رأي مونديالي

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

المستحيل ليس ألمانياً، عبارة نسمعها ونرددها مع كل معجزة كروية ألمانية لدرجة ارتباط العودة وحسم المباريات في الأوقات الصعبة والحساسة بالألمان دون غيرهم وكأنها ماركة مسجلة باسمهم لا يجيدها سواهم. وهذا ما حدث في مباراتهم المصيرية ضد المنتخب السويدي العنيد، ولم يتمثل الإعجاز الكروي الألماني في قدرة ألمانيا وحسمها لنتيجة المباراة في الدقيقة بل الثواني الأخيرة من المباراة وإنما حدث ذلك في ظل نقص عددي لدى رجال المدرب الألماني يواخيم لوف بعد طرد المدافع المتهور بواتينج الذي خرج بعد تلقيه الإنذار الأصفر الثاني وقتها كانت النتيجة متعادلة بهدف لكل جانب.مرة جديدة تقدم ألمانيا درساً كروياً فاخراً لعشاق المستديرة الساحرة رغم قوة وشراسة المنافس ومعنوياته العالية فهو من أزاح فريق الطاحونات من دور المجموعات التأهيلي ثم أقصى الطليان في مباراة الملحق ليجبر أعتى القوى الكروية على الغياب عن مونديال العالم مما يعني أن هذا الفريق يمتلك من المؤهلات ما يجعله قادراً على إدراج اسم ألمانيا ضمن قائمة ضحاياه الموندياليين. لكن الألمان ليسوا هولندا ولا حتى إيطاليا ولا أي فريق آخر حيث رفضوا أن يكونوا عبرة للآخرين على الأقل في هذه المباراة بانتظار ما يحدث في قادم المباريات.البداية كانت نارية من منتخب "الماكينات" وعاصفة من الهجوم والضغط في مناطق السويديين بغية تسجيل هدف يريح الأعصاب وينهي المعاناة مبكراً ويخلط أوراق الخصم وكمية فرص ضائعة للألمان تنذر بنذير شؤم في هذه الأمسية المونديالية في المقابل تماسك سويدي وصلابة دفاعية وهجمات مرتدة خاطفة أسفرت عن هدف في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول وهو ما كان يتجنبه الألمان ولكن يبدو أن الكابوس المزعج بدأ يخيم على عشاق الماكينات وأن الإقصاء حاصل لا محالة وفي الذهن فرنسا 2002 وإيطاليا 2010 وإسبانيا 2014 الأبطال الذين خرجوا من دور المجموعات في البطولة التالية.الشوط الثاني ترمي ألمانيا بكل قوتها الهجومية ويدخل جوميز بديلاً لروده فلا مجال للدفاع سوى عن الاسم والكبرياء فمشاهد المدرّجات أصبحت مزعجة ما بين الحزن والفرح ومنتخب السويد صعب من الأمور لدرجة جعلت القائم والعارضة والحظ صفراء بلون مقاتلي "الفايكينج" وأدارت جميعها وجهها للماكينات الألمانية وفي ظل الصلابة الذهنية أولاً والبدنية ثانياً تدرك ألمانيا التعادل عن طريق رويس رجل المباراة ليعود الأمل في وقت مبكر من الشوط الثاني. هذا الهدف بعث المباراة من جديد وحوّل الضغط للجانب السويدي بشكل أكبر وارتكب مقاتلي "الفايكينج" سلسلة من الأخطاء وتراجعوا مستسلمين للألمان الذين شددوا الخناق ومعتمدين على المرتدات التي كانت تتكسر أمام وسط ودفاع ألمانيا وحتى المدرّب السويدي لم يكن بمسوى الحدث وظل متفرجاً على منتخبه الذي يعاني في أرض الملعب.وفي ظل بحث ألمانيا عن هدف الفوز وازدياد الضغط النفسي والتوتر يرتكب بواتينج خطأين يكلِّفانه البطاقة الحمراء ليخرج من أرض الملعب تاركاً الحسرة والشك على وجوه عشاق منتخبه. هذا النقص لم يستغله مدرّب السويد مرة أخرى وظل مستسلماً للضغط بل قام بتبديل جر عليه الخسارة حيث أدخل دوماز الذي تسبب في الكثير من الأخطاء القريبة من منطقة الجزاء، في المقابل ظهرت الخبرة والحنكة التي يملكها يواخيم لوف وقام بتغيير انتحاري حيث أخرج الظهير الأيسر هيكتور وأدخل لاعب الجناح المهاجم برانديت ليلعب فقط بمدافعين اثنين ومن أمامهم كروس، هذا الأخير أظهر كل ما يملك من خبرة في آخر ثواني المباراة عندما حوّل الخطأ الذي ارتكبه دوماز إلى هدف لا يسجله سوى كروس معلناً نهاية معاناة ألمانيا وابتعاد شبح الخروج المبكر من دور المجموعات محققاً المقولة الشهيرة المستحيل ليس ألمانياً وألمانيا ليست هولندا أو إيطاليا.محمد العاصمي

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على