٢٣ يوليو.. والدبلوماسية العُمانية ماضية بسياستها الحيادية

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

محمود بن سعيد العوفيalaufi-992@hotmail.comانطلقت مسيرة الخير المباركة في البلاد منذ 48 عاما تشق طريقها نحو ما رسم لها قائدها المغوار مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لتكون السلطنة واحة للأمن والأمان حسب الثوابت والقواعد السياسية الراسخة ويشع ضياء نورها في الآفاق متباهية بالفخر والاعتزاز بما أُنجِز ويُنجز على أرض الواقع بفضل القيادة الحكيمة الرائدة لتمخر عباب تنميتها في شتى مجالات الحياة، بعد أن اقترن الأمل والعمل الجاد، والهمة العالية، بالعزم الأكيد.ولا يخفى على أحد منا أن مسيرة عمان الظافرة التي بزغ فجرها في 23 يوليو 1970م مضت بخطوات مدروسة متدرجة ثابتة تبني الحاضر وتمهّد للمستقبل، في كل شبر من الأرض الطيبة بحكمة ونفاذ بصيرة ورؤية واضحة من لدن حضرة صاحب الجلالة -أبقاه الله، لينعم المواطن العماني بالأمن والاستقرار وهو يقطف ثمار نهضة دولته الحديثة من تنمية وتطور في مختلف الميادين، وقد رافقت ذلك حالة من الهدوء والتروي -ولله الحمد والمنة- فقد حققت السلطنة تقدما ملموسا في جميع مجالات التنمية التي يشار إليها بالبنان.ومن أجل جعل البلاد واحة للأمن والأمان والاستقرار، انتهجت الإرادة السياسية في السلطنة منذ بدايات عصر النهضة المباركة نهج السلام كخيار وطني، على الصعيدين الإقليمي والدولي كهدف من أهداف الدولة العصرية، وركيزة أساسية في بنائها وعلاقاتها مع دول الجوار والدول الشقيقة والحليفة للسلطنة، لتضمن العيش الكريم والوئام لأبنائها، وبالتالي عملت على إقامة علاقات سلام وصداقة مع نظيراتها من الدول، على أساس من الاحترام المتبادل، بحيث أصبحت اليوم ملجأ للاستشارة السياسية وأخذ المشورة نظراً لتلك السياسة الحيادية، وترجمة لذلك فإنك تجد الدبلوماسية العمانية اليوم حاضرة بقوة في جميع المحافل الدولية، بفضل القائد السياسي الحكيم الفذ الذي أراد لهذا البلد أن تربطه أقوى العلاقات مع دول العالم أجمع بلا استثناء.ومن هذا المنطلق قامت سياسة عُمان الخارجية على مرتكزات وثوابت ومبادئ أساسية معلومة لدى الجميع، بدون أي مبالغات وزيادة في القول، حيث التزمت السلطنة بسياسة عدم التدخل في شؤون الغير وفي مناصرة الحق والعدل مع أشخاص القانون الدولي المحبين للسلام، والتعاطي مع كافة القضايا الإقليمية والعربية والدولية بطريق الحوار والمفاوضات السلمية ليعم الأمن والاستقرار وتنعم بخيراته كافة الشعوب.وتستمر عُمان في أداء دورها البنّاء على الساحة الإقليمية والعربية والدولية على مختلف المستويات والمواقف والظروف، كموقف واضح وصريح لا حياد عنه، وبما يخدم دعائم الأمن والسلم والاستقرار، غير منحازة إلا إلى السلام الذي يدر الاستقرار للعالم أجمع، مستلهمة نهج جلالته في إدارة العلاقات الخارجية، بما يحقق مصالحها الوطنية دون الإضرار بمصالح الدول الأخرى.كهذا السياسة العمانية الخارجية كانت وما تزال ثابتة على نهج السلام مسجِّلةً نجاحات عظيمة في مساعيها الحميدة مع مختلف التطورات، ولتمضي مسيرة النهضة المظفرة في طفرات متوالية وقدما نحو البناء والتعمير بسواعد أبنائها الأوفياء المخلصين، متضرعين إلى المولى جلّت قدرته أن يمد جلالة السلطان بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، وأن يديم السلام والأمن والأمان في ربوع عُمان.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على