حفتر يحكم قبضته على الهلال النفطي.. ويحبط دعوات التدخل الأجنبي

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

لم يتوان قائد القوات الليبية المشير خليفة حفتر عن ممارسة دوره في دحر الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى البلد الذى مزقته الحرب منذ 7 سنوات نتيجة تناحر الفرقاء، واستطاع أن يحرر منطقة الهلال النفطي التي شهدت مؤخرا هجوما مسلحا من قبل ميليشيات ابراهيم الجضران، وتمكنت من السيطرة علي ميناءى رأس لانوف والسدرة.

وعكف الجيش الوطني على إنهاء حالة الفوضى وطرد المسلحين حتى نجح في بسط سيطرته على منطقة الهلال النفطي بعد دحر الجماعات الإرهابية، وتحرير ميناءي رأس لانوف والسدرة، بل وكبد الإرهابيين خسائر في الأرواح والعتاد.

ناجي المغربي آمر حرس جهاز المنشآت النفطية أكد أن قوات الجيش نجحت في تحرير منطقة الهلال النفطي بالكامل، ولا وجود للجماعات المسلحة، حسب ليبيا اليوم.

أما المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد المسماري، فقد أوضح أن معركة تحرير منطقة الهلال النفطي حسمت، وأن الأعمال القتالية الدائرة في المنطقة تنطوي على اشتباكات محدودة، وغارات جوية ضد من تبقى من ميليشيات الآمر السابق لجهاز حرس المنشآت النفطي إبراهيم الجضران.

اقرأ أيضًا: الجماعات المسلحة تستهدف الذهب الأسود في ليبيا.. والجيش يحارب الإرهاب 

من جانبها، قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية: إنها "تمكنت من أسر عدد كبير من المقاتلين المنتسبين لقوات الآمر السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية، إبراهيم الجضران، وحلفائه من بقايا تنظيم القاعدة في الهلال النفطي"، وفقًا لـ"الرأي اليوم".

تأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من إعلان قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر فجر الخميس انطلاق عملية عسكرية لـ"تحرير الهلال النفطي من قبضة الجماعات الإرهابية"، وأصدر أوامره بـ"الاجتياح المقدّس" لتلك المنطقة.

المتحدث باسم الجيش العميد أحمد المسماري عاود الحديث مجددا، ليؤكد أن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على الهلال النفطي بالكامل.

في الوقت ذاته، قطع رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني جولة خارجية ليعود إلى البلاد للوقوف على مجريات الأحداث في درنة والهلال النفطي عن كثب ووضع كافة إمكانيات الحكومة لصالح الجيش في حربه على الإرهاب، حسب الشرق الأوسط.

جدير بالذكر أن انتصارات الجيش الليبي واسترجاعه المواني النفطية، جاءت في وقت تصاعدت فيه حدة التنديدات الدولية بالمعارك الجارية في المنطقة.

اقرأ أيضًا: حفتر يقترب من تحرير درنة.. ويستعد للتفاوض حول العملية السياسية 

حيث استنكرت وزارة الخارجية الأمريكية الهجمات الأخيرة التي تشنها قوات تحت توجيه إبراهيم الجضران على مواني النفط في رأس لانوف والسدرة، والعنف المستمر الذي أضر البنية التحتية النفطية الحيوية في ليبيا وعطّل صادرات النفط، مطالبة المجموعات المسلحة بالانسحاب الفوري من المواني النفطية دون تأخير، وفقًا لـ"الصحيفة".

هيذر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قالت: إن "الولايات المتحدة تدين الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات تابعة لإبراهيم الجضران على المواني النفطية في رأس لانوف والسدرة، وإننا ندعو جميع الجهات المسلحة إلى وقف الأعمال العدائية والانسحاب الفوري من المنشآت النفطية قبل حدوث المزيد من الأضرار".

ويبدو أن بريطانيا أرادت الدخول على وقع الأزمة، حيث لمح سفيرها لدى ليبيا فرانك بيكر، باحتمال التدخل الدولي بعد الهجوم الأخير، بل وكشف عن اتصالات تجريها بريطانيا مع دول مجلس الأمن لمناقشة الإجراءات الممكن اتخاذها بصورة جماعية لمساعدة ليبيا بخصوص منطقة الهلال النفطي.

"بيكر" اعتبر أن ما حدث هجوم إرهابي، ومجلس الأمن يختص في معالجة جميع القضايا المتعلقة بالإرهاب، موضحا أن هناك العديد من الخيارات التي يمكن اتخاذها، حسب الإمارات اليوم.

اقرأ أيضًا: ليبيا تواصل محاربتها للإرهاب بدرنة.. وحفتر يكشف تحالف الإخوان مع داعش 

المثير هنا أن التصريحات البريطانية تزامنت مع تعقيب رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، حيث أشار الأخير إلى إمكانية الاستعانة بتدخل أجنبي في منطقة الهلال النفطي.

لكن سرعان ما قطعت انتصارات الجيش الليبي وتحريره للمواني النفطية الطريق أمام الدعوات للتدخل الأجنبي في ليبيا بحجة حماية الثروات النفطية من العصابات الإرهابية، وفقا للموقع الإماراتي.

كما سيعيد تحرير المواني النفطية الأمل في تحسن الإنتاج، خاصة أن الجيش نجح سابقًا في طرد الميليشيات من المواني الليبية وهو ما أسهم فى تصاعد الإنتاج خلال الفترة الماضية.

مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، قال: إنه "يأمل في استئناف العمليات في ميناءي رأس لانوف والسدرة بعد يومين".

اقرأ أيضًا: دعم فرنسي روسي للمشير حفتر يغير موازين المعركة في ليبيا 

وجرى إخلاء العاملين في الميناءين ووقف التصدير الخميس الماضي عندما هاجمت ميليشيات الحضران والعصابات المتحالفة معها المنطقة النفطية واحتلتهما، وتسبب ذلك في خسائر إنتاجية بلغت 450 ألف برميل يوميًا في حين تعرض صهريجان لتخزين النفط للتدمير أو لأضرار بالغة بسبب الحرائق.

محللون سياسيون قالوا: إن "الاشتباكات الجديدة في الهلال النفطي الليبي، القلب الاقتصادي لليبيا، تقوض جهود المجتمع الدولي لدفع العملية السياسية، ويمكن أن تعقد الجهود الرامية إلى سد الانقسامات العميقة"، بحسب الوكالة الفرنسية.

ولا تزال ليبيا تعيش انقسامًا سياسيًا حادًا يمنع توحيد مؤسسات الدولة، فيما يتواصل وجود الميليشيات والتنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية التي استباحت الأراضي الليبية واستنزفت ثرواتها وشكلت خطرًا كبيرًا على المواطن الليبي.

يمكن القول: إن "توحيد المؤسسة العسكرية يمكنه أن يكون الطريق الأمثل لإنهاء الصراع في ليبيا، وإبعاد التدخلات الخارجية التي تقودها مطامع ومصالح".

شارك الخبر على