أحمد مكي.. مخرج قادته الصدفة لـ«هيثم دبور» وتحول إلى «الكبير أوي»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

أحمد مكي.. ممثل ينتمي لفئة الكوميديا الهادفة بلا تكلفة، والناقدة بلا إسفاف، والقادرة على سرق الضحكات من المشاهدين قسرًا وبلا استئذان، ومغني الراب الذي يعبأ دائمًا بأصالته وقيم المجتمع وما يُقدمه من رسائل، والمخرج والمؤلف والمنتج ذو الأصول الجزائرية الذي استطاع أن يكون مصريًا بامتياز، صاحب المواهب الفنية المتعددة التي مكنّته منذ تصعيده بطلًا قبل 10 أعوام أن يكوّن جماهيرية كبيرة، وأن يكون أحد أكثر الفنانين قربًا من قلوب المشاهدين.

أحمد مكي من مواليد 19 يونيو 1978، ولد في وهران بغرب الجزائر لأب جزائري وأم مصرية، ثم انتقل إلى مصر مع والدته وترعرع في بدايات حياته في حي الطالبية، ويحمل الجنسيتين الجزائرية والمصرية، كان لاعب ملاكمة وسافر إلى الإمارات بعقد احتراف من أجل الالتحاق بمشروع "صناعة البطل"، وهناك تقدم أحد أصدقائه لورشة تمثيل وأراد أن يرافقه، فأقنعه وقدّم معه، فقبلوه ورفضوا صاحبه، فدّرس التمثيل لمدة 9 أشهر والحركة وكيفية تجسيد الشخصية وصنع تاريخ لها ولغة الجسد لمدة 9 أشهر، وعقب ذلك عاد إلى مصر ليلتحق بمعهد السينما قسم إخراج.

وفي العام الثالث بالمعهد أخرج فيلم "ياباني أصلي"، وحصل على عدة جوائز، وفي العام الرابع أخرج فيلم "الحاسة السابعة"، وبعد تخرجه أراد المنتجون إعادة صناعة الأخير ليكون فيلمًا طويلًا، ورُشح لبطولته أحمد حلمي، ولكن لم يحدث اتفاق، وتم ترشيح أحمد الفيشاوي وشقيقته إيناس مكي ورانيا الكردي التي اختفت عن الساحة منذ عام 2005، وبعد ذلك كان يستعد لإخراج مسلسل "تامر وشوقية"، وقبل عشرة أيام من بدء تصوير أولى الحلقات، اعتذر الممثل الذي كان سيُجسد شخصية "هيثم"، وحاول إيجاد البديل ولكن لم يفلح، فجعل المساعد يقوم بإخراج المسلسل من أجل حل المشكلة، وقرر هو أن يُقدّمها كإنقاذ موقف، وكانت إرادة القدر لتكون تلك الشخصية هي سبب شهرته.

سرعان ما انطلق نجمه كممثل كوميدي بعد النجاح الباهر الذي حققته شخصية "هيثم دبور" بعد أن قدّمها مع الفنان عادل إمام ضمن أحداث فيلم "مرجان أحمد مرجان" عام 2007، ومن ثم كانت بطولته الأولى المطلقة من خلال فيلم منفرد حمل اسم "H دبووور" عام 2008، من فكرته وسيناريو وحوار أحمد فهمي، وقدّم نفس الشخصية للشاب المدلل ابن أحد المليونيرات ذي الشعر "المنكوش" الشهير، الذي لا يستطيع الاعتماد على نفسه ويتكلم بلغة الشباب الممزوجة بالإنجليزية ومشهور ببعض المصطلحات أشهرها "Cool" و"Beautiful" وغيرها، وواصل نجاحه كممثل كوميدي من خلال أفلام "طير إنت" عام 2009، من تأليف عمر طاهر بمشاركته في كتابة السيناريو، و"لا تراجع ولا استسلام" عام 2010، من فكرته وتأليف شريف نجيب، والعملان كان إلى جانبه دنيا سمير غانم، والأفلام الثلاثة من إخراج أحمد الجندي.

ومن النجاح السينمائي الكبير إلى التليفزيون من خلال بطولته الأولى بمسلسل "الكبير أوي" عام 2010، والذي رُسمت شخصياته الثلاث الرئيسية "الكبير - جوني - حزلئوم" بطريقة حرفية من الناحية الدرامية، وتُرك لعامل التبلور أن يفعل فعله الإيجابي فيها موسمًا تلوَ الآخر حتى قُدّم من العمل خمسة أجزاء آخرها عام 2015، وشارك هو في كتابة الأجزاء الثلاثة الأولى منها، وأخرج الجزء الأول إسلام خيري، والثالث تامر حمزة، والأجزاء الثاني والرابع والخامس أحمد الجندي، وحقق العمل ناجحًا كبيرًا وأدى إلى صعود نجوم كانوا مغمورين إلى نجوم معروفين، أمثال محمد سلام "هجرس"، وهشام إسماعيل "فزاع"، وبيومي فؤاد "الدكتور ربيع"، ومحمد فتحي "بعزق"، وغيرهم، وبالتوازي مع ذلك، قدّم مكي أيضًا في عام 2011 فيلمه السينمائي الرابع "سيما علي بابا" مع إيمي سمير غانم، من فكرته وتأليف شريف نجيب وإخراج أحمد الجندي، وقدّم خلاله 3 شخصيات، وهي "حزلئوم - حبش - برابر"، وفي عام 2013 فيلمه "سمير أبو النيل" مع نيكول سابا، من تأيف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة.

منذ الجزء الأخير من "الكبير" واختفى أحمد مكي عن الساحة، وترك فراغًا نفسيًا وعاطفيًا في وجدان المشاهد على نحوٍ لا يقل كثيرًا عن الفراغ الغنائي على طريقته، حتى عاد في عام 2017 من خلال صفحة جديدة له عبر "فيسبوك"، ليكشف عن أنه ظل مريضًا لعام كامل، بعدما أصيب بفيروس في الكبد والطحال، وهو ما كان يمنعه من شرب الماء بسبب تأثر الطحال، حتى إنه ظل في غيبوبة لشهرين كاملين، بعدما تسبب الكبد في إصابته بالخمول، حيث كان ينام لـ20 ساعة في اليوم الواحد، وتسبب المرض في فقدانه لما يقرب من 30 كيلو من وزنه، لدرجة دفعته لفقدان الأمل، لكن الأمر تحسن وعاد مرة أخرى إلى اكتساب الوزن، وتعلم الكثير في رحلة المرض، ويعتبرها الأهم في حياته.

وفي رمضان 2017، عاد مكي لجمهوره من خلال مسلسل "خلصانة بشياكة"، ولم يكن من السهولة بمكان على مَن تعلّق بشخصيات "الكبير" و"جوني" و"حزلقوم" طوال 5 مواسم متعاقبة من "الكبير أوي"، أن يتقبّل أحمد مكي بشخصية "سلطان" في "خلصانة بشياكة"، وإلى جانبه "شيكو" بشخصية "محبوب"، وهشام ماجد بشخصية "نوح"، وبالفعل لم يُحقق العمل النجاح المرجو من قِبل أبطاله.

وبجانب التمثيل ظل أحمد مكي يمارس هوايته في تأليف أغاني "الراب" وأدائها في بعض أفلامه، وبصورة منفردة ونشرها على شبكة الإنترنت، وفي عام 2012 أصدر أول ألبوم راب له بعنوان "أصله عربي"، وتضمن أغانى حققت شهرة واسعة، منها "منطقتي، قطر الحياة، أيام زمان، وحلة محشي"، وفي منتصف ديسمبر الماضي، طرح أحمد مكي أحدث أعماله الغنائية المصورة على طريقة الفيديو كليب، وتحمل عنوان "وقفة ناصية زمان" عبر قناته الرسمية على موقع "يوتيوب"، وهي من تأليفه وإخراجه، وهي من ألحان آدم الشريف، وحققت الأغنية نجاحًا كبيرًا وتخطت مشاهداتها حاجز الـ20 مليونا.

أحمد مكي معروف عنه أنه من هواياته المفضلة تربية الحمام والعصافير والكلاب، ومنذ سنوات نجوميته الأولى، على التحفظ على حياته الشخصية، وفصلها عن شهرته، وهو متزوج من سيدة أعمال، ولديه ولد اسمه "أدهم"، وذكر أن الهدف من أغنيته الأخيرة هو تعليم نجله بعضًا من القيم والرسائل التي تعلمها في طفولته.

عوامل عدة كانت سببًا لنجاح أحمد مكي على مدار أعوام، أهمها أنه يُشبه الشباب، ويُعبر عنهم، بلغتهم وأفعالهم، ودائمًا ما كان يُضيف لمسات إبداعية على الشخصيات التي يتقمّصها، وهي عديدة مثل "طويل العمر، بهيج، ميشو، سوما العاشق، هالك هوجن"، وغيرها، بالعبارات أو "الإيفيهات" التي تصبح سمة مميزة لكل شخصية، وما يترافق معها من حركات جسدية مصاحبة كعبارة "جدي" لـ جوني مع حركة اليدين، أو "جزرة وقطمها جحش" للكبير، وغيرها، يضاف إلى كل ذلك العامل الجماهيري، وهو الأساس في نجاح أي عمل، فـمكي هو أحد أكثر الفنانين قربًا من قلوب المشاهدين وحياتهم خلال سنوات مشواره.

شارك الخبر على