الأردن يواجه موجة جديدة من النازحين السوريين على حدوده

أكثر من ٥ سنوات فى كونا

من مشهور أبو عيد (تقرير اخباري)

عمان - 5 - 7 (كونا) -- تتدفق موجة جديدة من النازحين على الحدود السورية - الاردنية مع تفاقم حدة المواجهات التي اندلعت في 19 يونيو الماضي بين الجيش النظامي والفصائل المعارضة في منطقة خفض التصعيد التي تشمل مناطق درعا والسويداء والقنيطرة في جنوب سوريا.
وقدر وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي في تصريحات صحفية اخيرا عدد السوريين الذين فروا الى المنطقة الحدودية لبلاده بحوالي 200 ألف شخص فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عددهم يبلغ نحو 300 ألف شخص فروا من الاقتتال الدائر في الجنوب السوري منذ نحو 25 يوما الذي راح ضحيته وفق بيانات المرصد 132 مدنيا بينهم 25 طفلا و23 امرأة.
ودعت المتحدثة باسم مفوض حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ليز ثروسيل في تصريح رسمي الاردن والدول الاخرى في المنطقة الى "تكثيف الجهود واستقبال الفارين" في وقت تواصل روسيا الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الحوار مع المعارضين السوريين لإيجاد صيغة تنهي القتال الدائر.
ورد الاردن على لسان أكثر من مسؤول خلال الايام الماضية على هذه الدعوات بالتأكيد على "عدم قدرته على استضافة المزيد من اللاجئين السوريين وضرورة اتخاذ خطوات فورية للحؤول دون تهجير السوريين من بيوتهم وبلداتهم في جنوب سوريا وامدادهم بالمساعدات من الداخل السوري".
وفي زيارة لمناطق شمال الاردن قالت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام المتحدثة باسم الحكومة الاردنية جمانة غنيمات ان "ما يحدث في سوريا ليس مسؤولية او ذنب الأردن بل هو ذنب كل الجهات التي قصرت في التوصل الى حل سياسي ينهي معاناة اهلنا واشقائنا في سوريا".
من جانبه كان رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز أكثر افصاحا عن تخوف المملكة من ادخال موجة جديدة من اللاجئين السوريين الى اراضيه وقال في تصريح صحفي قبل يومين إن لديه "معلومات مؤكدة" ان هناك فصائل مسلحة موجودة ضمن هذه المجموعات السكانية التي يطالب البعض بالسماح بإدخالها للأراضي الأردنية.
وأعلنت الحكومة الأردنية الثلاثاء الماضي فتح ثلاثة معابر لنقل المساعدات وقالت انها نقلت الى داخل الحدود مع سوريا 127 شاحنة محملة بمواد اغاثية تشمل الغذاء والدواء.
وفي رسالة إعلامية بثها مصدر رسمي من رئاسة الوزراء الأردنية أمس الأربعاء جاء فيها أن الأردن استقبل 3ر1 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الازمة قبل سبعة اعوام "ويقوم بكل ما يستطيع من إجراءات لمساعدة ما يزيد على 280 ألف مواطن سوري نزحوا من بيوتهم جراء تفجر الاقتتال في الجنوب السوري".
وتقدر بيانات رسمية اردنية كلفة استضافة اللاجئين السوريين بحوالي ملياري دولار سنويا تشكل نحو خمسة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي واثنين في المئة من مجموع الايرادات المحلية التي تنفق على البنية التحتية والصحة والتعليم.
ووفق هذه البيانات فقد فاقم وجود اللاجئين السوريين من مشاكل الاردن الذي يعاني شح موارد الطاقة التي يستورد حوالي 93 في المئة من حاجته منها ويعد واحدا من أفقر عشر دول في العالم بمصادر المياه ويعاني مديونية تبلغ 37 مليار دولار أمريكي تشكل حوالي 96 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي فيما سجلت البطالة حوالي 6ر18 في المئة.
أما على الصعيد الشعبي فقد أطلق ناشطون اردنيون نهاية الشهر الماضي (وسما) على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان (افتحوا الحدود) طالبوا فيه الحكومة الاردنية بفتح الحدود امام اللاجئين السوريين لتوفير الحماية للمدنيين الفارين من مناطق القتال وجمعوا تبرعات ومساعدات للاجئين.
وكان الأردن أعلن في شهر نوفمبر 2017 عن اتفاق ثلاثي وقعه مع روسيا والولايات المتحدة لإقامة منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا في إطار مساع لحل الازمة وضمان امن حدوده الشمالية المحاذية لسوريا وطولها حوالي 375 كيلومترا أغلقت في شهر يونيو عام 2016 بسبب تفجير بسيارة مفخخة مصدره الأراضي السورية واستهدف موقعا عسكريا اردنيا ما اودى بحياة سبعة عسكريين.
وتناولت وسائل إعلام عالمية أخيرا الموقف الأمريكي من منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا بعد نحو عام من تطبيقها وسلطت الضوء على مباحثات الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول ملف الجنوب السوري مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض في زيارته الأخيرة لواشنطن قبل أسبوعين.
ووفقا لتلك الوسائل فقد عبر ترامب عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ما يسمى ب"مناطق عازلة" جنوب غرب سوريا الامر الذي سيتيح الفرصة لانسحاب امريكي بأقرب فرصة.
ويرى مراقبون ان فكرة سحب القوات الامريكية من سوريا "ليست جديدة" فقد عبر ترامب في مارس الماضي عن نيته سحب قواته من سوريا التي تشهد نزاعا مسلحا منذ شهر مارس عام 2011 اودى الى الان بحياة حوالي 320 ألف سوري وشرد نحو 12 مليونا منهم اربعة ملايين فروا الى خارج البلاد.
ومن المتوقع ان يبحث الجانبان الروسي والامريكي الملف السوري خلال لقاء القمة الذي سيجمع ترامب وبوتين في 16 يوليو الجاري في العاصمة الفنلندية (هلسنكي) بعد نهاية قمة حلف شمال الاطلس (ناتو).
وكانت الغارات الجوية قد تجددت على مناطق ريف درعا بعد فشل مفاوضات فصائل الجنوب السوري مع الجانب الروسي الذي أصر بتسليم المقاتلين أسلحتهم الثقيلة.
ووفق تقارير إعلامية تشترط المعارضة لإنهاء التصعيد فتح معبر (نصيب) الحدودي مع الأردن على ان تكون بإدارة مدنيين وان توفر الشرطة الروسية الامن ووقف القتال وعدم دخول قوات النظام والامن الى مناطق المعارضة التي اقترحت تسليم أسلحتها الثقيلة بشكل تدريجي وانسحاب قوات النظام من بلدات سيطرت عليها كما طالبت المعارضة بعودة مؤسسات الدولة للعمل في الجنوب ضمن إدارة من أبناء المنطقة. (النهاية) أ ب / ش م ع

شارك الخبر على