اليوم الخميس العمليات العسكرية لتأمين مناطق شمال بغداد بعدما توقفت لعدة أيام عقب إنجاز المرحلة الاولى من الحملة التي انطلقت الأسبوع الماضي رداً على إعدام 8 رهائن.واستطاعت ثلاث قيادات عمليات وأفواج من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي في ثلاث محافظات شاركت في الحملة خلال الايام الاربعة الاولى منها، تطهير عدة قرى والسيطرة على طرق حيوية بمسافة تزيد على الـ2000 كم مربع.واستهدفت العملية تأمين جانب الطريق الشرقي الممتد من ديالى الى كركوك الذي يمر بمحافظة صلاح الدين، حيث عثر خلال الحملة على عدد من المضافات والأسلحة التابعة لتنظيم داعش، فيما لم يعثر إلا على أعداد قليلة جداً من المسلحين.وقدّر أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، الأسبوع الماضي، عدد مسلحي التنظيم المتواجدين في العراق بين 20 و 24 ألفاً، بضمنهم ستة آلاف فاعلين على الارض. وجاءت تصريحات المهندس في وقت اشتدت الانتقادات ضد سياسة رئيس الوزراء حيدر العبادي على الصعيد الأمني.وحاول العبادي الذي يخوص جولات تفاهم مع قوى سياسية لضمان ولاية ثانية، إنقاذ وضعه بإطلاق حملة عسكرية يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، للردّ على اتهاماته بالاستعجال في إعلان القضاءعلى داعش.وهدد التنظيم بعد 6 أشهر من إعلان النصر، المارين في مناطق شمال بغداد، حيث اعترف بخطف 17 مدنياً وعسكرياً جنوب كركوك في غضون أسبوع قتل 8 منهم، وجدت جثثهم ملقية على أرض وممثل بها في جنوب صلاح الدين بعد 3 أيام من اختطافهم.
ضحايا بُهرزكما خطف التنظيم خلال تلك الفترة 30 شخصاً من عشيرة شمر في مناطق شرق تكريت بعدما نصب سيطرات وهمية، عثر على جثث 7 منهم في مناطق صحراوية جنوب الموصل، بعد يوم واحد من الحادثة، فيما قتل التنظيم 7 مدنيين في بهرز جنوب بعقوبة بعد يومين فقط من انطلاق العملية الأخيرة التي سمّيت بـ"ثأر الشهداء".وفي هذا الشأن يقول صادق الحسيني، رئيس اللجنة الامنية في ديالى، إن "الحملة الاخيرة كشفت الجناة في حادثة بهزر، وقتلت القوات أحد المتهمين فيما اعتقلت آخر، وهو قيد التحقيق معه". وسبق أن أعفى المحافظ مثنى التميمي، آمر الفوج السابع في شرطة ديالى على إثر الحادث الأخير.وقضى الضحايا السبعة، وهم من عائلة واحدة، حين عودتهم من حفل زفاف في الطريق السياحي بين بغداد وبعقوبة، حين أوقف سيارتهم حاجز تفتيش وهمي نصبه داعش على الطريق وقام بإعدامهم على الفور.وأعلن مركز الإعلام الأمني التابع لقيادة العمليات المشتركة، الثلاثاء، عن مقتل ثمانية من عناصر تنظيم داعش في ديالى كانوا يخططون لنصب سيطرة وهمية، في ضربة جوية نفذها طيران التحالف الدولي.وقال المركز إنه "استناداً إلى معلومات استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب نفذ طيران التحالف الدولي ضربة جوية لدك أوكار عصابات داعش في تلول حمرين بمنطقة كباشي في ناحية السعدية بمحافظة ديالى".ولجأ داعش بعد عمليات التحرير التي انتهت أواخر العام الماضي، إلى تكتيك "اضرب واهرب" عبر نصب سيطرات وهمية أو مهاجمة القوات الامنية عبر مجاميع صغيرة لا يتجاوز عددها خمسة أفراد، تنشط بالخصوص بعد حلول المساء.وقال رئيس الحكومة حيدر العبادي، الثلاثاء، إن عملية "ثار الشهداء" حققت نتائج كبيرة، في ملاحقة بقايا داعش، لافتاً الى أنه "لم تعد هناك حواضن للإرهاب". وانطلقت الحملة الاخيرة في محورين من ديالى، أحدهما من شمال شرق المحافظة فيما يعرف بـ"حوض حمرين" باتجاه جنوب صلاح الدين، والآخر الى الجنوب باتجاه شمال بغداد.وأكد رئيس اللجنة الأمنية في ديالى في اتصال مع (المدى) أمس، أنه خلال العملية "تم اعتقال ستة إرهابيين من أخطر العناصر التابعة لتنظيم داعش". كما أشار إلى أن العمليات كشفت عن أماكن اختبائهم وضبط أسلحتهم.وتواجه ديالى خطرا كبيرا في مناطق غرب المدينة المجاورة لمحافظة صلاح الدين، فيما يعرف بمنطقة "حاوي العظيم"، حيث تشير مصادر أمنية لـ(المدى) إلى أن "عملية تأمين تلك المناطق ستقلل من المخاطر في ديالى بنسبة 80%"، فيما يتوقع أن تبدأ اليوم الخميس عمليات تطهير المواقع.
حصار مطيبيجةوعلى الجهة الأخرى في شرق تكريت، وصلت تعزيزات عسكرية تشير الى قرب انطلاق حملة عسكرية جديدة للإطباق على البلدات المشتركة بين صلاح الدين وديالى، وأبرزها "مطيبيجة" التي تعدّ دار استراحة كبيرة لبقايا داعش.وحول ذلك قال جاسم الجبارة، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين في تصريح لـ(المدى) أمس إن "3 أفواج من الشرطة وصلت الى مناطق شرق تكريت"، مبيناً أن ذلك جاء بعد مناشدات عدة الى الحكومة، فيما قال انه بعد وصول تلك الأفواج وصدور أوامر بإعادة انتشار الحشد في المنطقة أصبح "الوضع يدعو الى الاطمئنان لأنه يسير في الطريق الصحيح".ووصف الجبارة حجم الاستعدادات العسكرية في صلاح الدين بأنها "تحدث لأول مرة منذ 3 سنوات". كما توقع أن تبدأ في وقت قريب عملية الهجوم وإمساك "مطيبيجة"، بعد 10 حملات سابقة فشلت في وضع حد لنشاط المسلحين هناك.لكن حتى وإن سيطرت القوات على البلدة الحدودية مع ديالى، فإن الخطر لن يبعد تماماً عن صلاح الدين، حيث تشير التقارير الأمنية الى وجود نحو 500 مسلح يحيط بالمحافظة من عدة جهات مستغلين وجود ثغرات أمنية ومساحات شاسعة لم يتم إمساكها. ويشير المسؤول الأمني "نحتاج بعد ذلك إلى حملة عسكرية في تلال حمرين حتى جنوب الحويجة، وأخرى من غرب سامراء الى راوة غرب الأنبار".وحققت العملية العسكرية في مرحلتها الاولى، السيطرة التامة على طريق بغدادر ــ كركوك الذي كان يشهد هجمات مسلحة وسيطرة داعش على أجزاء واسعة منه في المساء. ويقول علي الحسيني القيادي في الحشد الشعبي في محور الشمال في اتصال مع (المدى) إن "الطريق مؤمّن الآن بالكامل، بعدما تم إمساك الثغرة بين ديالى وطوزخرماتو التي كانت بمسافة 100 كم".وبيّن الحسيني أن مساحة المناطق التي تم تطهيرها في الحملة الأخيرة بلغت نحو "2400 كم متر مربع"، بدأت من جنوب غرب الحويجة، الى طوزخرماتو وجنوب ديالى. كما أكد أن "القوات التي وصلت لتنفيذ العملية العسكرية مازالت متواجدة، وهو أمر يشير الى تنفيذ حملات جديدة أو مسك الاراضي المطهرة".

شارك الخبر على