ادعاءات حدوث تزوير في الانتخابات تشلّ حوارات تشكيل الكتلة الأكبر

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ المدى
ينتظر الجميع ما ستؤول إليه الامور بعد التوصيات الأخيرة  للبرلمان والحكومة لمعالجة مزاعم "التلاعب" في نتائج الانتخابات، التي يخشى منها أن تصل إلى حد إلغاء كل النتائج أو بعض أصوات القوى الفائزة على أقل تقدير.وعلى إثر ذلك الجدل فقدت الزعامات السياسية، الشيعية خاصة، "الحماسة" في إجراء لقاءات جديدة لتشكيل الكتلة الاكبر. ومرّ نحو أسبوعين منذ آخر جولة تفاوضية قادها عرّاب تحالف "سائرون" مقتدى الصدر مع عدد من القوى السياسية.
بالمقابل زادت واشنطن من تحركاتها، وظهر السفير الامريكي في بغداد دوغلاس سيليمان قبل أيام في اجتماع دار حوله جدل كبير، جمعه مع زعيم تحالف "الفتح" هادي العامري وعدد من قيادات الكتلة الفائزة بـ47 مقعداً.وتسربت أنباء، عن انسحاب "عصائب أهل الحق" – إحدى أكبر الكتل ضمن التحالف- من "مائدة الإفطار" التي أعدها العامري للسفير الأميركي وعدد من سفراء الدول الاوروبية والعربية.وصرّح أعضاء في الكتلة الفائزة، عقب اللقاء، بأنهم يتفهمون "علاقة العامري مع الدول الغربية ومن بينها أميركا" باعتباره وزيراً سابقاً وكان يلتقي بجهات متعددة. لكنهم أكدوا أنهم "يرفضون الجلوس مع الأميركان، وأنهم انسحبوا حال علمهم بوجوده".وحصلت "العصائب" التابعة لقيس الخزعلي على 14 مقعداً في الانتخابات التشريعية الاخيرة، فيما حقق "بدر" بزعامة هادي العامري، الذي يعد حتى وقت قريب من أشد معارضي واشنطن في العراق، نحو 20 مقعداً.بدوره نفى "الصدر" الانباء التي تداولت أثناء زيارته الاخيرة الى الكويت في الاسبوع الماضي، بأنه التقى بمبعوث واشنطن في العراق بيرت ماكغورك.وردّ الصدر على سؤال وُجّه له من أحد الاشخاص عن حقيقة ذلك اللقاء بالقول: "فليدّعوا ما يدّعون.. ستثبت لكم الأيام كذب ادعائهم.. فزيارة الكويت أخوية، وزيارة أميرها قربوية، فالكويت دولة اعتدال وأميرها أمير السلم، والاعتدال...".وكان مدير المكتب السياسي ل‍مقتدى الصدر، ضياء الأسدي،قد أكد أن "سائرون" ترفض دعوات وجهت لها عبر وسطاء للاتصال بجهات أميركية.وجاء كلام الأسدي، أثناء نفيه لخبر أوردته "رويترز" في أيار الماضي نسبته إليه، مفاده أن الولايات المتحدة اتصلت عبر وسطاء مع أعضاء في التحالف بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.وكان "ماكغورك" قد أجرى قبل وبعد الانتخابات جولات مكوكية في العراق التقى فيها عددا من القيادات العراقية، من بينهم رئيس البرلمان سليم الجبوري، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم وعدد من القيادات الكردية. وعلى الرغم من التحركات الحثيثة لواشنطن، وقبلها طهران، التي تؤكد مصادر سياسية، أنها "فشلت" في إيجاد رؤية مشتركة للقوى الشيعية في إنقاذ منصب رئاسة الوزراء من الضياع من يد الطائفة، فإن أي تحالف واسع يضم أكثر من كتلة لم يظهر بعد.ومنذ تغريدة "الصدر" قبل أسبوعين، التي تحدث فيها عن "إكمال جولة التفاوضات" لم يجلس "الشيعة" على طاولة الحوارت مرة أخرى، فيما أعلنت "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، الاسبوع الماضي، بأنها وصلت الى تفاهمات متقدمه مع "سائرون"، دون ان تذكر تفاصيل أخرى.وتوقع بعض المراقبين، أن لقاء "سيليمان" مع العامري، وزيارة زعيم التيار الصدري الى الكويت، قد تفتح الى تحالف مرتقب بين الطرفين، لكن حنين قدو الفائز عن "فتح" في نينوى، نفى أمس، تلك الفرضيات، على الرغم من تأكيده أنّ قائمته "لا تضع خطوطاً حمراء ضد أي جهة".وعلى مستوى آخر خلطت اللجان المشكلة من مجلس النواب والحكومة للنظر في مزاعم التزوير بالانتخابات، الأوراق على طاولة القوى السياسية، التي باتت تترقب ما ستنتهي إليها تلك الدعوات، وقدرة مجلس النواب على تمرير قانون قد يغيّر خارطة الكتل الفائزة.وبشكل خجول حاولت "القوى السُنية" الخروج من قائمة المترقبين للنتائج، وتمكنت "الحل" بزعامة جمال الكربولي من إعلان كتلة جديدة من 31 مقعداً، شككت بها بعض الاوساط السنية وفي عددها، خصوصا أن "الحل" استطاعت إقناع بعض الفائزين من كتل أخرى بالانشقاق والانضمام إليها.بالمقابل نجحت "الوطنية" التي يرأسها إياد علاوي، بإضافة 6 مقاعد إلى مقاعدها الـ21، وبحسب تصريحات ممثلي الائتلاف، فانها تقترب من إعلان كتلة أوسع بالتحالف مع "القرار" التابعة لأسامة النجيفي، التي حققت 15 مقعدا.وتبقى تلك المحاولات في إطار تشكيل تحالفات جانبية، ومن المفترض أن تنضمّ الى تحالفات "شيعية" أوسع، بعد الاتفاق مع الكرد الذين يسعون هم أيضا الى تشكيل كتلة من عدة قوى فائزة. وحتى ذلك الوقت فإن مصير تشكيل الحكومة المقبلة غير معلوم، وقد يطول إعلانها لعدة أشهر، إذا ما تمّ إلغاء نتائج الانتخابات أو جزء منها.

شارك الخبر على