ماذا يعني قرار ترامب بإلغاء «سياسة الفصل الأسري» للمهاجرين غير الشرعيين؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعديد من الانتقادات المحلية والدولية، بعد قراره بفصل أبناء المهاجرين غير الشرعيين عن عائلاتهم، واحتجازهم في أماكن أشبه بالأقفاص.

إلا أن ترامب وقَّع أمرا تنفيذيا أمس الأربعاء، أكد البيت الأبيض أنه ينهي ممارسة فصل الأطفال عن الآباء الذين يعبرون الحدود الأمريكية المكسيكية بشكل غير قانوني، وقال "سنبقي العائلات معًا".

ولكن في أعقاب توقيع الأمر، الذي تمت صياغته وتوقيعه ونشره في غضون ساعات قليلة يوم الأربعاء، طرحت أسئلة حول التأثير العملي للنظام بالفعل.

مجلة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، أعدت تقريرًا حول تأثير القرار وما تغير بعد توقيعه:

بالنسبة للعائلات المهاجرة الجديدة

قال عدد من المحامين إنهم ليس لديهم أدنى فكرة عما سيعنيه أمر الرئيس بالنسبة لآلاف الأشخاص المتهمين بجرائم الهجرة البسيطة، وهو السبب القانوني الذي تبنته الإدارة الأمريكية، لفصل هؤلاء المهاجرين عن أطفالهم.

حيث صرحت مارجوري مايرز، المحامية الفيدرالية في جنوب تكساس، إن مكتبها لم يتلق أي معلومات حول الكيفية التي سينفذ بها الأمر.

وأضافت أنه إذا كان هذا يعني أن الحكومة ترغب في احتجاز الأشخاص في مراكز احتجاز المهاجرين بدلًا من احتجازهم جنائيًا في الوقت الذي يتم فيه تعليق التهم، فإن ذلك يعني أن الحكومة لن تضطر إلى احتجازهم بشكل منفصل عن أطفالهم، ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كان ذلك قد يحدث أم لا، أو كيف سيتم.

اقرأ المزيد: ترامب: القادمون من الشرق الأوسط سبب الجرائم في أمريكا

وأكدت أنه في الوقت الراهن "الناس يفعلون ما كانوا يفعلون، غدا سنكتشف الأمر".

بالنسبة للعائلات التي انفصلت بالفعل عن أطفالها

قدم المسؤولون الفيدراليون تصورات مختلفة يوم الأربعاء، عن مصير الأطفال الذين انفصلوا عن أسرهم بالفعل، حيث قال كينيث وولف المتحدث باسم إدارة شؤون الأطفال والعائلات، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "لن يكون هناك إعفاء للحالات القائمة".

لكن في وقت لاحق، قال بريان ماريوت كبير المتحدثين باسم إدارة شؤون الأطفال والعائلات في الحكومة الأمريكية، إن وولف "مخطئ" وإنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.

وأضاف ماريوت: "ما زال الوقت مبكرا جدا، ونحن ننتظر المزيد من التوجيهات بشأن هذه المسألة"، مؤكدًا: "لم شمل الأسر كان الهدف النهائي".

بالنسبة للقواعد العسكرية

يتطلب الأمر التنفيذي لترامب قيام وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بإنشاء قواعد عسكرية بالقرب من الحدود لاحتجاز العائلات المهاجرة.

لكن وزير الدفاع جيمس ماتيس، تهرب من الأسئلة التي تدور حول القواعد التي قد تكون متاحة، وكيف ستدار عملية الاعتقالات، قائلا إنه ينتظر طلب وزارة الأمن الداخلي.

اقرأ المزيد: ترامب: الجيش يمول «جدار المكسيك».. وخبراء: خطة فاشلة

وقال: "سنرى ماذا سيحدث لاحقًا، نحن نقدم الدعم لوزارة الأمن الداخلي، وهذا هو دورهم الآن وسنقوم بالرد إذا طلب منا ذلك"، مضيفًا: "لقد قمنا بإيواء اللاجئين، وإيواء الناس الذين فروا من منازلهم بسبب الزلازل والأعاصير، ونحن نفعل كل ما هو في مصلحة البلاد".

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه يمكن أن تكون القاعدتان العسكريتان في جنوب تكساس، وتقعان على بُعد أقل من ساعة من بعضهما البعض، من بين المواقع المحتملة استنادا إلى قربهما من الحدود والقدرة على إيواء الناس.

وقالت فيفي كيشنيك المتحدثة باسم قاعدة "كوربوس كريستي" الجوية البحرية، إن المسؤولين عن القاعدة لم يتلقوا أي توجيهات حول ما إذا كانت المنشأة يمكن أن تستخدم لإيواء الأسر المهاجرة.

وصرح كيفين كلارك المتحدث باسم قاعدة "كينجسفيل" الجوية البحرية، أنه لا توجد خطط لجلب عائلات مهاجرة إلى القاعدة.

وقالت "يو إس إيه توداي" إن قاعدة "دييس" الجوية، التي تقع بالقرب من مدينة أبيلين في تكساس، وقاعدة "فورت بليس"، بالقرب من مدينة "إل باسو" في تكساس؛ وقاعدة "جودفلاي" الجوية في سان أنجيلو بتكساس، وقاعدة "ليتل روك" الجوية في أركنساس، قد تكون مواقع محتملة لاستضافة الأسر المهاجرة.

بالنسبة للكونجرس الأمريكي

على الرغم من الأمر التنفيذي الأخير، استمرت إدارة ترامب في دفع الكونجرس للتوصل إلى إصلاح تشريعي طويل الأمد لقضايا الحدود.

اقرأ المزيد: بعد وصولهم إلى الحدود الأمريكية.. ما الذي يدفع المهاجرين للفرار من بلدانهم؟

حيث قالت كريستين نيلسن وزيرة الأمن الوطني، يوم الأربعاء بعد اجتماعات في الكابيتول هيل، إنه "على الكونجرس أن يتوصل إلى تشريعات".

ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب يوم الخميس على اقتراحين مختلفين لإجراء مراجعة شاملة لنظام الهجرة، أحدهما اقتراح متشدد يفضله المحافظون، والذي من شأنه أن يحول سياسة فصل الأسرة إلى قانون، والآخر مشروع قانون مرن قدمه رئيس مجلس النواب بول رايان، ومن شأنه أن يسعى لإنهاء عمليات الفصل، ويبدو أن المشروعين لا يملكان الأصوات اللازمة لتمريرهما.

من جانبه، يدرس مجلس الشيوخ مقترحات أضيق للتعامل مع فصل العائلات كمسألة قائمة بذاتها، حيث قال السيناتور تيد كروز، الداعم لأحد الإجراءات التي من شأنها مضاعفة عدد قضاة الهجرة الفيدراليين، وإنشاء الملاجئ المؤقتة للعائلات المهاجرة إن "هذا هو الموضوع الذي يجب أن يهتم به الكونجرس".

بالنسبة للمكسيك وأمريكا الوسطى

أدان العديد من السياسيين ووسائل الإعلام في المكسيك ودول وسط وجنوب أمريكا سياسة الفصل الأسري، حيث قالت صحيفة "لا برينسا" الهندوراسية، إن "فصل العائلات أمر قاس وغير إنساني".

وفي المكسيك، شبهت صحيفة "إل يونيفرسال" معاملة الأطفال المهاجرين بالإرهابيين، قائلة إن "الولايات المتحدة تعامل الأطفال المهاجرين كجنود طالبان".

ومع ذلك، لا تزال القضية لا تنال اهتمام وسائل الإعلام في المكسيك، كما حدث في الولايات المتحدة، حيث طغت أخبار فوز المنتخب الوطني لكرة القدم على ألمانيا بطل العالم، في بطولة كأس العالم في روسيا.

شارك الخبر على