بعد قصف الميليشيات العراقية في سوريا.. إسرائيل تقضي على خطط «ممر إيران»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

في وقت سابق من الأسبوع الجاري، قالت وسائل إعلام حكومية سورية، إن طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، قصفت مواقع للنظام السوري بالقرب من الحدود العراقية، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.

إلا أن مسؤول أميركي أكد لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، يوم الإثنين، إن إسرائيل، وليس الولايات المتحدة، هي المسؤولة عن هذه الهجمات.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن هذه الهجمات تشير إلى أنه يجب على طهران إعادة تعديل سياستها في سوريا بعد الهجوم الذي استهدف أعضاء في كتائب حزب الله الشيعي المدعوم من إيران.

وأضافت أن هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يستهدف الميليشيات العراقية الموجودة في سوريا لمساعدة نظام الأسد منذ العام الماضي، سعى إلى قطع الطريق الإيراني إلى البحر بضرب منطقة استراتيجية بالقرب من بلدة البوكمال الحدودية.

وتأتي هذه الهجمات على خلفية محاولات إيران الحثيثة لبناء شبكة من القوات الحليفة لها، تمتد من العراق عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان.

اقرأ المزيد: بوليتيكو: احذروا "داعش الجديد" وممر إيران نحو الشرق

ففي عام 2016، حذرت المصادر الموالية للغرب في العراق من خطط إيران لبناء مثل هذه الشبكة، حيث أفادت صحيفة "العرب الجديدة"، في تقرير لها في ديسمبر الماضي، عن انتقال قوافل من السيارات التي لا تحمل لوحات معدنية، إلى سوريا من العراق عبر نقاط التفتيش التي تديرها قوات الحشد الشعبي الشيعية.

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن هذه الميليشيات تلعب دورًا معقدًا في الصراع في المنطقة، حيث تشكل واحدة من خليط من المجموعات المماثلة التي جندتها قوات الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وقدمت لها الدعم والتدريب في جميع أنحاء المنطقة.

وساعدت إيران أيضا في تدريب مقاتلي الحركة في سوريا، جنبا إلى جنب مع قوات حزب الله في لبنان، حيث قال داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، في أبريل الماضي، إن إيران دربت 80 ألف من عناصر المليشيات في سوريا.

وأفادت تقارير أن قوات الحشد الشعبي تضم حوالي 100 ألف عنصر عراقي، والتي تضم مجموعات مثل لواء بدر وكتائب حزب الله.

كما يعد أبو مهدي المهندس زعيم كتائب حزب الله، حليف وثيق لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وفي عام 2017 تفاخر بأن وحداته في العراق كانت تعمل مع حزب الله اللبناني.

اقرأ المزيد: تيلرسون يصل بغداد في زيارة مفاجئة.. والعبادي يدافع عن «الحشد الشعبي»

ومنذ عام 2017، تم دمج وحدات مثل كتائب حزب الله، تحت مظلة ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، وعندما حث وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ريكس تيلرسون الميليشيات على "العودة إلى ثكناتها" بعد انتهاء الحرب مع داعش، أشاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالميليشيات قائلًا إنها "أمل العراق والمنطقة".

وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أنه بدلًا من العودة إلى ثكناتها، شكلت الميليشيات حزبًا سياسيًا خاصًا بها، أطلق عليه ائتلاف "فتح"، بقيادة هادي العامري قائد لواء بدر، وجاء تحالف "فتح" في المركز الثاني في انتخابات العراق، وشارك مع مقتدى الصدر في محاولته لتشكيل حكومة ائتلافية.

كما دعت كتائب حزب الله، إلى خروج الولايات المتحدة من العراق، وهو ما يمكن أن يكون بمثابة تذكير بأن المجموعة قاتلت ضد القوات الأمريكية بعد غزو العراق في 2003، وتم اعتبارها منظمة إرهابية في عام 2009.

حتى الغارة الجوية التي وقعت في 18 يونيو الجاري، كان اللواء 45 التابع لكتائب حزب الله يقوم بمهام في العراق وسوريا، ويبدو أنه كان يقوم بعمليات مضادة لداعش بالقرب من الحدود.

وبعد الضربة الجوية، سعت قيادة العمليات المشتركة التابعة للحكومة العراقية إلى النأي بنفسها عن هذه الوحدات التي عبرت الحدود، قائلة إن هؤلاء الأعضاء الذين عبروا ليسوا وحدات "عادية"، بحسب قناة السومرية.

اقرأ المزيد: دمج «الحشد الشعبي».. تقوية للجيش العراقي أم مصلحة لـ«العبادي»؟

وتدرك العراق، وهو حليف للولايات المتحدة وشريك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، أن وجود ميليشياته أصبح الآن أكثر إثارة للجدل، خاصة بعد خطاب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مايو الماضي، الذي انتقد دور إيران الشنيع في العراق.

وقال بومبيو إن "إيران رعت ميليشيات شيعية وإرهابيين في العراق، للتسلل إلى قوات الأمن العراقية وتقويضها"، مضيفًا أن كتائب حزب الله رفعت أعلامها على دبابات "أبرامز" الأمريكية.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه أجرى محادثات هاتفية مع بومبيو في نهاية الأسبوع، وفي 17 يونيو، غرد نتنياهو باللغة العربية قائلًا إنه "يجب على إيران الانسحاب من كل الأراضي السورية، وسنعمل، ضد المحاولات الإيرانية والمحاولات التي يقوم بها وكلاء إيران للتموضع عسكريا قرب الحدود الإسرائيلية".

وأكدت الصحيفة العبرية إلى أن إلى تقرير "سي إن إن" بأن إسرائيل نفذت الضربة الجوية، بالإضافة لوضع إيران وحلفائها في العراق الحرج، تشير إلى أن الممر الذي تسعى إيران إلى إنشاءه نحو البحر ربما أصبح مغلقًا الآن.

شارك الخبر على