«إحياء مسار العائلة المقدسة».. هل تنجح مصر في أن تكون وجهة للحج المسيحي؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

في الفترة من 17 إلى 21 يونيو الجاري، تستقبل مصر أولى رحلات الحج إلى مسار العائلة المقدسة، من خلال وفد لمؤسسة أنيتالسي الإيطالية، والتي سبق وأن زارت مصر في فبراير الماضي للاطلاع على أماكن المرحلة الأولى من مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة الذي عملت عليه وزارة السياحة بالتعاون مع الكنيسة القبطية، خلال السنوات الماضية، وفق ما أعلنت دكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة خلال الاحتفال بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر وزيارة العائلة المقدسة، لتبدأ مصر مرحلة جديدة ستكون فيها إحدى وجهات «الحج المسيحي».

أن تصل متأخرا أفضل من ألا تأتي

زارت العائلة المقدسة مصر منذ ألفي عام، عندما هرب يوسف النجار والسيدة العذراء مريم من فلسطين بالطفل «يسوع»، هربا من بطش «هيرودس»، الوالي على فلسطين والذي قرر قتل الأطفال من عمر يوم إلى سنتين، وفق ما جاء بـ«الإنجيل»، ومكثت العائلة المقدسة بمصر مدة 3 سنوات ونصف تقريبا، مرت خلالها بعدة أماكن بداية من العريش مرورا بالدلتا والقاهرة وصولا إلى أسيوط، أي زاروا أماكن ومحافظات تقترب من نصف مساحة مصر.

ورغم الأهمية الدينية للسعودية باعتبارها وجهة الحج للمسلمين حول العالم، وكذلك فلسطين بالنسبة للمسيحيين خاصة في فترة أسبوع الآلام التي تسبق عيد القيامة، والأردن الذي يوجد لديه موقع «معمودية السيدي المسيح على يد يوحنا المعمدان» بنهر الأردن، إلأ أن الدولة المصرية لم تنتبه لأهمية المواقع التي زارتها العائلة المقدسة إلا منذ عدة سنوات، خاصة بعد تراجع السياحة بشكل كبير منذ 25 يناير 2011، وضربات الإرهاب التي اشتدت مع عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

الفاتيكان يدرج مسار العائلة المقدسة بمصر ضمن برامج الحج التي يعتمدها

في 4 أكتوبر الماضي، أدرج البابا فرانسيس الأول، بابا روما، مسار العائلة المقدسة، ضمن برامج الحج المسيحي التي تعتمدها الفااتيكان، وبهذه المناسبة أقام صلاة القداس بكاتدرائية القديس بطرس، بحضور وفد مصري على رأسه وزير السياحة السابق يحيى راشد، والأنبا برنابا أسقف روما وتورينو للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وقبل هذا الإعلان زار البابا فرانسيس مصر في زيارة تاريخية يومي 29 و30 أبريل من العام الماضي، وخلال تلك الزيارة أعلن عن نيته عن اعتماد مسار العائلة المقدسة، ودعم مصر رغم وقوع حادثي تفجير إرهابيين قبل زيارته بأكثر من أسبوعين استهدفا كنيستي مار جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية أثناء الاحتفال بقداس أحد السعف، يوم 9 أبريل، لكنه أصر على الزيارة، ودعا لزيارة مصر ومساعدتها.

هل المرحلة الأولى من المسار مستعدة لاستقبال السياح؟

في أبريل الماضي أعلنت مصادر من اللجنة الوزارية، من وزارة السياحة، لإحياء مسار العائلة، في تصريحات صحفية، أنه لم يتم تجهيز وتطوير المواقع الخمسة التي تشملها المرحلة الأولى من المشروع، وهي أديرة الأنبا بيشوي، السيدة العذراء «السريان»، والسيدة العذراء «البراموس»، بوادي النطرون، ومغارة كنيسة أبي سرجة، والكنيسة المعلقة بمصر القديمة، وكنيسة السيدة العذراء مريم المعادي، وشجرة مريم بالمطرية، ودير السيدة العذراء بجبل درنكة في أسيوط، إلا أن الوزيرة رانيا المشاط أعلنت خلال الاحتفالية أن هذه المواقع جاهزة لاستقبال السياح في المرحلة التجريبية، رغم عدم انتهاء الأعمال في تلك المواقع بشكل نهائي.

كيف يمكن أن تجذب مصر السياح لمسار العائلة المقدسة؟

تم التفكير في إحياء مسار العائلة المقدسة، وبدأ العمل على ترميم المواقع الأثرية التي من المفترض أن يزورها السياح، لكن هذا لا يكفي، فأغلب المواقع ليست في أماكن بعيدة عن الكتل السكانية، بل داخلها، وهذا يعني أنه يجب توفير خدمات للسياح بجودة عالية، وأسعار مناسبة، وكذلك ترسيخ مفاهيم جديدة للسكان حول تلك المواقع لكيفية التعامل مع السياح بطريقة جيدة، تخلف لديهم انطباعا إيجابيا عن الزيارة والرحلة.

الأمر الآخر هو توفير بنية تحتية محيطة، وبها خدمات بجودة عالية وبأسعار مناسبة، سواء وسائل مواصلات، أو فنادق للإقامة، أو بازارات، شوارع مرصوفة بشكل جيدة، وطرق مؤدية غير مزدحمة، وبها تشديدات مرورية.

ويمكن أن تجذب تلك المواقع أكبر عدد من السياح كل عام خلال الاحتفال بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر من خلال تنظيم صلوات في تلك المواقع وإقامة مسيرات ومهرجانات شعبية في الشوارع، كالتي تقيمها دول أمريكا اللاتينية وبعض دول أوروبا مثل إسبانيا وإيطاليا في المناسبات الدينية.

شارك الخبر على