كيروش لم يحبني الأقوياء أبدا

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

سوتشي - (د ب أ)رغم المشاكل التي أثارتها له خلال توليه تدريب ريال مدريد الإسباني ، لم يغير البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني الحالي للمنتخب الإيراني لكرة القدم فلسفته بشأن التصريح دائما بما يدور في ذهنه.وفي منصبه الحالي ، يواصل كيروش مطالبة الاتحاد الإيراني لكرة القدم بكل ما يعتقد أنه ضروري لتحقيق النجاح.وقال كيروش (65 عاما)، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، "المطالبة بالأشياء الضرورية للفريق مسؤولية المدرب. عدم الحديث عن هذه الأمور يعني أن أتنحى عن مسؤولياتي. سيكون هذا بمثابة أن أعيش في ظلال التواطؤ. لا يمكنني الاقتناع بأشياء خاطئة لأنني أكره اللامبالاة".وبصوت هادئ وإيماءات مستمرة ، حلل المدرب الرحالة كيروش المولود بموزمبيق خصائص المنتخب الإيراني وأشاد بالمنتخب الإسباني تحت قيادة المدرب جولين لوبيتيجي كما تحدث عن المنتخب البرتغالي من خلال هذه المقابلة مع (د.ب.أ).(د.ب.أ) : هذه هي ثالث بطولة كأس عالم لك . هل تكون الخبرة مهمة ؟كيروش : إنها مهمة للغاية لأنها تمنحك الهدوء والصفاء لمعرفة كيف تستعد جيدا. وهذا أمر مهم خاصة لفريق مثل المنتخب الإيراني الذي لا يحظى لاعبوه بهذه الخبرة. بالنسبة لكثير منهم ، ستكون المرة الأولى التي يخوضون فيها مباريات كهذه. نقل روح الثقة والهدوء أمر مهم.(د.ب.أ) : كيف تنقل هذا ؟كيروش : أهم شيء بالنسبة لهم أن تركز في المهمة التي بين أيديهم. في كأس العالم ، هناك العديد من العوامل التي يمكنها تشتيت ذهنك. هناك العديد من المباريات وكثير من الصحفيين. تحتاج إلى الاستعانة بالخبرة للحفاظ على تركيزهم في الأمور المهمة.(د.ب.أ) : عملت بالتدريب في البرتغال وإسبانيا واليابان وجنوب أفريقيا والإمارات... ألم تشعر بالإجهاد من كثرة الترحال ؟كيروش : لا ، لا يمكنك الشعور بالإجهاد من شيء كهذا. بالنسبة لي ، لم يتضمن التدريب أبدا التضحية أو العمل أو المعاناة. كان دائما مصدر سعادة. أحب العمل على جعل من حولي بحال أفضل. لتلبية توقعات الجماهير، تحتاج لنتائج جيدة. وتحقق هذا بأن تصبح أفضل وأفضل. من الممتع أن تشعر بأن من حولك أصبحوا لاعبين أفضل وأناس أفضل. إنها متعة ومصدر قناعة لا يصيبك بالإجهاد أبدا.(د.ب.أ) : كان المنتخب الإيراني ثاني المتأهلين لبطولة كأس العالم 2018 عبر التصفيات. هل تعتقد أن الناس يستهينون بالفريق ؟كيروش : كنا أول فريق يتأهل من قارة آسيا ولم نعرف نتائج غير الانتصارات كما اهتزت شباكنا بعدد قليل من الأهداف. كانت جولة هادئة من التصفيات ولكنها لم تكن سهلة. البعض يخلطون بين الأمرين. ما من شيء سهل في كرة القدم على الأقل في كل التصفيات المؤهلة لكأس العالم. الناس ينظرون الآن للمنتخب الإيراني بشكل مختلف ، أكثر احتراما. يعلمون أننا لا نملك لاعبين ينشطون في أفضل بطولات الدوري كما يعلمون الصعاب الهائلة التي نواجهها في الاستعداد وأن المشاكل السياسية والعقوبات تؤثر على هذا البلد وعلى الرياضة فيه بشكل هائل. استعدادات المنتخب الإيراني صعبة ومعقدة للغاية كما نواجه صعوبات هائلة في إيجاد المنشآت والتمويل. نحتاج لتحويل هذه المعاناة إلى سحر.(د.ب.أ) : وأعربت عن شكواك من عدم تعاون الاتحاد الإيراني للعبة بالشكل الكافي.كيروش : دعني أصحح لك : لم أعرب عن شكواي. يخطئ الناس في فهم إصرار المدرب على مطالبه فيما يتعلق باحتياجات الفريق لتطوير مستواه ويرون هذا شكوى أو امتعاض. هذه ليست شكوى. المطالبة بالأشياء الضرورية للفريق مسؤولية المدرب. عدم الحديث عن هذه الأمور يعني أن أتنحى عن مسؤولياتي. سيكون هذا بمثابة أن أعيش في ظلال التواطؤ. لا يمكنني الاقتناع بأشياء خاطئة لأنني أكره اللامبالاة. القائد يجب أن يظل نشطا وفعالا وأن يخلق أجواء النجاح. أعلم أنني لست مدربا سهلا. المسؤولون لا يحبونني كثيرا. ظل الحال هكذا دائما. لست ذلك المدرب الذي يمتص دائما الناس. لم يحبني الأقوياء أبدا. هذه هي فلسفتي في الحياة. أعمل من أجل المشجعين واللاعبين ومن أجل نجاح الفريق. أكافح من أجل طلب أفضل المنشآت والتجهيزات حتى يستطيع اللاعبون تقديم أفضل ما لديهم بلا أعذار.(د.ب.أ) : هل هو حظ جيد أم عاثر أن تخوض الدور الأول في مجموعة تضم المنتخبين الإسباني والبرتغالي ؟كيروش : ترغب دائما في خوض كأس العالم ، ولكن ما الذي تنتظره لدى تأهلك للبطولة ؟ أن تلتقي السودان أو إثيوبيا ؟ أقول هذا بكل الاحترام والتقدير للمنتخبين ولكنك تريد مواجهة أفضل المنتخبات في المونديال. اللاعبون يشعرون بالإثارة والعصبية والقلق لأنها فرصة فريدة. البعض يعتقدون أن القرعة مشكلة وآخرون يرونها فرصة وتحديا. المنتخب الإيراني لم يصل من قبل دور الستة عشر. ولأنه هدف خاص ، هناك حل واحد : أن تبدأ عملية استعدادات خاصة. يمكنني الكشف عن رأيي الفني في هذا. ولكن القرار النهائي يكون لرئيس الاتحاد. يجب اتخاذ قرارات. ليسأل وزير الرياضة نفسه : ما هي أولويات إيران ؟ رأيي المتواضع ، رغم عملي في كرة القدم منذ 36 عاما ، أن اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي لا يملكون فرصة للمنافسة في كأس العالم إلا إذا خضعوا لاستعدادات خاصة. ما من مدرب يمكنه أن يجلس أمامي ويقول إن التدريب لثلاثة أيام قبل المباريات الودية سيكون كافيا للمنتخب الإيراني. إذا قال أي شخص هذا ، فإنه لن يكون صادقا أو متخصصا.(د.ب.أ) : هل تعتبر نفسك قائدا في هذا الأمر ؟كيروش : أن تكون قائدا ولا تتخذ قرارات شيء يمكن لأي أحد أن يفعله. ولكن القائد ليس هكذا. لعب دور القائد يتطلب اتخاذ قرارات.(د.ب.أ) : ما الذي يمكن أن تقوله عن ساردار أزمون نجم المنتخب الإيراني ؟كيروش : ترك أزمون إيران ويلعب في الدوري الروسي. قطع خطوة للأمام ويساعد المنتخب الإيراني على تطوير مستواه. إنه نموذج لما يجب أن يحدث في إيران. اللاعبون بحاجة للرحيل مبكرا واللعب في أفضل بطولات الدوري الخارجية. مونديال 2018 بروسيا سيبرهن على أن كرة القدم بأوروبا سبقت نظيرتها في أفريقيا وآسيا بـ 50 عاما. أوروبا لديها أفضل المدربين وأفضل اللاعبين وأفضل أجواء وظروف وأفضل أنظمة لبطولات الدوري المحلية وبطولة دوري أبطال أوروبا.(د.ب.أ) : ما الذي غيره المنتخب الإسباني تحت قيادة لوبيتيجي ؟كيروش : أضفى لوبيتيجي بعدا مختلفا. إنه أكثر دقة وأكثر التزاما. حافظ على الإبداع والبراعة التي اتسم بها الفريق في تمرير الكرة تحت قيادة (فيسنتي) دل بوسكي ولكنه طالب لاعبيه بمزيد من التركيز والقوة في الأداء. المنتخب الإسبان يحظى الآن بإيقاع أكثر قوة في أدائه : يقدم الفريق أشياء أكثر وأفضل في وقت أقل. هذا بسبب جولين.(د.ب.أ) : المنتخب الإسباني يمكنه تقديم ثلاثة أو أربعة فرق من المستوى الأول.كيروش : صديقي المسكين لوبيتيجي ! كل مدرب لديه أشباحه. الشبح الذي يواجه لوبيتيجي هو تحديد اللاعبين الذين سيتركهم. الشبح الذي يواجهني هو إيجاد عناصر يمكن ضمها للفريق. يبدو الشبحان متشابهان ولكنهما مختلفان للغاية. لدي خمسة مهاجمين بالمنتخب الإيراني وأحتاج لاختيار واحد أو اثنين منهم فقط للتشكيلة. منتخب إسبانيا يواجه هذه المشكلة في كل مركز.(د.ب.أ) : من هو ، من وجهة نظرك ، اللاعب الأكثر روعة بالمنتخب الإسباني ؟كيروش : هناك لاعب أتمنى ألا أواجهه : هذا اللاعب يدعى الإلهام. ربما يتواجد كل اللاعبين ولكن بلا إلهام. إذا حظي كل اللاعبين بالإلهام ، سيكون هذا لاعبا إضافيا أحتاج لوضعه تحت الرقابة. المنتخب الإسباني فريق رائع يتمتع بالسيطرة والثقافة الخططية والثقة. أحب ديفيد سيلفا وإيسكو وسيسك فابريجاس وأندريس إنييستا. لا تبلغوني بأن إنييستا سيواصل اللعب لسنوات قليلة مقبلة ! قد يشارك في المونديال القطري عام 2022 وقد يسارع بالاعتزال ولكنه يستعد الآن لخوض نسخة جديدة من بطولات كأس العالم.(د.ب.أ) : وكيف ترى المنتخب البرتغالي بقيادة كريستيانو رونالدو ؟كيروش : المنتخب البرتغالي لجأ لتغيير عقليته في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا والذي تغلب فيه الفريق على إصابة كريستيانو. وتخلص المنتخب البرتغالي من وصمة (فريق النجم الوحيد) بإحراز الفوز في غياب كريستيانو. لأقدم إليكم مثالا : كنت في البرازيل عندما خسر المنتخب البرازيلي في غياب نيمار دا سيلفا 1 / 7 أمام نظيره الألماني (في الدور قبل النهائي بكأس العالم 2014 بالبرازيل) . وظهرت الوصمة. كان الخطأ الكبير للمنتخب البرازيلي أنه بدأ المباراة واضعا العذر في جرابه. "إذا فزنا ، سيكون أمرا رائعا أننا فزنا بدون نيمار. ولكن إذا لم نفز ، لا يهم لأننا خضنا المباراة بدون نيمار". كل شيء حول المباراة أمام المنتخب الألماني كان عذرا. كان كل شيء معدا ليقال : "نيمار لم يكن حاضرا". لا يمكن أن يحدث هذا لفريق مثل البرازيل أو البرتغال أو ألمانيا. إنه شيء مروع لفريق أن يعيش بوصمة الاعتماد على نجم واحد. المنتخب البرتغالي تخلص من هذه الوصمة. والآن ، يمكن للفريق أن يستمتع بمسيرته في وجود أو غياب رونالدو.(د.ب.أ) : هل تكون سيطرة هاجس تسجيل الأهداف على رونالدو أمرا جيدا ؟كيروش : إنها سمة جميع اللاعبين العظماء الذين توليت تدريبهم : هاجس أن يكون الأفضل في كل يوم. ربما أظهر كريستيانو هذا بشكل أكثر وضوحا فيما يتعلق بتسجيل الأهداف ولكن كل اللاعبين يفعلون هذا بطريقتهم الخاصة. اللاعبون العظماء يكونون دائما في مستوى أعلى مما تتطلب المباراة. وجود لاعب كهذا في الفريق ، يكون دائما في مستواه العالي ، يمثل ضمانا.

شارك الخبر على