«الموانئ النفطية» تهدد اتفاق باريس.. وحفتر يخوض حربا لتعزيز استقرار مصر

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

أصبحت عملية السلام في ليبيا معقدة في ظل الأزمات التي تلاحق الفرقاء، بداية من معركة الهلال النفطي، والتي انتصر فيها قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، بعد دحر الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، وهو الأمر الذي يعد خرقًا لما تم الاتفاق عليه في باريس برعاية الرئيس إيمانويل ماكرون.

أمس، طالب خالد المشري رئيس مجلس الدولة الأعلى في ليبيا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتواصل مع كل الأطراف الليبية لوقف "الخروقات"، التي تقوم بها بعض الأطراف لاتفاق باريس.

وانتقد المشري قرار المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، بنقل إدارة مؤسسات النفط في منطقة الهلال النفطي إلى حكومة عبد الله الثني الموازية في الشرق، بدلًا من حكومة السراج، وقال: إنه "في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل الأطراف المعنية، بما في ذلك العمل على إنهاء وجود المؤسسات الموازية، نُفاجأ بنقل تبعية الموانئ النفطية لجسم موازٍ وغير شرعي"، حسب الشرق الأوسط.

واعتبر رئيس مجلس الدولة أن التصرفات تعد مخالفة لإعلان باريس، وكذلك قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تشدد على ضرورة ممارسة حكومة الوفاق الرقابة الوحيدة والفعالة على المؤسسة الوطنية للنفط، بصفتها الطرف المسؤول عن القضايا المتعلقة بالصادرات النفطية، ومراقبة شحنات النفط".

اقرأ أيضًا: صراع بين إيطاليا وفرنسا على قيادة ليبيا.. وحفتر يحذر 

واتهم مجلس النواب، الموجود في مدينة طبرق بأقصى الشرق، بالإضافة إلى ذلك، ما سماه "عدم وجود تجاوب فيما يتعلق بقانون الاستفتاء على الدستور أو قانون الانتخابات، الأمر الذي يعد خرقًا لما تم الاتفاق عليه في باريس"، حسب بوابة الوسط.

لكن الحقيقة هنا، أن المشير حفتر اتخذ قرارًا إيجابيًا بشأن منطقة الهلال النفطي، خاصة أن الجماعات المسلحة كانت تحصل على السلاح والأموال من تهريب النفط، وبالتعاون مع حكومة فائز السراج.

ودليلا على ذلك، قيام ميليشيات مدينة مصراتة وغيرها من المدن بغربي البلاد بالدفع بتعزيزات إلى مدينة سرت الساحلية، وسط توقعات بشنها لهجوم على الموانئ النفطية في خليج السدرة القريبة، في مسعى لاستعادتها من قبضة الجيش الوطني، وفقا لمصادر أمنية.

المصادر أكدت أيضًا قيام مسلحي الميليشيات بنقل آليات ومعدات عسكرية برًا وبحرًا من المدينة باتجاه سرت، القريبة من خليج السدرة، حسب "سكاى نيوز".

يأتى هذا التطور بعد 10 أيام على استلام المؤسسة الوطنية للنفط التابعة للحكومة المؤقتة في بنغازي الموانئ والحقول في منطقة الهلال النفطي من الجيش الوطني الليبي.

اقرأ أيضًا: حرب الموانئ النفطية تشعل الصراع بين فرقاء ليبيا وتهدد جهود السلام 

كان الجيش الوطنى سلَم الموانئ النفطية بعدما تمكن في يونيو الماضي من طرد ميليشيات متطرفة هاجمت منطقة الهلال حيث قاد هذه الميليشيات إبراهيم الجضران حليف رئيس الحكومة المؤقتة فائز السراج.

وفي مقابل حشد ميليشيات مصراتة، كلَف الجيش الوطني الليبي عددًا من قواته بتأمين منطقة الهلال النفطي بعد الانتهاء من تحرير مدينة درنة الساحلية شرق البلاد من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي، وفقا للقناة.

وسبق حشد ميليشيات مصراتة إعلان عدد من الأشخاص الداعمين للميليشيات المتطرفة في ليبيا وجماعة الإخوان الإرهابية نية السيطرة على الموانئ النفطية. 

واعتبر عضو ما يسمى المجلس الأعلى للدولة، أبوالقاسم دبرز، أن الجهة القادرة بالفعل على حماية قوت الليبيين هي ميليشيات "البنيان المرصوص"، حسب "سكاي نيوز".

على صعيد آخر، أكد أحمد سلطان المتحدث باسم كتيبة سبل السلام التابعة للجيش الليبي، اندلاع مواجهات مسلحة عنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات الساحل الإفريقي.

اقرأ أيضًا: الجماعات المسلحة تستهدف الذهب الأسود في ليبيا.. والجيش يحارب الإرهاب 

فهناك مساعٍ حثيثة لإشعال الفتنة مجددًا بين الفرقاء وإن كانت بدعم من قطر وتركيا من أجل تنفيذ مخطط تمكين جماعة الإخوان الإرهابية من مقاليد الحكم في البلد العربي الإفريقي، والسيطرة على الذهب الأسود وضرب الاستقرار في مصر، وهو الأمر الذي يرفضه المشير حفتر، بحسب النائب الليبي أبوبكر مصطفي بعيرة.

"النائب الليبي" توقع أيضًا ألا يتوقف دعم الدوحة وأنقرة للإرهابيين في ليبيا بعد تحرير مدن درنة والهلال النفطي، وفقًا لبوابة العين الإخبارية.

يمكن الإشارة هنا، إلى أن محاولات الميليشيات المسلحة في منطقة الهلال النفطي، ماهي إلا خطوة لتخريب جهود تأمين موانئ النفط الليبية لصالح كل الليبيين. 

وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي حالة انقسام شديد، وتضغط الأمم المتحدة و"الأسرة الدولية" لفرض الميليشيات وجماعات متشددة رفضهم الليبيون في آخر انتخابات عام 2014. 

شارك الخبر على