هكذا نصنع السُخط بممارستنا!

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

على بن راشد المطاعنيعلى الرغم من توفر الخدمات التنموية في كل أرجاء هذه الأرض الطيبة مجانا بشكل عام، وعلى مستويات عالية توفرها الدولة لكافة المواطنين، إلا إنه وللأسف هناك من يصنع السُخط لدى المواطنين والمراجعين ويثير امتعاضهم على الجهات الحكومية من خلال ممارسات خاطئة وشخصية تتم باسم هذه الجهات غير آبهين بخطورة هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا، والتي تستهدف تسفيه الجهود المبذولة من قبل الدولة والتقليل بل والنيل منها.لاشك الخدمات الحكومية على اختلافها متوفرة وبالمجان ولكن الإجراءات المتبعة وأغلبها شخصية تكرس واقعا مغايرا لدى الرأي العام عن هذه الخدمات وتوصمها بالرديئة، فالموظف الذي يقدم الخدمة هو في الواقع صاحب الأسلوب الرديء وليست الخدمة في حد ذاتها، لذلك فهو الذي يوجد الامتعاض لدى المراجعين ويدفعهم دفعا للمجاهرة بامتعاضهم وتذمرهم ورفضهم لكل ما يقدم لهم من جليل الأعمال والخدمات سواء في الصحة أو التربية والتعليم وغيرهما من الخدمات العمومية والتي تحتاج لمراجعات دورية ومستمرة.ما يحدث في حال كهذا هو أن المراجع وقد جاء مستبشرا ما يلبث أن يخرج متذمرا ساخطا لاعنا اليوم الذي أتى به لذلك المكان، عاقدا العزم الأكيد على أنه لن يعود إليه أبدا، وبذلك نكون قد خلقنا بأيدينا ساخطا ومتذمرا، وأضحى السوء في نظره هو عنوان لكل الخدمات التي توفرها الدولة، وهنا يكمن الخطر، إذ ليس الإبداع أن نوجد موظفا يجيد عمله، ولكن الإبداع يكمن في كيفية تقديم تلك الخدمة للمراجعين مقترنة بكفاءة الموظف وأريحيته وبشاشته وحسن خلقه وعدم ترفعه على الناس خصوصا البسطاء منهم والذين ليست لديهم القدرة الكافية على التعبير الدقيق عما يرغبون فيه وعما أتوا من أجله، هنا تبرز كفاءة الموظف الحقيقية، فإن أفلح فإنه يكون قد أوجد صديقا للحكومة لا ساخطا عليها وعلى خدماتها، إذن العبرة تكتنز هنا، وهنا تتضح أهمية إعداد الموظفين المناط بهم التعامل المباشر مع المراجعين، إشارة إلى أن هناك من لا يملكون تلك الخاصية، هؤلاء يتعين وضعهم في المكاتب الداخلية وبعيدا عن التعامل المباشر مع المراجعين، أما الموهوبون أصحاب البشاشة والبسمة الأنيقة واللفظ الرصين ثم الكفاءة فهم وحدهم الذين يستحقون نيل شرف التعامل المباشر مع المراجعين.بالطبع هناك من العاملين من يقدم خدماته عن طيب خاطر ويعي تماما أن العمل هو أيضا عبادة، ويعمد لبذل أقصى جهده لنيل استحسان المراجعين، هذه النماذج الطيبة موجودة ولا ننكر فضلها بالطبع، غير أن هناك كُثرا هم بحاجة إلى إعادة صياغة أو الدفع بهم للمكاتب الداخلية كما أشرنا.نأمل أن نقدم خدمات الدولة بطيب خاطر وبتواضع وأدب جم، وعدم السماح لنزعة التعالي إن وجدت أن تتقدمنا في مصافحة المراجعين والترحيب بهم، ولنعلم بأننا وإن فشلنا في هذا المضمار فذلك يعني أننا قد صنعنا متذمرين وساخطين بدون وجه حق.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على