ذات مرة في هوليوود.. أو إغتيالات عائلة مانسون

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

متابعة: المدى
أحداث الفيلم تحدث بالتزامن مع واحدة من أكثر الحوادث الشيقة في التاريخ الحديث، ألا وهو "إغتيالات عائلة مانسون." عائلة منسون هو أسم رابطة صغيرة من الناس (حوالي 100 فرد أصدقاء) تحولت تدريجياً لطائفة دينية يؤمن الكثير من أفرادها أن مؤسس الرابطة أو المجموعة "تشارلز مانسون" هو تجسيد للمسيح وجاء على الأرض ليحقق معركة نهاية الزمان في شكل معركة طاحنة بين الأجناس البشرية المختلفة أسماها Helter Skelter (بمعنى فوضى عارمة أو إختلاط وحيرة وشذر) وهي مستعارة من أغنية للBeatles بنفس الاسم. في الستينيات والسبعينيات كانت أجواء المجتمع الأميركي مشبعة وطافحة بما يسمى "الثقافة المضادة" counterculture والشباب الhipsters (أو hippies) وهم الشباب الثائرون الناقمون على الأعراف والتقاليد القائمة وسئموا الحياة بالأساليب القديمة لآبائهم وأجدادهم وقرروا التمرد والإختلاف في كل شيء ومن الأشكال التي أتخذها ذلك التمرد هو الإفراط في الجنس والمخدرات بجميع أنواعها وخاصة عقاقير الهلوسة، الشعر الطويل الأشعث واللحية غير المشذبة والملابس الرخيصة البسيطة التي تصل أحيانــاً حد الهلهلة، وإعلان العصيان على أي قيود إجتماعية والروتين والتنقل من مكان لمكان بأقل إمكانات ممكنة والمعيشة في مجتمعات صغيرة بإمكانات متواضعة جداً كالسكن في الخيام من الخوص في أماكن نائية والإنغماس في الشهوات، والتقدمية الشديدة جداً في الآراء الإجتماعية والسياسية والدينية، وملاحقة أساليب حياة بديلة إلخ. وكانت الكثير من البنات المراهقات الساذجات (وإلى حد كبير أيضـاً الشباب) من عائلات الطبقة الوسطى والغنية تهرب من بيوت أهلها وتعيش في الشوارع (في الكثير من الأحيان في ولايات أخرى بعيدة جداً عن ولايتهم الأم) بحثـا ًعن ذلك النمط الحياتي المتحرر الwild.بشكل أو بآخر تشارلز مانسون كان تجسيداً للكثير من هذه الأفكار والمفاهيم "التحررية" في الحقيقة مانسون حاول ملاحقة هذا الأسلوب من الحياة لدرجة أنه تحول لمجرم قضى بالفعل أكثر من نصف حياته في السجون والمؤسسات الإصلاحية وهو لا يزال في الثلاثينيات من عمره، وفي محل إقامة مانسون لم يكن هناك نقص من أي نوع في عدد البنات المراهقات الباحثات عن "الإنطلاق" سابقي الذكر، ومانسون، على الرغم من قصر قامته وبنيته الهزيلة وشكله المتوسط، كان أستاذًا ورئيس قسم في إغواء وإستدراج هذه العينات من الفتيات وكيفية طيّهم تحت جناحه بإسقاط صورة غامضة جذابة أبوية عن نفسه، ثم إستخدامهم لإغواء الفتيان للإنضمام له، ومن أكبر نقاط الجذب في شخصيته كانت إحترافه في لعب الجيتار التقليدي (من الآلات المفضلة جداً لتلك النوعية من الناس) مع غناء أغاني تشبه الfolk بكلمات غامضة مصبوغة بعمق زائف وهي في الحقيقة بلا معنى تبدو وكأنها تحمل نوع من الأفكار الروحانية النافذة عن الحياة وكان يحلم بتكوين حاشية وبطانة من الأتباع على غرار معلم اليوجا والتأمل الهندي Maharishi Mahesh Yogi الذي كان من ضمن تلاميذه المخلصين الBeatles وThe Beach Boys وغيرهم أسماء لا حصر لها من المشاهير. بعدها قام مانسون بالإنتقال مع "رابطته" أو عائلته من أتباعه إلى لوس أنجلوس حيث قرر أن يصبح قواداً من الطراز الأول يتاجر جنسيًا بالفتيات وحتى الفتيان أتباعه، وأيضـاً يصبح تاجر مخدرات من العيار الثقيل (خاصة في الحشيش والكوكايين) ويزوّد الممثلين ومن يعملون في البيزنس الترفيهي بإحتياجاتهم من المخدرات الترفيهية ، وكان دائم التباهي أنه على صلة قوية جداً بالكثير من الأوزان الثقيلة في هوليوود مثل Steve McQueen وSharon Tate وYul Brynner وDennis Wilson وJane Fonda وSammy Davis والBeach Boys والMonkees وCass Elliot وغيرهم الكثير من الأسماء.وعندما أنتقل للعيش مع "عائلته" في مكان يسمّى Spahn Movie Ranch (ستوديو أو لوكيشن تصوير 500 فدان مخصص لتصوير أفلام الWestern) أصبحت إقامتهم وجميع طلباتهم مجانية طالما أتباعه الصغيرات يقدمون خدمات جنسية لصاحب المكان العجوز الأعمى George Spahn، وهناك ضاعف وكثف مانسون من جهوده في إستلاب والسيطرة التامة المطلقة على وعي أتباعه عن طريق إخضاعهم لجرعات مكثفة من عقاقير الهلوسة والmeth ويطلب منهم ترديد شعارات وعبارات غامضة آناء الليل وأطراف النهار وإقامة شعائر غريبة تشبه الديانات الباطنية وتنظيم حفلات جنس جماعي إجبارية والتلويح بإستخدام العنف وحفلات غناء جماعي تحت تأثير المخدرات وتوظيف جميع أساليب وألوان غسل الدماغ بأكثر خطى محمومة ممكنة، وبعد فترة قصيرة بات الكثير من أتباعه مقتنعين أيما إقتناع أنه تجسيد المسيح المخلص ولزاماً نذر حياتهم لتحقيق جميع رغباته/أوامره مهما بلغت بشاعتها ولامعقوليتها. بعد فترة قصيرة فقد أتباعه الرغبة في فعل أي شيء سوى البحث عن الطعام والسرقة والسباحة العارية والغناء بطلاسم عجيبة، ومن فرط إستخدام المخدرات تحولت النبرة والأجواء السائدة من فكرة المحبة والتناغم والوئام والحرية إلى العنف والبارانويا الشديد والذهان وتصريحات وأفكار إنتحارية هلاكية إبادية وتمهد الطريق لما يسمى "إغتيالات عائلة مانسون" التي قامت بها تلك الرابطة بناءًا على رغبة تشارلز مانسون في التعجيل بنهاية العالم عن طريق حرب الأعراق البشرية ومن ضمن وأشهر هذه الإغتيالات كان إغتيال الممثلة Sharon Tate (التي كانت وقتها حامل في 8 أشهر ونصف وزوجة المخرج رومان بولانسكي الذي كان غائباً بسبب تصويره فيلم في أوروبا) 4 من أصدقائها في منزلها عام 1969.

شارك الخبر على