رمضان في الكويت أجواء تغمرها المحبة والروحانيات

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

الكويت - سعيد الهنداسيتتشابه الأجواء الروحانية في شهر الصوم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار في جميع أرجاء العالم الإسلامي وتبقى هناك خصوصية معيّنة لكل بلد وفق عاداته وتقاليده وظروفه والأجواء التي يوجد بها.وفي دولة الكويت الشقيقة يبقى لشهر رمضان خصوصيته تبدأ من استقبال الشهر مرورا بالعادات الرمضانية الخاصة وزيارة الأهل والأقارب وجلسات الديوانيات مع «الغبقات»، وللأطفال أيضا حضورهم خاصة في منتصف شهر رمضان من خلال عادة «القرقيعان» المعروفة في الكويت وغيرها من المظاهر الخاصة بهذا الشهر الفضيل.أجواء روحانيةوالبداية مع الأستاذة فاطمة العقروقة التي تحدّثت عن الأطباق الخاصة برمضان تحديدا مع وجود بعض الأطباق التي تقدَّم طوال العام. وتضيف العقروقة عن الأجواء الروحانية أيضا من خلال كثرة ختمات القرآن الكريم وزيارة الأهل وصلة الرحم للمباركة بالشهر الفضيل، وتبادل الأطباق الرمضانية خاصة في يومي الاثنين والخميس المعروفة محليا «النافلة» فيما يكون هناك امتداد ليالي رمضان بعد التراويح فيما يُعرف بـ«الغبقة» ليلتقي أهل البيت أو الديوانية وحتى أعضاء مؤسسات المجتمع المدني.وتولي الكويتيات، وفقا لفاطمة العقروقة، اهتماما خاصا بالأناقة خلال شهر رمضان ويتجهن لاختيار «الدرّاعات» الخاصة بالشهر الفضيل ويكون لها تصميمها الخاص الذي يحافظ على روحانية الشهر الفضيل.‏نصف رمضانوتضيف العقروقة: في ليالي 12، 13 و14 من رمضان نحتفل في الكويت بـ«القرقيعان» وهو عادة اجتماعية جميلة تعوّدنا عليها منذ القدم، وفيها يخرج أطفال كل منطقة ويتجوّلون بين المنازل مرددين أهازيج «القرقيعان» للحصول على المكسرات والحلويات وهم يرتدون ملابس تراثية جميلة، كما تقوم جمعيات النفع العامة بتنظيم هكذا فعاليات في هذا الشهر الفضيل.استعدادات رمضانشريفة العلي تشاركنا الحديث عن مظاهر رمضان في الكويت وتبدأ بالحديث عن استعدادات الأسر الكويتية قديما من خلال تجهيز حبوب الهريس والجريش لعمل الأطباق الرمضانية وكذلك للاستعداد ليوم «الجريش» المعروف محليا وهو يوم يجتمع فيه الناس فرحة بقدوم شهر رمضان ويجتمعون على وجبة طعام سواء في النهار أو في المساء ويباركوا لبعضهم، كما يكون الجميع في انتظار مدفع إعلان ثبوت شهر رمضان وبدايته بعد أن تكون هناك لجنة خاصة بتحري الهلال منذ القدم والتي تعلن بداية الشهر الفضيل ويتم نقل مدفع رمضان على تلفزيون الكويت.وعن الأطباق الخاصة بهذا الشهر الفضيل تواصل شريفة العلي حديثها وتقول: الأطباق متعددة ومنها الجريش والهريس والقيمات والثريد (التشريبه) وصب القفشة والمحلبية والجلي والسمسمية والغريبة وغيرها من الأطعمة وتوضع الأطباق الرئيسية أولا على السفرة ثم بعد ذلك تأتي بقية الأطباق والحلويات.عادة «النقصة»وتضيف شريفة العلي: كما أن هناك عادة جميلة وحميدة عند الكويتيين والمعروفة بـ«النقصة» ويُقصد بها أن كل بيت ينقص لجاره بإرسال الأطفال مع بعض الأطعمة وفيها صلة للرحم وتقدير للجار والتواصل معهم وهي عادة شبه يومية، كما أن هناك أيضا عادة جميلة أخرى وهي «النافلة» وتُقام كل يوم خميس وتعتبر في عرف الكويتيين الكفارات وفي يومها يتم إخراج الطعام للفقراء والمساكين والجيران وهي تعتبر نوعا من أنواع العبادات مع قراءة القرآن وإعطاء دروس في حفظ القرآن، كما يتم توزيع السلات الرمضانية للأسر الكويتية حتى لا يرهق رب الأسرة، وتوفير سلة رمضانية بأسعار رمزية.«الغبقات» والتراويحمن جانبها تتحدّث د.سامية السعيدان، وهي سفير أممي للمسؤولية المجتمعية ورئيسة فريق الأيادي الخضراء البيئي في الكويت، عن مظاهر رمضان في الكويت وتشير إلى «الغبقات». تقول: «الغبقات» وهي تجمع مجموعة من الرجال أو النساء في الدواوين والمجالس كل في مكانه الخاص وكل شخص يأتي بطبق ويتم فيه التهنئة بالشهر وهي عادة تزيد من الحميمية والتقارب بين الأسر والجيران وأصحاب العمل وتكون «الغبقة» بين الفطور والسحور وعادة تكون وجبة خفيفة كما يتزاحم المصلون لأداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد، وأداء قيام الليل.فعاليات مصاحبةوتواصل د.سامية السعيدان مشاركتها معنا والحديث عن جمالية شهر رمضان والفعاليات المصاحبة له فتقول: رمضان جميل في أيامه ولياليه والكويتيون يحرصون على إخراج فريضة الزكاة في شهر رمضان مضاعفة للأجر، كما يقيم أهل الكويت ولائم الإفطار في المساجد أو قرب المراكز والشركات، والكل يتنافس على إفطار الصائم ومن باب المسؤولية المجتمعية تقوم كل الشركات بتنفيذ إفطار صائم بمصاحبة الفرق التطوعية لتغطية جميع مناطق الكويت، وأيضا في السحور تقوم مجموعة من الشركات بتوزيع السحور على عمال المواقع الإنشائية وهناك أيضا ورش تقام في هذا الشهر الفضيل من خلال جمعيات ذات النفع العام بإقامة ورش طهي وإسعافات أولية واجتماعية وتعليمية وتثقيفية وتعليم البنات مهارات الطبخ وتنشئتهن التنشئة الصحيحة.مقارنة بين جيلينويتذكر بشير العلي الفرق بين رمضان زمان ورمضان الآن. يقول: رمضان في الطفولة كان مختلفا حيث كنا نتزاور ونتسامر إلى أوقات متأخرة من الليل مع الأهل والأصدقاء والجيران، فالبيوت كانت قريبة وكنا أسرة واحدة، أما اليوم فالتواصل لم يعد كما كان سابقا والكل مشغول بحياته وخصوصيته ولا يشعر الجار بقربه من جاره.ويضيف بشير العلي: حتى عادة «القرقيعان» تغيّرت ولم تعد كما كانت. سابقا كان يجتمع أطفال الحارة و«الفريج» ونطوف حول البيوت و«نقرقع» ونأخذ ما يُقدَّم لنا من حلويات بسيطة بأشكال حلوة، أما اليوم فقد أصبحت عادة «القرقيعان» أقرب للبذخ والتباهي.. لقد فقدنا روح «القرقيعان» وبساطته.المسحراتييتابع العلي حديثه لنا عن المسحراتي وعادة السحور لدى الكويتيين بقوله: كنا في وقت السحور نجتمع على مائدة واحدة في البيت ونتناول وجبة السحور جميعنا في نفس الوقت بدون أن يكون هناك تأخير أو غياب لأي فرد من أفراد البيت الواحد، ويقوم «المسحراتي» بتنبيه الناس بوقت السحور حاملا طبله المعروف وهو ينادي «حي على السحور»، ويكون السحور عبارة عن الأكل المتبقي من وجبة الإفطار ويقدّم أيضا «مشخول بالروب» الذي يعطي طاقة طوال النهار. أما في أيامنا هذه فلم تعد هذه المظاهر حاضرة، وتجد الغالبية يتناولون وجبة السحور بشكل منفرد أو يتناولونها في المطعم مع بعض الأصدقاء.يوم «القريش»من جانبه بدأ أحمد العلي حديثه معنا بالتعريف بيوم «القريش». يقول: يوم «القريش» هو يوم رؤية هلال شهر رمضان المبارك وذلك حرصا على الاحتفال بهذا اليوم. وأوضح أن كلمة «القريش» تعني باللغة العربية السخاء «فيقرقش الإنسان أي يسمع صوت النقود في جيبه، كما يقال إن كلمة «القريش» تدل على صغر الوجبة أو قيمتها المادية ومن هنا جاءت التسمية حيث كانت كل أسرة تجود أو «تقرقش» بما لديها من طعام وشراب».ويشير إلى أن الأسر الكويتية اعتادت على حمل أنواع مختلفة من الأطعمة المتوافرة في المنزل والذهاب بها إلى بيت كبير العائلة «العود» للاحتفال بقدوم الشهر الفضيل.مناشط رياضية واجتماعيةويختتم أحمد السالم حديثه معنا منوها بالمناشط الرياضية والاجتماعية بقوله: هناك مجموعة من الأنشطة الرياضية في الكويت التي تقام خلال الشهر الفضيل لإفساح مجال أمام الشباب لممارسة الرياضة حتى تعود بالصحة عليهم، كما تقام أيضا معارض للأسر المتعففة حيث تدخل كل أسرة إلى هذا المعرض وتأخذ احتياجاتها من كل شيء سواء الملابس ومستلزمات الحياة بالمجان وتحت إشراف لجان تقيّم حالتها، وتعرض أيضا منتوجاتها وتبيعها، وحملات للأسر الغارمة والمعرضة للسجن. إلى جانب حفر آبار للمياه في الدول الفقيرة وكسوة اليتيم وهناك حملة إعادة تدوير بقايا الطعام وحفظ النعمة بعد الفطور، وتقام ملتقيات له ويتم الاتصال على هذه اللجان وأخذ الطعام الصالح للأسر أما الطعام غير الصالح للأكل فتتم إعادة تدويره لسماد عضوي أو علف للحيوان.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على