وسط ضغوط دولية.. هل تنجح وساطة إثيوبيا في جنوب السودان؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

لطالما عانى جنوب السوداني من صراعات قبلية وحروب أهلية أنهت حياة الآلاف من الأبرياء، دون التوصل إلى أي حلول، واليوم، تقوم إثيوبيا بلعب دور الوسيط بين القيادات المتحاربة من أجل إنهاء الصراع وإحلال السلام.

اليوم، عقد الرئيس جنوب السودان سلفا كبير وخصمه زعيم المتمردين رياك مشار في أديس أبابا، أول لقاء بينهما منذ عامين، لمحاولة إعادة السلام إلى بلدهما الذي تدمره حرب أهلية منذ 2013.

ووسط ضغوط دولية، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي أحمد أبيي الذي يرأس المنظمة الإقليمية الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) كير ومشار إلى أديس أبابا، لتقليص خلافاتهما في جنوب السودان وتخفيف حمل الموت والتهجير عن السكان، وفقًا لـ"السودان تريبيون".

كان الرئيس السوداني عمر البشير عرض استضافة هذا الاجتماع، لكن "مشار" رفض هذا الاحتمال بينما طلبت حكومة جنوب السودان أن يعقد اللقاء خارج المنطقة، وقالت: إنها "تفضل جنوب إفريقيا".

اقرأ أيضًا: جنوب السودان تقترب من مجاعة.. وأمريكا تواصل فرض عقوبات 

ويمارس المجتمع الدولي، في مقدمته الولايات المتحدة ضغوطًا منذ أشهر طويلة في محاولة لإعادة تفعيل اتفاق السلام المبرم في أغسطس 2015، وانتهك عدة مرات.

السؤال الأهم هنا.. هل تنجح إثيوبيا في إعادة التلاحم بين أبناء الجنوب وإرساء السلام؟

مدير السلام والأمن التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية تولدي جبر مسقل، قال: إن"اثيوبيا بعد اندلاع الحرب الأهلية في عام 2013، لعبت دورا رائدا في جلب الأطراف المتحاربة إلى الحوار ودفعها إلى حل الأزمات سلميًا".

فإثيوبيا تمارس ضغوطًا كبيرة على الفصائل المتصارعة لتوقيع اتفاق لوقف الأعمال القتالية وحل الصراع، بحسب صحيفة الإثيوبيان هيرالد.

السفير تولدي أكد أن إثيوبيا حاليا من بين الجهات الفاعلة الرئيسية في جهود الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية لإنعاش محادثات السلام في جنوب السودان بهدف إنهاء الأعمال العدائية ودعم تشكيل حكومة انتقالية من شأنها أن تمنح الأحزاب المتصارعة في جنوب السودان تمثيلا عادلا.

اقرأ أيضًا: جنوب السودان على حافة الهاوية.. فوضى اقتصادية ومجاعة مرتقبة 

يمكن الإشارة، إلى أن بداية إثيوبيا في حفظ السلام بالجنوب، ليست وليدة اللحظة، خاصة أن هنا أكثر من 4771 فردا تحت مظلة قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي بدولة الجنوب، وهو دليل واضح على التزامها بسلام جنوب السودان.

خبراء يرون أن إثيوبيا لعبت دورا بارزا في وأد الصراع بالجنوب، ويمكنها أن تنهي اليوم الأزمات بين سلفا كير ومشار، وفقا لـ"فرانس برس".

فبعد وصول رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، أطوى البلدان صفحة "قطيعة صامتة" ظلت تغيم سماء الدولتين، خاصة أن إثيوبيا له دور فى إنهاء الصراع المحتدم والمتفجر في الجنوب بين الرئيس سلفاكير، ونائبه المُقال رياك مشار منذ أكثر من عامين.

ويرى مراقبون، أن هناك محورين يدور بينهما "صراع خفي" يضم أحدهما إريتريا وجنوب السودان وأوغندا، فيما يضم المحور الآخر، إثيوبيا والسودان وجيبوتي والصومال، تلعب فيه مسألة تنافس المحورين.

اقرأ أيضًا: لماذا تقدم إسرائيل مساعدات إلى جنوب السودان؟ 

الدكتور جيتاشو، أكد أنه إذا لم تسعى إثيوبيا والدول الأعضاء في "إيجاد" إلى حل سريع للصراع الحالي في جنوب السودان، فإن ذلك سيضعف حكومة جنوب السودان ويجعل البلاد ملاذا آمنا للجماعات المتطرفة التى تريد زعزعة استقرار المنطقة كلها، وفقًا لـ"رويترز".

ويعتقد المحللون السياسيون أن تعاون إثيوبيا مع مختلف أصحاب المصلحة في عملية السلام في جنوب السودان أمر حاسم لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وللتأثير على الأطراف المتحاربة لاحترام الاتفاقات الموقعة.

واندلعت المعارك بين قوات موالية لسلفا كير ومشار في ديسمبر 2013 أي بعد عامين فحسب من استقلال البلاد عن السودان، ومشار رهن الإقامة الجبرية في المنزل بجنوب إفريقيا منذ أواخر 2016.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على