نحو تأهيل أئمة المساجد

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيتطوير قدرات الأئمة والوعاظ أضحت من الضرورات الملحة في الوقت الراهن، وإن كان من المفترض أنها ضرورة ملحة في كل الأوقات والأزمان، فالمسجد هو المدرسة الأولى على الإطلاق ومنذ قيام دولة المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وجميعنا يعلم كيف أن رسولنا الكريم وعند دخوله للمدينة المنورة فإن أول مهمة له وأول مشروع له كان بناء المسجد، وفيه ومن داخل باحته انطلقت الدعوة المحمدية لتصل القاصي والداني، وكيف إنه وفي ذات المسجد نهل المسلمون الأوائل مبادئ دينهم الحنيف، وفيه نزل جبريل عليه السلام مرات ومرات بآيات محكمات من كتاب الله وفيه تلقى الرسول الكريم من ربه الكلمات الهاديات لنا كمنهج حياة ومنهج علم ومنهج تقوى وصلاح وإصلاح، وفي المسجد والمساجد نزل الوحي بفضل مســـــجد على مسجد في تأكيد لأهميته ودوره المحوري في الحياة وفي التعليم والإرشاد، لنقرأ في خشوع إذن الآية رقم 108 من سورة التوبة (لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) صدق الله العظيم.وبما أن الأمر كذلك فإن إعداد الوعاظ والأئمة، وهم الذين يرعون المساجد ويسيرون أمورها وهي أمور المسلمين بطبيعة الحال، يعني فيما يعني تدريبهم وتعليمهم بمستوى يشرف المساجد وإذا هم شرفوها بعلمهم وتقواهم وصلاحهم ووسطيتهم وعدلهم وإنصافهم فإنهم بذلك يسدون خدمة جليلة للمجتمع العُماني، وستتلاقى جهودهم دون شك مع جهود الدولة في إرساء دعائم مجتمع الفضيلة والتراحم والتواد وهذا هدف نبيل تسعى الدولة للوصول إليه.دور المسجد وكما أشرنا ليس فقط لأداء الصلوات الخمس مع صلاة الجمعة، وقراءة وترتيل القرآن، إنه مدرسة متكاملة بجميع ما تعنيه هذه الكلمة من معاني، فالوعاظ والأئمة يؤمون ويخاطبون مئات بل ألوف المصلين على مدار اليوم والساعة والأسبوع وما من شك إنهم يؤثرون على المتلقين بناء على قدراتهم الخطابية والفقهية، فإن كانوا من المجيدين فما من شك أنهم سيقدمون لنا مواطنين صالحين يمشون بين الناس وهم يرتدون لباس التقوى، والتقوى هي الرديف الأشمل لمصطلح (الصلاح)، والمواطن الصالح هو الذي نسعى لأن نراه في كل مفصل من مفاصل الحياة في هذه الأرض الطيبة، ومن هنا تأتي أهمية إعداد هذه الفئة. فلابد للأئمة والوعاظ أن يتفاعلوا بإيجابية مع كل التكنولوجيا الحديثة التي تكتنف عالم اليوم، لابد لهم من الاطلاع على ما يدور في منصات التواصل الاجتماعي، ونعلم أن هناك غبارا وعثارا وجدلا لا ينتهي، وهذا الذي يدور هناك يؤثر على المجتمع سلبا أو إيجابا، هنا لابد للأئمة والوعاظ من أن يكونوا على دراية بما يدور، وليقدموا النصيحة واجبة الاتباع للناس من المنظور الفقهي والشرعي وهذا ما نفتقده اليوم بصراحة متناهية بسبب إن الوعاظ قد أقاموا جدارا ناريا بينهم وبين التكنولوجيا الحديثة، وقد آن الأوان لهدم ذلك الجدار عبر إعادة تأهيل هذه الفئة المميزة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على