كريستيانو يتفوّق على ميسي ويرسل له "مسجاً"

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

تحليل - هيثم خليلتابعنا بعض مباريات المجاميع في مونديال روسيا 2018، الذي تخللته مفاجآت لم تكن في الحسبان للمنتخبات المرشحة للقب، ولم تفلت من الحسبة إلا فرنسا - منتخب الديوك وبشق الأنفس، وبمساعدة من حكام الفيديو "الفار" عندما نفذ جريزمان ركلة الجزاء في الشباك الأسترالية، وظهرت الأخيرة بقوة بفضل المدرب المحنك الهولندي فان مارفيك وأسلوبه، وهذا الرجل دفع من جيبه الخاص لطاقمه التدريبي المساعد للمشاركة معه في الملاعب الروسية، وهذا يبرز لنا مدى إخلاصه وتفانيه بعمله، وكذلك الحفاظ على سمعته التدريبية، خصوصاً أنه قاد من ذي قبل منتخب هولندا للمباراة الختامية في كأس العالم وكان سبباً رئيسياً في وجود الأخضر السعودي في المونديال الحالي، إلا أن الأشقاء في المملكة لم يتفقوا معه بعد ذلك والسبب أنه لا يوجد كثيراً في الرياض.المنتخب الفرنسي بقيادة ديشامب لم يستطع فرض إيقاعه على المباراة رغم توافر النجوم في كتيبة الديوك، فجميعنا كمراقبين توقعنا أن ينتصر الديك على الكانجارو، فنجوم مثل مبابي وديمبلي وجريزمان وكانتيه باستطاعتهم فك أي شفرة للمنافس، لكن أسلوب ديشامب باعتماده على الثلاثي ديمبلي وجريزمان ومبابي في طرق شباك المنافس مع وجود بول بوجبا كصانع لعب وبمهارة كانتيه في استخلاص الكرات لم يجد نفعاً، فاستفاد مارفيك بفضل أدواته وتقدم الظهيران هيرنانديز وبافارد للمساندة الهجومية، غير أنهما ارتكبا بعض الأخطاء الدفاعية في العودة للمناطق الخلفية، كما أن أمتيتي بخبرة البرشا لم يكن بيومه في اللقاء عندما تعامل مع إحدى الكرات العرضية وكأنه لاعب كرة طائرة، فقد أدهشنا كمتابعين بذلك التصرف.أستراليا اعتمدت على بعض اللاعبين الذين لم يكونوا بمستوى وإمكانيات أسلافهم السابقين، ككاهيل وفيدوكا، ولكنهم أجادوا في الأدوار التي رسمت لهم رغم الخسارة المشرفة أمام أحد المرشحين لنيل اللقب.ألمانيا أدهشتني في لقاء المكسيك، وكنت برفقة زميلي المحلل المعروف أحمد البلوشي والإعلامي عيسى الملا قد توقعت من خلال برنامج "مونديال الشبيبة" الذي تبثه إذاعة "الشبيبة" يومياً في مطعم أفندينا أن يعاني الألمان في مباراتهم أمام المكسيك، لكن لم أكن أعرف أن الأخير سيقهر بطل العالم ويعطل أفكار لوف، وهو الذي استغنى عن النجم الشاب سانيه قبل بدء المونديال لأسباب انضباطية على حد قوله أو تبريره لعدم وجود الأخير في مونديال روسيا. أسلوب لوف العقيم واعتماده على لاعبين بعضهم كان مصاباً ولم يكن في الفورما كبواتينج وأوزيل وأيضاً القائد نوير الذي ولد امتعاضاً عند بديله شتينج فقد تطرق الأخير في مناسبات فائتة إلى أن نوير غاب عن اللقاءات بسبب الإصابة، فكيف بمدربه أن يقحمه بديلاً عنه.توماس مولر، والمهاجم الذي سلطت عليه الأضواء فيرنر نجم بطولة كأس القارات الأخيرة لم يلفتا الانتباه أمام أوتشوا ورفاقه هيرفينج لوزانو عريس الليلة الحزينة لجماهير المانشافت، ومدرب الأخير الذي لم يستغن عنه الاتحاد المكسيكي رغم خسارته مع المكسيك أمام تشيلي بسباعية نظيفة في بطولة كوبا أمريكا، وكانت ضغوطات من الإعلام والجماهير المكسيكية هائلة للإطاحة بالمدرب الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو لكن الاتحاد المكسيكي تمسك بخدماته وكسبوا الرهان عليه.وأخشى أن يكون مصير لوف مثل مصير الإسباني ديل بوسكي.الأرجنتين بقيادة نجم النجوم ليونيل ميسي والبرازيل بقيادة نيمار أخفقا في إقناع محبيهما، فالأول سقط في فخ آيسلندا التي تشارك للمرة الأولى في المونديال، والجميع تطرق للبلد الذي لا يتجاوز عدد سكانه الـ400 ألف نسمة، فقد أوقف لاعبوه ومنهم الطبيب والمهندس والمخرج السينمائي حارس المرمى نجوم التانجو ومدربهم المتخبط سامباولي الذي عاند الجميع في عدم استدعاء إيكاردي نجم الإنتر الإيطالي قبل بدء المونديال، وأثبت الآيسلنديون أنهم من المنتخبات ذات الانضباط التكتيكي العالي إذ من الصعوبة التغلب عليها بالمهارة والتكتيك والاستحواذ البطيء، وأيضاً اعتمادهم على اللعب بالروح القتالية والسرعة في تطبيق الواجبات. وهذا حال سويسرا مع البرازيل ففشل تيتي مع نيمار وخيسوس وحتى عندما أقحم فرمينيو في الوقت الأخير من المباراة أن ينجو من فخ السويسريين، وربما أجمل ما في المباراة هو هدف كونتينيو، ورغم أننا نعترف أن هدف سويسرا جاء من خطأ بعد أن دفع مدافع البرازيل ميراندا.ولم تسعفه "الفار" كما أنقذت هذه التقنية الفيديوية فرنسا.مباراة إسبانيا والبرتغال هي أجمل اللقاءات في هذا المونديال حتى الآن، وأفردت كبريات الصحف العالمية ومنها صحيفة الجارديانز بمانشيت عريض بأن كريستيانو هو الذي عدل نتيجة مباراة فريقه أمام إسبانيا بتسجيله لأول هاتريك في المونديال وهو من خلال أحد الأهداف التي سجلها أرسل رسالة إلى غريمه التقليدي ليونيل ميسي عندما وضع يده على ذقنه ليذكره بالإعلان الذي صوره مع الماعز.ليتواصل محبوهما في مواقع التواصل الاجتماعي ويعلقان على التنافس بينهما مع منتخبا بلديهما رغم الكفة غير المتساوية بين وضع البرتغال والأرجنتين أحد المرشحين لنيل اللقب، والذي يراقبه مارادونا من على المدرجات.اللاروخا قدموا مباراة مثيرة في أول ظهور لفرناندو هييرو بعد إقالة لوبيتيجي الذي فضل ريال مدريد على منتخب بلاده إسبانيا، ولو حدث هذا الأمر مع برشلونة لقامت الدنيا ولم تقعد.والخطأ الكبير يتحمله أيضاً بيريز الذي وجه ضربة موجعة لمنتخب إسبانيا قبل بدء المونديال غير أن إنيستا بلمساته السحرية وما قدمه في المباراة -أظنني أراه- قد استعجل في إعلان رحيله عن البرشا.ناتشو أحد نجوم اللقاء وهدفه على الطريقة اللاتينية لن ينساه باتريسيو لفترات طويلة.المنتخبات العربية ولدت لدينا الحيرة والاستغراب فالأخضر السعودي لم يقدم شيئاً، وكان لقمة سائغة لأقل المنتخبات في التصنيف على لائحة الفيفا مستضيف الحدث العالمي، ورغم ذلك خسر أمامه بالخمسة.ومنتخب المغرب أهدى الإيرانيين هدف الفوز على طبق من ذهب بنيران صديقة، ولم ينجح هيرفي رونار الذي يمتلئ سجله التدريبي بالنجاحات، فلم نر يونس بلهندة ولا أيوب الكعبي وأشرف حكيمي الذي كان سيئاً للغاية ربما لأنه لم يوجد بمكانه الصحيح، حتى زياش لم يكن مقنعاً وهؤلاء النجوم اعتدنا على تألقهم في التحضيرات وتصفيات إفريقيا للمونديال، فقد حرموا منتخب كوتديفوار من الوجود في المونديال.منتخب الفراعنة وضح بأنه افتقد خدمات النجم محمد صلاح الذي سيحضر أمام روسيا بعد تعافيه من الإصابة، لكن الفريق وقف بوجه منتخب أوروجواي صاحب التاريخ وكان نداً له رغم أن ترزيجيه ومروان وعبدالله السعيد كانت لهم محاولات أمام زملاء سواريز لكنهم كانوا يفتقدون لصلاح هداف البريمير ليج.منتخب تونس لم أتطرق إليه لأنه لعب ليلة أمس أمام إنجلترا، أي بعد أن ذهبت صحيفتنا للمطبعة.أربعة منتخبات عربية أثار من خلالها النجم إبراهيموفيتش حفيظتنا كعرب عندما أثارت تغريدته متابعي السوشيال ميديا، حين قال: "لو جمعنا المنتخبات العربية في مجموعة واحدة فلن يتأهل أي منتخب عربي"، وهو تقليل واضح لدور المنتخبات العربية، وأتمنى أن يأتيه الرد سريعاً على تغريدته تلك.ولا أنسى منتخب نيجيريا الذي خيّب الآمال في أول ظهور وضربنا أخماساً بأسداس ونحن نتذكر أيام الراحل رشيد ياكين وأموكاتشي وكانو وغيرهم من نجوم الزمن الجميل الذين أمتعونا ووضعوا بصمة قوية للقارة السمراء في رحاب بطولة كأس العالم، فافتقدنا في الليلة الظلماء تلك النجوم، وتاه أوبي وموسيس وموسى.الضيف الجديد تقنية "الفار" لم تكن منصفة في بعض الأحيان ولم تحد من الأخطاء رغم وجود طاقم تحكيمي في غرفة التحكم.

شارك الخبر على