«سرايا الأشتر».. إحدى أذرع إيران الدموية في البحرين

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

"سرايا الأشتر" تنظيم بحريني أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية أمس على قوائمها الإرهابية، في خطوة قالت إنها جاءت في إطار لجم تصرفات إيران الخبيثة ووقف دعمها للإرهابيين في أنحاء العالم.

وزارة الخارجية الأمريكية، كشفت في بيان لها أن تصنيف "سرايا الأشتر"، جاء طبقا للمادة 219 من قانون الهجرة والجنسية في الولايات المتحدة، الذي يخول للوزارة إدراج الكيانات في لائحة الإرهاب، في حال مثلت تهديدا للمصالح الأمريكية والمواطنين الأمريكيين، مشيرة إلى أنها أدرجت كلا من أحمد حسن يوسف ومرتضى مجيد رمضان علوي، المعروف بـ"مرتضى مجيد السندي"، وهما عضوان في منظمة "سرايا الأشتر" على لائحة الإرهاب.

وكانت الإدارة الأمريكية قد صنفت في مارس 2017 قائدين من "سرايا الأشتر" ضمن قائمة الإرهابيين الدوليين، حيث يأتي قرار الولايات المتحدة بعد تصنيف المملكة المتحدة في ديسمبر الماضي "سرايا الأشتر" في قائمة الإرهاب.

هذا التصنيف الجديد بحسب ما أعلنت الخارجية يهدف إلى حجب الموارد التي تسمح لمنظمة الأشتر الإرهابية بالتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية، كما سيتم الحجز على أصول هذه المنظمة في الولايات المتحدة.

ويُحظر عمومًا على الأشخاص الأمريكيين التعامل مع هذه المنظمة، كما سيتم تجريم دعم أو محاولة مساعدة أو التآمر لمساندة هؤلاء المصنفين إرهابيا.

إحدى أدوات إيران الإرهابية

الخارجية الأمريكية أوردت على "تويتر" القرار بمخطط مرسوم، تضمن أن "إيران" تمول الجماعات الإرهابية لإقامة معسكرات في العراق، وتدعمهم بالسلاح والمتفجرات.

اقرأ أيضا: «العبث بانتخابات البحرين».. أحدث فصول قطر لزعزعة دول الجوار

وأضافت أن عناصر "سرايا الأشتر" تدربت في العراق قبل عودتها للبحرين، ودعمهم فيلق الحرس الثوري الإيراني بالسلاح، موضحة أن بعض المسلحين التابعين للجماعة الإرهابية بالبحرين، عادوا لإيران ليتجنبوا السجن بعد صدور أحكام ضدهم.
وأوضحت أن قرارها يهدف لمحاصرة أنشطة إيران الإرهابية ووقف دعمها للجماعات المتطرفة بالشرق الأوسط.

كما أدرجت أسماء بعض الإرهابيين التابعين للأشتر ضمن قائمة الإرهاب، ومنهم أحمد حسن يوسف ومرتضى مجيد علوي المعروف بالسندي.

وأعلن منسق أنشطة مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية، نيثن سيليس، أن "إيران" تستخدم أدواتها الإرهابية من إفريقيا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والخليج لنشر نفوذها الخبيث وزعزعة الاستقرار والسلم الدوليين.

وأضاف سييلس: "أن منظمة سرايا الأشتر الإرهابية جزء من سلسلة طويلة من الإرهابيين الذين تدعمهم إيران، الذين ينفذون عمليات قتل بالنيابة عن نظام طهران الفاسد، إن هذا التصنيف اليوم هو إنذار بأن الولايات المتحدة ترى بوضوح ما تحاول إيران فعله في البحرين من خلال أداتها هذه، المنظمة الإرهابية المعروفة بسرايا الأشتر"، بحسب "سكاي نيوز".

ترحيب بحريني

البحرين رحبت بالقرار، وأعربت عن شكرها وتقديرها لواشنطن على هذه الخطوة التي "تعكس الحرص على أمن واستقرار البلاد، وتجسد عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين الصديقين"، مؤكدة أن "دعم الحلفاء المستمر عبر الإعلان عن الجماعات الإرهابية من شأنه أن يدعم الجهود الرامية إلى حماية الاستقرار والأمن الدوليين".

اقرأ أيضا: «الثلاثي الخليجي».. هل يعيد الحياة للدينار البحريني؟

وشددت البحرين على أن "سرايا الأشتر" من بين العديد من الجماعات المسلحة التي تتلقى دعمًا واسعًا من إيران، حيث يشمل هذا الدعم نقل الأموال والأسلحة والمتفجرات، والتدريب في معسكرات الحرس الثوري الإيراني، وأنها أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء وأفراد الأمن وتسببت في إلحاق أضرار بالغة بالممتلكات العامة والخاصة.

وأكدت التزامها التاريخي مع الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات المشتركة والقضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي لمواصلة دعم جهود مكافحة الإرهاب وخلق بيئة أكثر أمانا للجميع، بحسب "الوكالة البحرينية".

مسلسل من الدم

ولو نظرنا إلى البحرين لوجدنا البصمة الإيرانية واضحة وجلية من خلال العديد من الحركات السياسية ممثلة في جمعية الوفاق ذات الولاء للنظام الإيراني، إلى جانب ائتلاف 14 فبراير ذي السمة السياسية الإسلامية الشيعية الذي تشكل في أعقاب الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين في فبراير 2011.

اقرأ أيضا: أزمة الخليج (1)| الدوحة vs المنامة.. علاقات بدأت بالحرب وانتهت بالقطيعة

أما "سرايا الأشتر"، فهو تنظيم يسير على خطى التيار الشيرازي الإيراني، حيث اتخذ هذا التنظيم المرجعية الشيرازية، مرجعا له، وهو المرجع الشيعي للراحل محمد الحسيني الشيرازي، حيث تعتمد الشيرازية على الأساليب الثورية المسلحة والراديكالية والتشدد تجاه الآخر.

تأسس هذا التنظيم في أواخر عام 2012، بقيادة أحمد يوسف سرحان الملقب بـ"أبو منتظر" وجاسم أحمد عبد الله الملقب بـ"ذو الفقار"، الموجودين في إيران والمتورطين في قضايا إرهابية، حيث نجحا في تجنيد عدد من العناصر في البحرين.

ويعتبر "سرايا الأشتر" الذراع العسكرية لجمعية الوفاء الإسلامي الشيعية المدعومة من إيران، وبالفعل تأسس التنظيم واستطاع ضم بعض الأفراد وتم نقلهم إلى إيران وكذلك العراق لتلقي تدريبات عسكرية على تنفيذ عمليات إرهابية عن طريق تعلم صناعة المتفجرات واستخدام الأسلحة.

وحول أهدافه يزعم التنظيم الشيعي أنه يسعى إلى الثأر لمن يصفهم بضحايا ثورة الأحرار في البحرين، وذلك في إشارة إلى الاضطرابات التي ضربت المملكة عام 2011 وتدخلت دول الخليج والدول العربية لدعمها ضد التدخلات الإيرانية.

كما يسعى التنظيم الإرهابي لإسقاط حكم أسرة آل خليفة، وذلك من خلال استهداف رجال الأمن والجيش ومؤسسات الدولة من أجل تقويض سلطة الملك حمد بن عيسى.

ونفذ هذا التنظيم العديد من العمليات الدموية التي شهدتها البحرين، والتي استهدفت الشرطة والأمن بالبحرين، مثل تفجير منطقة "الدية" غرب المنامة في 4 مارس 2014، مما أدى لمقتل 3 رجال شرطة، وفي 8 ديسمبر 2014، قتلت جنديا في منطقة دمستان قرب مديرية للشرطة.

وحاولت في 28 يونيو 2015، تنفيذ هجوم إرهابي بعبوة شديدة الانفجار، لاستهداف قوات الأمن قرب جزيرة سترة جنوب المنامة.

وفي 19 يوليو 2017، استهدفت دورية للشرطة في قرية العكر الغربي، ما أدى لإصابة أحد العناصر الأمنية.

ونظرا لخطورة التنظيم المدعوم من إيران، أعلنت الحكومة البحرينية في مارس 2014، "سرايا الأشتر" منظمة إرهابية بجانب تشكيلات أخرى مثل "سرايا المقاومة و"ائتلاف 14 فبراير".

ورغم ذلك فإن التنظيم كان محتفظا بخلايا داخل البحرين، لتنجح الحكومة في أغسطس 2017 في تفكيك خلية إرهابية تابعة له مكونة من عشرة أشخاص يشتبه بتورطهم في تنفيذ أعمال إرهابية.

اقرأ أيضا: هل وقعت البحرين في شباك إسرائيل؟

النظام الإيراني يحاول جاهدا زرع الفتنة أينما حل لتحقيق مقولة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الأسبق روح الله الخميني عام 1980 والتي جاء فيها "نحن في جمهورية إيران الإسلامية سوف نعمل بجهد من أجل تصدير ثورتنا للعالم، وأنه بمقدورنا تحدي العالم بالأيديولوجية الإسلامية، ونحن نهدف إلى تصدير ثورتنا إلى كل الدول الإسلامية".

شارك الخبر على