«الفروسية العمانية تستنجد» على طاولة «مع الشبيبة» «الرحبة» مدينة الفروسية المهملة

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

خاص -بكلمة «إن شاء الله» و «بنشوف الوضع» يرد المسؤولون في قطاع الفروسية على المواطنين غير ملبين لمطالبهم وغير مدركين لخطورة المنحنى الذي وصلت إليه هذه الرياضة، ليطلق الملاك والمدربين هاشتاق «الفروسية_العمانية_تستنجد» عبر منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن استيائهم الشديد لما وصلت إليه رياضتهم المفضلة، على الرغم من المطالبات الكثيرة التي تقدموا بها لكبار المسؤولين، مشيرين إلى أن وزارة الشؤون الرياضية وضعت رياضة الفروسية في آخر أولوياتها، ولم تقدم الكثير لهذه الرياضة، بالرغم من طرق أبوابها وأبواب شؤون البلاط السلطاني لأكثر من 10 مرات، مؤكدين أن ما تم تقديمه لا يلبي طموحاتهم بالرغم من الجهود المبذولة، منوهين إلى أهمية وجود جهة محددة تعنى بتنظيم وتطوير سباقات السرعة «الفلات ريس» بالسلطنة. البرنامج الإذاعي «مع الشبيبة» الذي تبثه «إذاعة الشبيبة أف أم» استضاف عددا من الملاك والمدربين الذين أكدوا على أن رياضة الفروسية وخاصة سباقات السرعة ذهبت إلى منحنى خطير ويجب تدارك الأمر سريعا من قبل الجهات ذات الاختصاص وقبل انطلاق الموسم الجديد، مطالبين بإعادة تأهيل أرضية الميدان الحالي التي تسبــــــبت بالكثير من الإصابات لخيولهم. مشيرين إلى أهمية تطوير مدينة الرحبة للفروسية وتحويلها إلى مدينة فروسية بمواصفات عالمية مثل ما أراد لها أن تكون جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- حينما تكرم بها للمواطنين.مكرمة من جلالة السلطانمدرب ومالك إسطبلات مسرة الخاطر، أحمد بن عبدالله المرزوقي أكد على أن مدينة الرحبة للفروسية هي المدينة التي تحتضن سباقات السرعة تكرم بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في العام 2004 للمواطنين، لتكون كمشروع لمدينة متكاملة للفـــــــروسية، مشيراً إلى أنه وحتى الآن لم ير هذا المشروع النور بعد إلا القليل منـــــــه والذي لا يرضي طموحات الملاك والمدربين. وأضاف المرزوقي: هناك الكثير من الجوانب الفنية التي تفتقدها هذه المدينة، خاصة في المضمار الموجود حاليا، وإن صح القول فهو لا يرتقي لمستوى الفرسان في السلطنة.وأشار المرزوقي إلى أن جلالة السلطان- يحفظه الله ويرعاه- اهتم بالخيل العربية منذ فجر النهضة المباركة واقتنى أفضل السلالات لتتكاثر في السلطنة، وكانت الخيل العُمانية تنافس في المضامير العالمية في نهاية السبعينيات، ناهيك عن أن المضمار العُماني هو الأول بالمنطقة في تدشين بوابات الانطلاق، ولكن الآن اختلف الأمر وهناك تطور كبير جداً تشهده جميع الدول إلا السلطنة، فلا توجد مدرجات تتسع للجماهير، وأرضية المضمار غير جيدة وتتسبب بإصابة الخيل المشاركة والجميع يعلم أن هذه الرياضة مكلفة جدا، فمن غير المعقول أن يشارك الخيل المكلف في مضمار غير آمن فيجب أن ينظر إلى ذلك بعين الاعتبار وقبل بداية الموسم المقبل والذي ينطلق بعد أشهر قليلة، مؤكدا أن السلطنة تتميز بالفارس والمدرب المحلي الأمر الذي يفتقر إليه الآخرون، حيث تتم المشاركة في المحافل الدولية بطاقم عماني متكامل وبجهود ذاتية.بين المطرقة والسندانوحول الجهات المنظمة لهذه الرياضة قال المرزوقي: هنا مربط الفرس، فنحن اليوم ما بين المطرقة والسندان، وما بين وزارة الشؤون الرياضة وما بين شؤون البلاط السلطاني، فالوزارة هي الجهة المعنية الأولى بهذا الموضوع وبجميع الأنشطة الرياضية المختلفة بالسلطنة، وهي الجهة التي تملك مدينة الرحبة، وشؤون البلاط السلطاني يقع تحت مظلته نادي سباق الخيل وهو المعني بتنظيم هذه السباقات، ونستبعد هنا الاتحاد العُماني للفروسية لأن سباقات السرعة «الفلات ريس» ليست لعبة أولمبية، وفي جميع دول العالم هناك هيئة مستقلة إداريا ومالية تعنى بسباقات السرعة فقط. وأضاف: اليوم مدينة الرحبة مغلقة أمام الملاك والمدربين، فلماذا لا يتم فتح أبوابها أمامهم ليتم إنشاء إسطبلات خاصة لهم ليتمكنوا من تدريب خيلهم في مكان مخصص، فلماذا لا تحول «الرحبة» إلى مدينة فروسية متكاملة وبدون شك ستوجد العديد من فرص العمل للمواطنين، وستعزز من هذا القطاع والقطاعات الأخرى، لتشمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات السياحية أيضا. خاصة وأن المواطن في الوقت الحالي يستأجر مزارع بمبالغ كبيرة والخيل تتدرب في أماكن غير مخصصة، والفرسان يقطعون الطرقات المعبدة للوصول إلى مكان التدريب فلماذا لا تحتضن مدينة الرحبة جميع الفرسان والمدربين؟من جانبه قال المدرب عبدالله بن سعيد البلوشي: البنية الأساسية لرياضية الفروسية بشكل عام مسؤولية وزارة الشؤون الرياضية، وهي المسؤولة عن تطوير جميع المرافق المرتبطة بهذا القطاع، وخاصة مضمار سباقات السرعة. مشيراً إلى أن مدينة الرحبة من المفترض أن تشتمل على 9 مشاريع مثل ما خطط لها ولكن اليوم هناك مشروع واحد فقط متكامل وهو ميدان قفز الحواجز الذي يحظى بالمواصفات الدولية، واليوم نقول للوزارة أين باقي المشاريع ذات المواصفات العالمية والبنية الأساسية المتكاملة لمدينة الرحبة وبخاصة المضمار؟وأضاف البلوشي: المشكلة الأساسية الآن متمثلة بالمضمار خاصة مع قرب الموسم، مؤكدا أن قيمة الخيل عالية جدا، وقد تبدأ من 10 آلاف ريال وتصل إلى أكثر من 50 ألف ريال عماني وأغلبها تعرضت إلى إصابات أبعدتها عن المنافسة، ونناشد بسرعة تنفيذ مضمار بأرضية ذات مواصفات عالمية الآن وقبل بداية الموسم».هيئة خاصةأما أحمد المرزوقي فعاد ليؤكد من جانبه أن المواطن اليوم لا يعلم إلى أين يتجه، إلى نادي سباق الخيل أم إلى الوزارة؟ وربما هذا ما يدعو إلى إنشاء هيئة خاصة بهذا النوع من السباقات، وأوضح المرزوقي أن المسؤولين في شؤون البلاط السلطاني أوضحوا للمواطنين في وقت سابق أن مدينة الرحبة ليست ملكا لهم ولا يستطيعون تطويرها، والوزارة أوضحت أن الموازنات لا تسمح بتطويرها، مطالبا بجهة توحد جميع هذه الجهود.وأضاف: نحن نتفق وندرك أن هناك أزمة مالية يمر بها العالم والسلطنة أيضا ولكن هل يعقل أنه ومنذ تغير الهيكل الإداري لوزارة الشؤون الرياضة وحتى اليوم لم تجد الوزارة فكرة لوضع خطة مدروسة لتطوير هذا المضمار وحتى على مدى عدة سنوات؟! وأريد أن أوضح أن أحد الردود التي جاءت من قبل الوزارة المذكورة بخصوص مدينة الرحبة جاء فيها أن الوزارة نفذت بعض المشاريع، ولكن السؤال هل ما تم تنــــــفيذه يرضي طموح المواطنين وهل هو طموح قطاع الفروســــــية بشكل عام وهل هناك خطة مستقبلية للنهوض بهذه الرياضة، ولماذا لا تخصص مبالغ ضمن الموازنات المالية السنوية لتطوير هذه الرياضة.من جانب آخر قال فهد الرجيبي وهو أحد أبرز منتجي خيل السباق العربية بالسلطنة: إن المواطن يعاني ولابد من إيجاد حل سريع، مشيرا إلى ضرورة استغلال مدينة الرحبة للفروسية بشكل أفضل وتحويلها إلى مدينة متكاملة تليق بسمعة السلطنة وفرسانها، مؤكداً على أن هذه الرياضة تستحق التطوير من جميع الجهات ذات العلاقة، وعليها العمل سريعا من أجل ذلك وليس تجاهل هذه الرياضة، مطالبا من الإعلام مناقشة هذه القضية وأن يضع الفروسية ضمن أولوياته.استكمال البنية الأساسيةأما مالك إسطبلات الغنيمي محمد بن سالم الغنيمي فأشار إلى وجود الكثير من النقص في البنية الأساسية لرياضة الفروسية في السلطنة وأهمها عدم وجود مضمار جيد وهو البنية الأساسية لهذه الرياضة، مؤكداً أن التنظيم جيد من قبل نادي سباق الخيل حالياً ولكن البنية الأساسية هي المشكلة، وأنه تم الحديث مع وزير الشؤون الرياضية في هذا الجانب أكثر من مرة ولكن لا يوجد رد واضح من قبله حتى الآن.من جانب آخر أوضح الشيخ أحمد بن محمد البلوشي مالك مربط عبري أنه لابد من التفرقة بين الفروسية بشكل عام وبين سباق السرعة «الفلات ريس»، مشيراً إلى أن أنشطة الفروسية بأنواعها المختلفة تتبع الاتحاد الدولي للفروسية، أما سباقات السرعة فتتبع اتحادا دوليا آخر وهي جهة مستقلة بذاتها، وفي السلطنة نادي سباق الخيل هو من ينظم سباقات السرعة.ولكن المكان الذي تقام فيه هذه السباقات يتبع وزارة الشؤون الرياضية وهنا يجب أن نضع سؤالا على طاولة الجهات المختصة، وهو: من هي الجهة المختصة بتطوير مدينة الرحبة للفروسية؟ موضحاً أن المواطنين تركوا تنظيم هذه السباقات في ولاياتهم وتنقلوا من ولاية إلى أخرى ليجتمعوا في مكان واحد جاذب لهم يحمل جميع المواصفات العالمية، مشيراً إلى أن هذه السباقات انتقلت من الولايات إلى مضمار الهـــــجن في الفليج، وبعدها وبإصرار من المواطنين أصبحت هذه الســــــباقات تقام في مدينة الرحبة منذ خمــــــس ســـــنوات ليواكب هذا الانتقال عددا من المطالبات التي لم تتحقق حتى اليوم، مشيراً إلى طرق باب شؤون البلاط السلطاني أكثر من 10 مرات ورفع عدد من المطالبات التي يغلب عليها الطابع الفني ولم يتم تحقيق إلا القليل منها.وأشار إلى أن هناك مطالبات ولقاءات ليست سنوية بل بشكل ربع سنوي أن صح القول، وكانت الردود «دبلوماسية» من قبل المسؤولين مثل قول «إن شاء الله» و «بنشوف الوضع».وأضاف: بالرجوع إلى أساس مدينة الرحبة للفروسية وتكرم جلالته -حفظه الله ورعاه- بها للمواطنين فقد ذكرها صاحب السمو السيد أسعد بن طارق وهو ينقل المصادقة السامية على هذا المشروع الكبير والضخم وذكر سموه أنه من ضمن المشروع أن يكون هناك مضمار لسباقات السرعة بأكثر من 2000 متر وبمواصفات عالمية، وهنا دعونا نركز على المواصفات العالمية وهو ما نفتقر إليه اليوم، أيضا ذكر ســـــموه أن ضمن المشروع إنشاء مدرسة فروسية مغلقة وبها تبـــــريد هوائي حتى نتمكن من استخدامها في فصل الصيف، وأيضا إنشاء وحدة للتلقيح الصناعي وهو لا يزال حلما لم يتحقق وغيرها من المشاريع التي تواكب العالمية التي لم تر النور بعد.وأكد البلوشي أنه كمواطن لا يهمه لمن تعود ملكية أرض مدينة الرحبة للفروسية بل وجود مدينة فروسية حقيقية ومتكاملة هو ما يريده المواطن، وأن تقوم كل جهة معنية برياضة معينة بالإشراف الجيد عليها، ليتمكن المواطن من الاستمرار فيها ودعمها أيضا، وهنا سنتمكن من تحقيق النظرة الثاقبة لمولانا جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- في وجود التعاون بين جميع الجهات والمواطن.الاستثمار في رياضة الفروسيةوأضاف: متى سنصل إلى ثقافة الاستثمار؟ فمن غير الصائب أن يدفع كل شيء من قبل الدولة، وهناك شركات ضخمة وعالمية مستعدة لاستثمار مدينة الرحبة للفروسية بالكامل ولديها خبرات في هذا الجانب، وقمنا بطرح هذا الموضوع مع كبار المسؤولين ولكن دون جدوى.ويتابع البلوشي قائلا: للأسف وزارة الشؤون الرياضية وضعت الفروسية في آخر أولوياتها وهي كلمة نقولها بكل حق، فمن غير المعقول أن تذهب جميع المشاريع منذ إنشاء الوزارة إلى كرة القدم.من جانبه قال المالك صالح بن مبارك المحرزي إنه لم يتم إثراء موضوع الفروسية في السلطنة في برامج التواصل الاجتماعي إلا بعد أن طفح كيل المواطن، واليوم الخيل في السلطنة وصلت إلى وضع يرثى له، مشيراً إلى أن رياضة الفروسية مكلفة وعندما يقوم المواطن بتوليد الخيل أو استيرادها من الخارج يكلفه الكثير من المال وليس بأقل من 10 آلاف ريال عماني، فإذا لم تتوفر لهذه الخيل البيئة المناسبة والصحيحة فما هو الداعي لاستيرادها أو الاهتمام بها.

شارك الخبر على