البغدادي يزجّ بابنه في عمليّة انتحاريّة بعد انحسار التنظيم الإرهابي

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 بغداد/ المدى
أعلن تنظيم داعش مقتل أحد أبناء زعيمه أبو بكر البغدادي في هجوم شنه مع إرهابيين آخرين في محافظة حمص بوسط سوريا، بحسب ما أفادت وكالة أعماق الناطقة باسم التنظيم الإرهابي يوم الثلاثاء.
وتحت عنوان "قوافل الشهداء" نشرت الوكالة الدعائية عبر تطبيق تلغرام نقلا عن "ولاية حمص" التابعة للتنظيم صورة للفتى "حذيفة البدري" مرتدياً الزي الأفغاني وحاملا بندقية كلاشنيكوف.وقد أرفقتها ببيان نعي جاء فيه إن نجل البغدادي "قتل منغمساً في النصيرية والروس في المحطة الحرارية بولاية حمص". ويطلق التنظيم الإرهابي مصطلح النصيرية على الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.وكان مسؤول عراقي قد أكد مطلع أيار الماضي أن "أبو بكر البغدادي" الذي أُعلن مقتله مرات عدة، ما زال -على الأرجح- على قيد الحياة في الاراضي السورية الحدودية مع العراق.وأضاف أن "البغدادي يتنقل في هذه المناطق بالخفاء وليس بموكب (...) يتنقل برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص بينهم ابنه وصهره، ونائبه أبو زيد العراقي، وشخص لا أستطيع الإفصاح عنه".وقالت روسيا في حزيران 2017 إنها قتلت على الارجح البغدادي في نهاية أيار بالقرب من الرقة "العاصمة" السابقة للتنظيم في سوريا. لكنها اشارت في وقت لاحق الى أنها تواصل التحقق من مقتله.وبعد ثلاثة أشهر أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن زعيم التنظيم ما زال على قيد الحياة على الارجح ويختبىء في شرق سوريا.ويعود آخر خطاب للبغدادي الى 28 أيلول 2017 قبل أسبوعين من سقوط الرقة، المعقل السابق لتنظيمه في سوريا. وقد دعا فيه أنصاره الى "الصبر والثبات" في وجه "الكفار" المتحالفين ضدهم في سوريا والعراق.والبغدادي الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، ظهر مرة واحدة أمام الكاميرا لدى إعلانه "دولة الخلافة".وحذيفة الذي قتل عمره (13 عاماً)، هو الابن الأكبر لزعيم التنظيم المتطرف من الذكور، وأول فرد من أسرته يعلن عن مقتله بعملية انتحارية، وكان البغدادي نفسه يكنّى بـ"أبي حذيفة" قبل أن يتولى منصب زعيم تنظيم داعش الإرهابي.ويعتقد ان البغدادي لديه أربعة أطفال من زوجة أولى وابن من زوجة ثانية.ووفقا لتقارير استخباراتية صادرة عن وزارة الدفاع ببغداد اطلعت عليها (المدى)، فإن للبغدادي خمسة أبناء ذكور من زوجتيه العراقية والسورية، وحذيفة أكبر الذكور وهو من زوجته الأولى العراقية، ورافق والده بالتنظيم المتطرف منذ عام 2013، في سوريا والعراق. ولدى البغدادي أبناء آخرون هم عمر ومحمد وعبدالله وعلي.وقال قائد عراقي بارز في بغداد، في تصريحات صحفية إن "المعلومات المتوافرة هي أن نجل البغدادي نفذ هجوماً انتحارياً بشاحنة مفخخة استهدفت محطة كهرباء يتواجد فيها العشرات من أفراد القوات النظامية السورية والقوات الروسية".وأوضح أن ذلك جاء بعد مناوشات وقصف بالهاون متبادل بين عناصر التنظيم وقوات النظام السوري، مؤكدا أن "العملية تمت يوم الإثنين الماضي وأعلن عنها مساء الثلاثاء ".وحول دلالات العملية، قال إن "مقتل نجل البغدادي لا يعني أن والده موجود قرب حمص ولو كان موجوداً فعلاً قرب حمص لما أعلن عن العملية أو على الأقل عن مكان تنفيذها بهذه الدقة".وتوقع أن البغدادي حالياً لا يتواجد مع أي من أفراد أسرته لأسباب أمنية لحمايتهم وحماية نفسه أيضاً من الاستهداف، حيث يتعقب أكثر من 21 جهاز استخبارات من دول التحالف ودول عربية مختلفة تحركاته في محاولة للقضاء عليه.بدوره، قال الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية في العراق، أحمد الحمداني، إن "البغدادي أراد أن يوصل رسالة للتنظيم ولقياداته وخلاياه بأنه ضحى بابنه في محاولة منه لاستعادة مكانته"، مضيفا انه "بالعادة التنظيم لا يصدر بيانات فردية حول عملياته الانتحارية بل تعودنا منه على إصدارات شهرية تتضمن عددا من العمليات الانتحارية لعناصره ووصاياهم وأحاديثهم وكيفية صعودهم إلى السيارات المفخخة ثم تفجير أنفسهم، لكن أن يتم الإعلان عن عملية منفردة وبالتفاصيل والاسم بعد ساعات من تنفيذها، فهي رسالة بالنهاية للتنظيم يمكن اعتبارها أنها داخلية تشير الى عدم الرضا القيادات والأفراد عن زعيم داعش خاصة بعد انكسار التنظيم في العراق بشكل كامل وسوريا أيضا بشكل كبير جدا".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على