أزمة المياه في ديالي تهدد ٢٠ ألف شخص متى بدأت؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

كتبت:- فاطمة واصل

«تواجه محافظة ديالي في العراق أزمة مياه حادة، ضربت بالتحديد أكبر النواحي المحررة من تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي يستدعي تدخل فوري وعاجل من الحكومة العراقية لإنقاذ أكثر من 20 ألف نسمة»، تصريح أدلى به مسؤول محلي عراقي، اليوم الأربعاء، لقناة «السومرية نيوز» العراقية، مضيفا: «ناحية العظيم تمر بأسوأ أزمة مياه في ظل توقف شبه كامل لمحطات الإسالة لعدم وجود مياه نتيجة انقطاع الكهرباء عن مضخات مشروع العظيم»، محذرا من حركة نزوح جماعية إذا لم يتم معالجة هذه الأزمة.. فمتى بدأت هذه الأزمة؟

أزمة المياه في ديالي ليست وليدة اللحظة، وبالعودة إلى عامي 2007 و2008 نجد أن أزمة الجفاف تفاقمت في جميع المحافظات العراقية، بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال المياه وانخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، الذين انخفضت حصتهما - بحسب تقارير صحفية عراقية في عام 2012 - إلى الثلثين على مدى 25 عاما.

اقرأ أيضا| تركيا تتراجع عن ملء سد «إليسو».. وأردوغان يحذر العراق

باحث يتناول الأزمة

عبد الله حسون محمد، وهو باحث كلية التربية بجامعة ديالي، نشر بحثا في مجلة ديالي عام 2010، تناول فيه واقع الموارد المائية في المحافظة، موضحا أن الإسراف والهدر في استخدام المياه في المزارع والمصانع والمنازل أدى إلى نضوب المياه الجوفية وانخفض معدل تصريف نهر ديالي إلى أقل من 12.5 متر مكعب في الثانية وانخفض منسوب بحيرة حمريين خلال شهر سبتمبر 2009 من 89.8 إلى 87.8 أي بحدود مترين وهذا مؤشر ينذر بالخطر، وعلى إثر ذلك انخفض الحجم المائي في البحيرة إلى أقل من 0.15 مليار متر مكعب.

وأضاف الباحث أن متراكم الإيرادات المائية لنهر ديالي لعام 2008، بلغ 0.23 مليار متر مكعب وبنسبة 21% من المعدل العام، وأن الضائعات المائية بلغت 52 متر مكعب من أصل 100 متر مكعب، وأن حجم الضائعات يعزى إلى قدم الشبكات ووجود كسور فيها، واستخدام المياه العذبة في سقي الحدائق ولأغراض أخرى غير الشرب فضلا عن استخدام الطرق القديمة في الري.

وبحسب الباحث، فإن حصة الفرد من المياه انخفضت إلى أقل من 50 لترا، وهلك 25% من مساحة البساتين، التي تبلغ 120 ألف دونم، وتقلصت مساحة الأراضي الزراعية البالغة 1.5 مليون دونم بنسبة 40%، ما أدى إلى انتشار ظاهرة إزالة البساتين وتحويلها إلى وحدات سكنية، وإقامة المنشآت الصناعية والتجارية على الأراضي الزراعية.

اقرأ أيضا| بعد تشغيل «إليسو» التركي.. هل يخوض العراق حرب مياه؟

50 قرية تعاني

في ديسمبر 2012، كشف مسؤولون محليون في ديالي، عن وجود أكثر من 50 قرية في الشمال تعاني نقصا في مياه الشرب بسبب نقص محطات التصفية وقلة المشاريع الخدمية وانقطاع التيار الكهربائي، وقال رئيس مجلس ناحية جلولاء عز الدين صالح، إن هناك 36 قرية تابعة للناحية تعاني من أزمة حادة في نقص مياه الشرب، منها 16 قرية بسبب الجفاف والأخرى نتيجة عدم وجود محطات تصفية مياه الشرب وعدم توفر الماء الخام عبر الأنهر والجداول، وذلك حسبما ذكر موقع "المدى برس".

وفي ناحية جبارة، عانت 12 قرية من أزمة المياه واعتمدت على مياه الآبار الارتوازية المالحة بعد معالجتها بشكل بدائي، واستخدم الأهالي المياه في الشرب رغم ما بها من شوائب، ما أدى إلى إصابتهم بمشكلات صحية يصعب علاجها.

وفي هذا الوقت، أرجع مدير ماء ديالى مرتضى المكدمي، أزمة المياه إلى غياب وجود محطات تصفية، والتوزيع السكاني غير المنتظم وغير المدروس لتلك القرى، ونقص محطات التحلية التي تعمل بالطاقة الشمسية، والانقطاع المستمر للكهرباء عن مشاريع التصفية ونقص إمدادات الماء الخام عبر الأنهار.

اقرأ أيضا| هل يتسبب سد النهضة في اشتعال «حرب المياه»؟

800 ألف نسمة يعانون في 2015

تدهورت أزمة المياه في ديالي، في عام 2015، بسبب انخفاض منسوب بحيرة حمرين - أكبر ممول للماء الخام في ديالي - المغذية لنهر سارية، الذي يغذي بدوره أكثر 800 ألف نمسة بمياه الشرب، ما أدى إلى توقف عدد من مجمعات التصفية وتشغيلها بشكل جزئي لقلة إمدادات الماء الخام.

ووقتها، حذر مدير الموارد المائية بديالي هاشم زيني، من كارثة إنسانية في مدينة بعقوبة بسبب انخفاض منسوب بحيرة حمرين - التي تعتمد عليها ديالي بنسبة 78% - وعدم تأمين تخصيصات مالية للموارد المائية، لتنفيذ عمليات تنظيف وتطهير الأنهرا والجداول لضمان وزيادة مناسيب المياه الخام.

اقرأ أيضا| «حرب المياه».. معركة 2018 بين مصر والسودان

كيف يواجه العراق الأزمة؟

قرر مجلس الوزراء العراقي، اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة، منها تخصيص 7 سبعة مليارات و900 مليون دينار من احتياطي الطوارئ لعام 2018، لتنفيذ أعمال المرحلة الأولى لمشروع نصب مضخات على بحيرة الثرثار، وتوفير وزارة النفط بتوفير مادة زيت الغاز لتشغيل المولدات والكراءات والآليات الساندة وبطريقة الدفع الآجل، إضافة إلى قيام وزارة الكهرباء بمد خط كهرباء يصل إلى موقع نصب المضخات العامة بقدرة 12 ميجاوات.

ومن جانبه، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تغريدة على "تويتر"، في يونيو الماضي، إن قطع الماء والكهرباء لن يركع الشعب العراقي ولن يثنيه، مشددا على أنه لن يسمح بذلك، متابعا: "سنعطي فرصة للحكومة بضعة أيام للنظر في مسألة الماء والكهرباء، وإلا فليفسحوا لنا المجال للعمل لإرجاع حقوقنا".

موضوعات أخرى متعلقة:

أزمة المياه في إيران.. 37 مليون مواطن مهددون بالهجرة بسبب الجفاف

بعد استعانة الحكومة بها.. هل تنجح خطة مبارك 2050 في مواجهة أزمة المياه؟

وزير الري يحذر من «أزمة مياه»: الكوباية الواحدة دلوقتي بيشربها 9 أفراد

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على