بإعادة رفات الجنود الأمريكيين.. كوريا الشمالية تبدأ تنفيذ تعهدات قمة سنغافورة

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أمس الأربعاء، أن كوريا الشمالية لم تتخذ بعد أي خطوات تجاه تفكيك أسلحتها النووية.

تصريحات ماتيس، جاءت خلال لقاء مع الصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وسط شكوك مستمرة حول ما تعهدت كوريا الشمالية بالتخلي عنه.

وذلك بعد التصريحات الغامضة التي تعهدت خلالها بيونج يانج في قمة سنغافورة التي عقدت الأسبوع الماضي، بنزع السلاح النووي دون توضيح الخطوات أو الجدول الزمني.

وصرح ماتيس، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "يونهاب" أنه "من الواضح أن هذه هي البداية فقط، ولم تبدأ المفاوضات التفصيلية بعد"، مضيفًا: "لا أتوقع حدوث ذلك في هذه المرحلة".

وذكرت صحيفة "التيليجراف" البريطانية، أن الولايات المتحدة، التي تعهدت بـ"تقديم ضمانات أمنية" لكوريا الشمالية في سنغافورة، أعلنت هذا الأسبوع أنها ألغت خطط التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية والعديد من الحلفاء في المنطقة.

اقرأ المزيد: بومبيو: رفع العقوبات عن كوريا الشمالية بعد نزع سلاحها النووي

حيث قالت دانا وايت كبير المتحدثين باسم "البنتاجون" إنه "بالتوافق مع التزام الرئيس ترامب وبالتنسيق مع حليفنا في كوريا الجنوبية، علق الجيش الأمريكي كل المخططات للمناورات الدفاعية المقررة في أغسطس المقبل"، وأضافت: "ما زلنا ننسق الإجراءات الإضافية، ولم تتخذ أي قرارات بشأن المناورات التالية".

وانتقد البعض الخطوة التي تعتبر تنازلًا كبيرًا لبيونج يانج، دون الحصول على شيء يذكر في المقابل، غير أن آخرين أكدوا ضرورة وقف المناورات للسماح باستمرار المفاوضات بحسن نية.

ويبدو أن كوريا الشمالية سعت للرد على هذه الاتهامات، وتقديم شيء في المقابل، حيث أشارت تقارير إلى أن بيونج يانج في طريقها إلى الوفاء بالتزام تعهدت به خلال القمة، وهو إعادة رفات الأسرى الأمريكيين والمفقودين في أحداث ما بعد الحرب الكورية.

حيث قال ترامب يوم الأربعاء، إن رفات 200 جندي أمريكي قد تمت إعادتها بالفعل، على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي لادعائه من السلطات العسكرية.

وصرح ترامب لمؤيديه في تجمع حاشد في مدينة "دولوث" بولاية مينيسوتا: "لقد استعدنا أبطالنا الذين سقطوا، وأرسلت رفاتهم إلى الوطن اليوم، وتم إرسال 200 منهم".

اقرأ المزيد: هل أصبحت كوريا الشمالية أقل خطورة بعد قمة سنغافورة؟

وكان مسئولون أمريكيون، كشفوا يوم الثلاثاء عن تسليم "عدد كبير" من الرفات إلى قيادة الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية، قبل نقلهم إلى قاعدة "هيكام" الجوية في هاواي.

ويذكر أن أكثر من 36 ألف جندي أمريكي لقوا حتفهم في الحرب الكورية، من ضمنهم نحو 7 آلاف و700 جندي لا يزالون مجهولي المصير، فيما أصيب نحو 103 آلاف و284 جنديا.

ومن كوريا الشمالية، لقى نحو 406 ألف جندي مصرعه، في الحرب التي استمرت في الفترة من 1950 حتى 1953، وأصيب مليون و500 ألف آخرون.

وكان وزير الدفاع الأمريكي، قد صرح خلال مؤتمره الصحفي أنه سيزور العاصمة الكورية الجنوبية سيول، والعاصمة الصينية بكين، الأسبوع المقبل، "لوضع الخطوط العريضة للمفاوضات"، ومن المتوقع أن يعقد محادثات مع سونج يونج مو وزير الدفاع الكوري الجنوبي.

وقبل مغادرته، من المقرر أن يناقش ماتيس عددا من التفاصيل مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وجون بولتون مستشار الأمن القومي.

اقرأ المزيد: لماذا يواصل ترامب مدح زعيم كوريا الشمالية؟

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" يوم الأربعاء، قال بولتون إن كوريا الشمالية تواجه "خيارًا حاسمًا ومثيرًا" بشأن التخلي عن برنامجها النووي والصواريخ البالستية.

وصرح: "أعتقد أن الخطوة الأولى هنا يجب أن تقوم بها كوريا الشمالية"، وأضاف: "لقد قالوا إنهم يريدون نزع السلاح النووي الكامل، والآن سيتعين علينا التحدث عن كيفية تحقيق ذلك، وأعتقد أنكم سترون أن المشاركة الدبلوماسية ستجري بسرعة كبيرة".

غير أن مسؤولين أمريكيين أكدوا وجود بعض التحركات من جانب بيونج يانج، حيث ذكرت شبكة "سي بي إس" أن كوريا الشمالية بدأت في تدمير موقع اختبار تعهدت بإغلاقه خلال قمة سنغافورة، وهو الموقع الموجود في مقاطعة "تشولسان"، بإقليم شمال "بيونجان"، ويعرف بكونه "منصة إطلاق القمر الصناعي سوهي".

وأشار ترامب إلى تعهدات كوريا الشمالية بتدمير الموقع، في تصريحاته التي أعقبت القمة التاريخية في الثاني عشر من يونيو الجاري، على الرغم من أنه لم يذكرها على وجه التحديد، ولم يحدد جدولا زمنيا واضحا لإغلاقها.

ويعتقد الخبراء أن الموقع، وهو واحد من أكبر المواقع في البلاد، تم استخدامه لتطوير الصاروخ الباليستي "هواسونج - 15" العابر للقارات، والذي يُقال إنه قادر على الوصول إلى الأراضي الأمريكية.

شارك الخبر على