أعمال عرضها تحت إيقاف التنفيذ.. هل الرقيب يكيل بمكيالين؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

بين خطر تنامي الرقابة على المصنفات الفنية والوصول إلى مرحلة وجود وصاية على الفن، وهواجس التجربة التي لا تكتمل، وتأثير هذا كله على مستقبل صناعة السينما والدراما المصرية، ما زالت تواجه عدة أعمال مماطلات من الرقيب لحين البت في أمر عرضها في مصر لأسباب مختلفة تصُب كلها تحت مسمى واحد، وهو مصلحة الأمن القومي، والتي تُعد حجة ذهبية للرقابة في أن تمنع عملا كاملا من العرض، وترفض خروجه إلى النور، لينتهي المطاف بالعمل في أدراج مكاتب شركات الإنتاج، ويتباكى القائمون عليها وينددون بضبابية موقفها.

آخر أيام المدينة

رغم مشاركة فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد، في أكثر من 120 مهرجانًا حول العالم منذ عرضه الأول في "برليناله"، لا يزال ينتظر أن تُدلي الرقابة بالأسباب الحقيقية التي جعلت الفيلم ممنوعا من العرض بقرار غير مُعلن.

الفيلم يرصد الحراك السياسي في الشارع المصري قبل ثورة يناير المتمثل في حركة كفاية و6 أبريل، وغيرها.

تامر السعيد مخرج الفيلم يتحدث عن الأمر في تصريحات له مؤخرًا، ويقول: "تطلب إنجاز الفيلم عشر سنين، وهذا مجهود رهيب، وفي عام 2016، كان الفيلم على موعد مع العرض في مهرجان القاهرة، إلى أن أُبلغت بأنه خارج المهرجان، وقامت حملة وقّعها عدد كبير من السينمائيين، مثل داوود عبد السيد ويسري نصر الله ومجدي أحمد علي وعلي بدرخان وغيرهم، يطالبون بإعادة الفيلم، لكن لا حياة لمن تنادي، وفي يناير 2017 شاهدت الرقابة الفيلم وطلبت مني حذف جملة واحدة من شريط الصوت وهي جزء من مشهد لمظاهرة في 2010، وقبّلنا القرار وعندما طلبتُ منهم إجازة العرض بدأوا يماطلون، ومنذ فترة قصيرة، تواصلنا معهم للمطالبة بورقة تؤكد منع الفيلم، وهو ما لم يحدث أيضًا، فرفعت دعوى قضائية أمام القضاء الإداري، ومن حينها يتم تأجيلها من جلسة إلى أخرى".

18 يوم

قبل 7 سنوات كان ظهور فيلم "18 يوم" مُثيرًا للجدل، كونه يضم عددًا من أبرز صناع السينما بمصر، فضلًا عن الاحتفاء به في عدد من المهرجانات الدولية من بينهم "كان" السينمائي بفرنسا، ثم توقف الحديث عنه فجأة دون عرضه بالقاهرة، قبل أن تسرب نُسخة من الفيلم عبر الإنترنت على يد مجهولين منتصف العام 2017، وقد أحدث ظهوره حالة من الجدل مجددًا بين سعادة لخروج العمل للنور أخيرًا، وآخرون تساءلوا عن مصيره مستقبليًا بإمكانية عرضه في دور السينما من عدمه، وهو الأمر الذي لم يُكشف بعد، وإن كان الأقرب أنه لن يُعرض.

فيلم "18 يوم"، يضم 10 أفلام قصيرة، تدور أحداثها جميعًا حول ثورة 25 يناير، التي نجحت في الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وشارك في بطولته العديد من الفنانين، أبرزهم أحمد حلمي، منى زكي، أحمد الفيشاوي، حسن الرداد، ناهد السباعي، عمرو واكد، هند صبري، وغيرهم، وأخرجه مخرجون بارزون، وهم يسري نصر الله، شريف عرفة، كاملة أبو ذكري، محمد علي، مروان حامد، خالد مرعي، شريف بندراوي، ومريم أبو عوف، ومن إنتاج "لايت هاوس".

أهل إسكندرية

للعام الرابع على التولي، تستمر أزمة مسلسل "أهل إسكندرية" للفنانين هشام سليم وعمرو واكد وبسمة، وتأليف بلال فضل وإخراج خيري بشارة، ولا تزال الأسباب مبهمة حول عدم عرضه، فالبعض يقول إنه بسبب غياب التسويق الجيد لبيعه، وآخرون يروّن أن السبب هو تشويهه صورة الضباط المصريين، وفئة أخرى ترى أنه يخدم مصالح جماعة الإخوان، وآخرون يرددون أنه بسبب موقف عدد كبير من صناعه من ثورة 30 يونيو منهم عمرو واكد وبسمة زوجة أستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي، ومؤلفه بلال فضل، فيما أكد البعض أن المنع من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي نفسها، وهي الجهة المنتجة للمسلسل.

تدور قصة مسلسل "أهل إسكندرية" حول أحداث ما قبل ثورة 25 يناير، بحيث يُلقي الضوء على فساد الشرطة والاستخبارات المصرية في نهاية عام 2010، بالإضافة إلى تسليطه الضوء على رموز فاسدة كثيرة في مجال الإعلام المصري و قطاع الاقتصاد، وعلاقتها بالحكومة المصرية والنظام الحاكم، وكان من المقرر عرضه في رمضان عام 2014 على قناتي "المحور والحياة"، قبل أن يتأجل عرضه للعام المقبل لأسباب غير معلومة.

الأعمال الثلاثة ليس معلومًا إذا ما كان الرقيب سيسمح بعرضها قريبًا أم لا، والأقرب إنه لا، في حين أن هناك من يقول إن الرقيب يكيل بمكيالين، مستدلًا على ذلك بما حدث مؤخرًا مع فيلم "كارما"، للمخرج خالد يوسف، والذي سُحب ترخيصه بعد أن تم منحه إياه، وذلك قبل أن تُعلن لجنة السينما بوزارة الثقافة استقالتها الجماعية اعتراضًا على ما حدث، ليتراجع الرقيب ويسمح بعرض الفيلم في موسم أفلام عيد الفطر الجاري.

شارك الخبر على