سفر على الورق

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيلم يعد البيع على الورق ممارسة خاطئة لبعض الشركات العقارية فقط والتي نصبت قبلا على الكثير من المواطنين الحالمين بمسكن ملائم، ولم تعد الجمعيات الوهمية هي الوحيدة التي أوقعت في حبائلها الكثير من رواد التوفير والادخار، بل دخلت اللعبة التي يبدو أنها شديدة الجاذبية بعض شركات السفر والسياحة التي بدأت في بيع الوهم للراغبين في السفر الجماعي إلى خارج البلاد والتمتع بإجازة سنوية سعيدة، عبر عروض سفر جذابة سرعان ما تتبخر كالسراب هناك عند خط الأفق.ولتتم إضافة الحدث كعملية نصب واحتيال كاملة الأركان والنصاب، ولتضاف لهذا السجل الأسود الذي يُمارس على الملأ، وعبرها يتم جمع وتحصيل آلاف الريالات من هؤلاء الضحايا المغرر بهم في وضح النهار.. يحدث ذلك بعد أن أطلقوا العنان لخيالهم المشروع والجامح ليرسم صورة مزدانة بألوان قوس قزح والتي ستبقى في الذاكرة حية تتقد إلى ما شاء الله باعتبارها (كانت) رحلة العمر.بعدها يبدأ اللهاث المحتوم لباحات وقاعات المحاكم بحثا عن ذلك الحق المضيع، ولعل وعسى في أن يسترد الضحية أمواله التي ربما تحصّل عليها من قرض بنكي طويل أو قصير الأجل بناءً على مستوى دخله، إذ سيبدأ في التسديد قبل أن ينال حقه السليب بقوة القانون بالطبع، وهذا موقف مؤلم بطبيعة الحال، إذ مع كل قسط من معاشه يتذكّر بأسى رحلة إجازته التي غدت هباءً منثورا.يحدث هذا وما تزال أخبار المزيد من الضحايا تتوالى مع كل صباح يوم جديد، إذ من المفترض جدلا أنهم كانوا سيذهبون ليكتشفوا قارات عالمنا هذا المترع بالمآسي والأوجاع.فالسياحة المعنى والسياحة المقصد والسياحة الغاية والهدف رائع القسمات هكذا افتراضا ما يزال يعج بإعلانات السفر في كل صيف وأيضا على مدار العام، وكل شركة تقدم أفضل ما لديها وأروع ما في جعبتها، وتتسابق لنيل ثقة الحالمين، عفوا أقصد ثقة الضحايا، تمهيدا لإجلاسهم القهري على كراسي الخديعة ليتذوقوا كؤوس العلقم هنيئا مريئا.فمن الأهمية أن تقدم مكاتب السفر والسياحة ما يفيد تعاقدها مع الفنادق أو شركات السياحة في الدول التي تروّج السفر إليها، وإعداد إقرار يلزم هذه المكاتب بأخذ موافقة الجهات السياحية وإرفاق الموافقة في الإعلان وأسماء الفنادق المتعاقد معها ليكون المستهلك على بيّنة قبل التعاقد واستلامه لما يفيد وجود حجوزات له قبل السفر للتأكد من جدية عروض السفر التي تروّج لها.وفي وسط هذه الظنون والهواجس والمخاوف لا ننكر حقيقة وجود بعض شركات السياحة التي يمكن وصفها بالأمينة والحصيفة والنزيهة والتي تتقي الله في السر والعلن، وتتعامل مع زبائنها تماما كما يُحب ربنا ويرضى، هذه الفئة المستنيرة والمضيئة وسط دياجير هذه الظلمات، نسأل الله لها التوفيق والسداد والنجاح والفلاح وسط دخان الإحباط الأسود الذي غطى وما برح سماواتنا الملبدة بسحب الخداع والخديعة.نأمل والأمر كذلك أن ندقق أكثر على الشركات السياحية ونتيقن من مصداقية التزاماتها، إذ لا نرغب مطلقا في أن نرى المزيد من الأبرياء وهم غارقون في هذا اليم، فشباك الاحتيال ما تزال منصوبة في بحور السياحة لتنتقص بنحو واضح من هذه الصناعة بديعة القسمات، وهنا لا بد للقانون أن يُظهر قدراته الخارقة في ردع هذه التوجهات المؤسفة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على