رئيس «القومي للمسرح» ميزانية المهرجان محدودة.. ولن نحجب جوائز (حوار)

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

المهرجان انعكاس لحركة المسرح فى مصر بسلبياته وإيجابياته

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة الحادية عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، التي تقام فعالياتها خلال الفترة من 19 يوليو وحتى 2 أغسطس، وقد بدأ الحديث عنها مبكرًا، لكن بشكل ساخن، حيث عبّر مسرحيون عن غضبهم بسبب التكتم على أسماء أعضاء لجنة التحكيم، مبدين شكوكهم في موضوعيتها. تلك القضايا وأكثر تناولناها في حوار مع رئيس المهرجان، الدكتور المسرحي حسن عطية، الذي يرأسه للعام الثاني على التوالى، وقد تحدث أيضًا عن الدورة الجديدة والمكرمين، وإهداء الدورة إلى روح المسرحي محمود دياب.

- فى البداية.. حدثني عن تفاصيل الدورة الجديدة؟
الدورة الجديدة بها فعاليات كثيرة، أهمها المسابقة الرسمية، التي يشارك فيها 30 عرضًا مسرحيًا من البيت الفني للمسرح، مراكز الإبداع، الهيئة العامة لقصور الثقافة، الشركات والبنوك، الجامعات والفرق المستقلة، كما لدينا لأول مرة، مهرجان صغير داخل المهرجان الكبير، وهو «ملتقى مسرح الطفل»، الذى تشارك فيه 7 عروض (عرائسي - بشري) من مسرح الطفل، متروبول، المسرح القومي، ومن القاهرة والأقاليم، بجانب الملتقى الفكري، حيث تم تخصيص يوم لمسرح محمود دياب، ويوم للكتابات الجديدة سواء أكانت أبحاثا أو شهادات من الكتاب أنفسهم، ويوم مخصص لمسرح الطفل، إضافة إلى ورشة مجانية للمسرح الارتجالي والدراما والإضاءة، على مسرح المعهد العالى للفنون المسرحية، تقدم لـ15 متدربًا من الفائزين فى مهرجان نوادي المسرح الإقليمي.

- كيف تجد المهرجان القومي للمسرح المصري؟
المهرجان انعكاس لحركة المسرح فى مصر بسلبياته وإيجابياته، كما يكشف قدر المسرح الجامعي، ويهتم بحركة الهواة عن حركة المحترفين، وبالتالى فى النهاية يعبر عن المجتمع المصري، كما هو حالنا يكون حال مسارحنا ومهرجاناتنا، "ولذلك ماقدرش أكون مثالي وأقول إن المهرجان ناجح 100% أو فاشل 100%".

- لماذا تم اختيار اسم محمود دياب لإهدائه هذه الدورة؟
هناك خطة يسير عليها المهرجان، هي أن تهدى كل دورة لأحد الأسماء الكبيرة فى المسرح، العام الماضى الدورة حملت اسم الناقدة نهاد صليحة، الدورة الحالية الكاتب محمود دياب، العام المقبل من الممكن أن تذهب إلى مخرج أو "سنوغرافر"، أما عن اختيار "دياب" لهذه الدورة؛ لأنه كاتب متعدد التجارب، أثرى مسرحنا، وقدم رؤية تنبؤية بما سيحدث فى المستقبل، من خلال مسرحية «أهل الكهف» عام 1974، كما ترك وظيفته كمستشار فى مجلس الدولة للعمل وسط الناس، كما أنه كاتب، له نصوص شهيرة من بينها «ليالي الحصاد» و«البيت القديم»، لذلك كان هناك ضرورة من أجل تحقيق التواصل بين الأجيال وإعادة قراءة الأجيال القديمة.

- من ضيف شرف المهرجان هذا العام؟
ضيف المهرجان هو «المسرح القومي السوداني»، وسيحدث نوع من التوأمة بينه والمسرح القومي المصري، وسوف يتم عرض مسرحيتهم «كتمت» إخراج حاتم محمد على، لأجل إلقاء الضوء على مسرح عربي، الذي لا نحتك به، والجمهور المصري من حقه أن يطلع على مسارح أخرى.

- هل هناك خطة ثابتة يسير عليها المهرجان أم أنها تتغير باختلاف الرئيس؟
كل رئيس له مشروع مختلف، وفقًا لما يراه أفضل، وإذا ظللت فى هذا المنصب العام المقبل، فلديّ تصور بأن تسلط الدورة المقبلة الضوء على المسرح الإقليمي ومسارح المناطق الحدودية ومشاكلها.

- ننتقل إلى المكرمين خلال الدورة الحادية عشرة.. على أى أساس يتم اختيارهم؟
أن يكون لم يتم تكريمهم من قبل، ولم يلق عليهم الضوء خلال آخر عامين، إضافة إلى أنه يجب أن يمثلوا أفكارًا واتجاهات مختلفة، لدينا هذا العام 5 مكرمين وهم: جلال الشرقاوي هو مخرج مسرحي وأستاذ أكاديمي ومنتج وممثل وصاحب فرقة ومسرح، بالتالى فهو نموذج لرجل المسرح الكامل، المؤلف محمد أبو العلا السلموني هو آخر واحد من جيل السبعينيات، وما زال يكتب بشكل جيد، وله مجلد كامل فى الهيئة العامة للكتاب عن "مسرحيات ضد الإرهاب"، كما أنه اهتم بالأصالة والتراث، وتقديم شخصيات من ثقافتنا، المخرجة والممثلة سمير محسن، التى خرجت أجيال من المعهد العالى فى الفنون المسرحية، من بينهم أحمد السقا وأحمد حلمي، مصمم الديكور والسينوغرافيا حسين العزبي، فهو له بصمات عديدة فى مسرح سواء بعمله مع محمد صبحي أو مجموعة أعماله مع الأديب عبد الرحمن الشرقاوي، والناقد الراحل محمد الرفاعي، الذى يعد أحد النقاد المهمين جدا فى الحركة المسرحية والسينمائية والتليفزيونية.

- عدم الكشف عن أسماء لجنة اختيار العروض تسبب فى أزمة كبير داخل الأوساط المسرحية.. ما تعقيبك؟
"ديه مشكلة كل سنة"، لازم يكون فى أزمات تثار حول اللجنة، نحن لدينا أكثر من لجنة، وليست لجنة واحدة، فواحدة خاصة بالبيت الفني للمسرح، وثانية لمراكز الإبداع، وثالثة للفرق الجامعية والمسرح المستقل، ورابعة للثقافة الجماهيرية تقوم بإرسال أفضل عرض لديها.. كل لجنة عليها تحفظات، فرفض عروض تقدمت للمشاركة فى المسابقة الرسمية "بيزعل البعض".

- هل السرية ضرورة؟
نعم، فنحن لا نستطيع إعلان أسماء اللجان أثناء عملهم من أجل تحقيق الموضوعية، لأن لو تم الإعلان سيحدث الآتي: "صاحبي فى لجنة أكلمه علشان ياخد العرض بتاعي"، وسوف يتم إعلان أسمائهم فيما بعد.

- ما معايير اختيار أعضاء اللجان؟
التميز والتخصص، ونفضل الأسماء غير المعروفة؛ لكي لا يكون لها علاقة بالحركة المسرحية، حتى لا يسير الموضوع بالصحوبية، وأن يكون من بين الأعضاء شخص متخصص فى التمثيل، وآخر فى النقد والإخراج، مثلما يحدث فى لجنة التحكيم الرسمية، بأن تكون على دراية بالحركة المسرحية، لكن ليست منخرطة بها، من أجل تسهيل عملية الاختيار بموضوعية، وأؤكد أن لجنة المشاهدة تحكم دون النظر في الأسماء.

- على أى أساس يتم قبول أو استبعاد عرض مسرحي؟
العملية مرهقة جدًا وصعبة، هناك 106 عروض، تقدم من الجامعات والمستقلين، ونحتاج 14 عرضًا فقط، لذلك يتم التحديد وفقًا للنتيجة التي يحصل عليها كل عرض بإجماع اللجنة، لأن لو العروض كلها كويسة جدا، ماقدرش أقبلهم كلهم؛ لأن العدد هو اللى بيحكمنا، وبالتالى لازم الباقى يشعر بالظلم، لكن أتمنى أننا نتحلى جميعًا بالموضوعية، ونقف بجانب المهرجان من قُبل عرضه ومن خرج، لأننا علشان نرضى الجميع محتاجين 300 ليلة نقدم عروضا مسرحية.

- ما أبرز العقبات التي تواجه المهرجان القومي للمسرح المصري؟
الميزانية قليلة جدًا، ولم تتغير منذ 4 سنوات (مليون و300 ألف)، ونتيجة لما واجهناه الدورة الماضية، طالبنا وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، بزيادة، وبالفعل تم رفعها خلال تلك الدورة إلى (مليون و550 ألفا)، لكن حتى بعد الزيادة لا تزال الميزانية ضعيفة جدًا على مهرجان يستمر لمدة 15 يومًا، ويعرض 35 فرقة، لكن فى النهاية، حريصون أن المهرجان يخرج بشكل جيد.

لا أرى أى معوقات أخرى أمام المهرجان سوى الميزانية والروتين العادي، لذلك فكّرنا فى إلغاء التنافس، لكن لدينا نماذج سيئة على ذلك، فمهرجان قرطاج لغى التنافس، ثم رجع عن هذا القرار، ونفس الأمر تكرر مع المهرجان التجريبي، ومن وجهة نظرى أن التنافس بيعمل نوع من الحميمة بين الفرق وبعضها.

- لماذا اخترت الاهتمام بالطفل هذا العام؟
لأن الجميع يتعامل مع الفنانين فى مسرح الطفل على أنهم أنصاف فنانين، الدورة الماضية سلطنا الضوء على مسرح الشارع، وكنت أنوي هذه الدورة التركيز على مسرح الطفل، وبالفعل نجحنا بأن يكون هناك عرض أطفال ضمن المسابقة الرسمية «سنووايت» بطولة عايدة فهمي ومروة عبد المنعم وإخراج محسن رزق، لأنهم محترفون، ودية فرصة مهمة إننا نلقى الضوء على مسرح ماحدش مهتم بيه، خاصة بعد نجاح فتح المسارح بالمجان فى 30 يونيو، وجذب جمهور جديد للمسرح، فعندما يكون المسرح بالمجان طول المهرجان، هنجذب جمهور غير تقليدي، فى الحقيقة إن مسرح الطفل الوحيد اللى الأسرة كلها بتروح تشوفه، وافتقدناه مؤخرا، وبقى الجمهور مجموعة من النساء والرجال، لكن الأسرة نفسها مابقيتش تروح المسرح زي زمان.

- هل هناك عرض فى مراسم افتتاح الدورة الجديدة؟
نعم، هناك عرض تعمل عليه مصممه الاستعراضات بالأوبرا، سالى أحمد، عن مسرحية محمود دياب «أرض لا تنبت البذور»، بخلاف الفيلم التسجيلي، الذي سيعرض عنه.

- العام الماضى تم حجب جائزة «أحسن نص مسرحي».. هل ستتكرر تلك الواقعة مرة أخرى؟
مفيش حجب للجوائز السنة دي، وتمت مراعاة ذلك أثناء اختيار العروض المسرحية المشاركة في المسابقة الرسمية، لأن السنة دي فى عروض جيدة جدًا قدمت.

- أخيرًا.. كيف تجد الحركة المسرحية حاليًا؟
الحركة المسرحية بعيدًا عن المهرجان تحتاج إلى إعادة نظر، لكى يكون هناك نوع من الصعود المتوازن بين المؤلفين والمخرجين والممثلين، خاصة أن المؤلف المصري ليس له حظ كبير فى الساحة المسرحية، لأن غالبيتها قائمة على عروض ونصوص أجنبية، يتم إعادة تقديمها من جديد، كما تحتاج أيضًا إلى تواصل بين الأجيال، لأن صعب إننا مانعرفش مين عبد الرحمن الشرقاوي ومحمود دياب.

 

شارك الخبر على