الكنيسي شاهدت بطولات الجندي المصري أمام عيني في حرب أكتوبر (حوار)

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

أكد الإذاعي حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين، أنه لاصحة لوجود خلافات بينه وبين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الذي يرأسه الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، موضحا أن هناك تنسيقا مشتركا فى كل الأمور المتعلقة بالعملية الإعلامية، مؤكدا أن النقابة هي الجهة الوحيدة المنوط بها محاسبة الإعلاميين.

وأضاف الكنيسي فى حواره لـ"التحرير"، أن فترة عمله كمراسل حربي عام 1973 أسهمت فى تشكيل شخصيته، موضحا أن الإعلام كان له دور مؤثر فى حرب الاستنزاف.. وإلى نص الحوار

** قبل الخوض في الحديث.. ما الذي تختزنه ذاكرتك عن مرحلة النشأة والبداية في حياتك؟
كان لدي شغف منذ النشأة لكتابة القصة، وأذكر وأنا فى سن الـ11 عاما، نشرت لي مقالة صغيرة فى جريدة الجمهورية فى باب بريد القراء، وحينها أيقظت أسرتي فى المنزل بأكمله بمجرد رؤيتي المقال المنشور، واكتشف والدي موهبتي فى الكتابة، وبدأ فى تشجيعي على تنميتها، وكانت الفترة الأهم فى حياتي أثناء عملي مراسلا حربيا للإذاعة، وترأست بعد ذلك إذاعة الشباب والرياضة وحققت تطويرا كبيرا فيها، ثم رئاسة صوت العرب، وشغلت منصب أمين عام مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عدة دورات، ثم خبيرا دوليا فى الإعلام فى اليونسكو خلال الفترة من 74 حتى 77، وتقلدت منصب عضو بمجلس إدارة اتحاد الكتاب 4 دورات، وتركته للتفرغ لمنصب نقيب الإعلاميين، وكنت حريصا على الانتشار فى أكثر من مجال طوال حياتي. 

** هل تعتبر أن فترة عملك مراسلا حربيا للإذاعة المحطة الأهم في حياتك العملية؟
فترة عملي مراسلا حربيا كان لها تأثير كبير فى حياتي وتكوين شخصيتي، لأنني رأيت وقتها مدى استعداد الجندي للتضحية من أجل وطنه، وهي عقيدة لا تتغير فى الجندي المصري، فعشت معهم فترة من أهم فترات حياتي، ورأيت الإنسان المصري الحقيقي وقت التحدي والخطر، وكنت المذيع الوحيد الذي يذاع له برنامجان، فى البرنامج العام تحت عنوان "صوت المعركة"، وصوت العرب تحت عنوان "يوميات مراسل حربي"، ومن خلال متابعاتي كنت أرى فى حرب الاستنزاف أن هناك موانع من ناحية الأسلحة والقوة والطائرات والإمكانيات لدى الجانب الإسرائيلي، تفوقنا بنسبة 3 إلى 1، بجانب موانع الساتر الترابي وخط بارليف، ولكننا استطعنا عبور تلك التحصينات، وقهرنا إسرائيل وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، ورأيت جنود الأعداء أسرى أمام عيني، ولا أستطيع نسيان تلك المشاهد، وشاهدت بطولات عديدة منها الجندي المصري وهو يجري وراء دبابة لإلقاء القنبلة داخل الدبابة، ورأيت أيضا «صائدي الدبابات»، وحالة الرعب التي انتابت الإسرائيليين وقتها، وأريد أن أؤكد أن الإعلام كان له دور كبير في أثناء حرب الاستنزاف ومهد لحرب أكتوبر 1973.

** ماذا تعني أن الإعلام كان له دور كبير في حرب أكتوبر 1973؟
الإعلام أسهم بعد حرب الاستنزاف في تضليل وخداع العدو الإسرائيلي والتمهيد لحرب أكتوبر، وأعتبرها «حرب العقول»، حيث تم حشد قوى الشعب خلف الجيش المصري من خلال وسائله، وهناك فارق كبير بين الإعلام حاليا وإعلام حرب أكتوبر، فالإعلام أتيحت له فرص أفضل الآن بسبب التوسع وانتشار التكنولوجيا الحديثة، وهو السلاح رقم واحد في التأثير في الشعوب وكل شيء في العالم، ولكن للأسف الإعلام استهلك طاقته في أشكال لا تتصل بالإعلام الحقيقي، وتكون على حساب المجتمع والوطن، مما جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي يناشد الإعلام والإعلاميين في كل مناسبة أن مسئوليتهم كبيرة لإعادة التوازن للإعلام، وأريد أن أؤكد أن بعض المنادين بحرية التعبير هم أنفسهم محترفون فى استغلال هذه الحرية استغلالا سيئا، والكثير من المتربصين بمصر من الخلايا النائمة وأعداء الوطن يعملون جاهدين على ضرب استقرار الوطن من خلال ترويج الشائعات، لذلك وضعت النقابة ميثاق الشرف الإعلامي لتواجه حالة الانفلات الإعلامي لمنع ترويج الشائعات والخروج عن القواعد المهنية.

** البعض لا يعرف مدى ارتباطك بالنادي الأهلي؟ وما أسباب خوضك انتخابات الأهلي الماضية؟
لم يكن فى نيتي على الإطلاق، خوض انتخابات النادي الأهلي، ولكنني وجدت عددا من أعضاء الجمعية العمومية يطالبونني بالترشح على مقعد الرئيس، وكنت أقول لهم "عندكم شخص كويس وعامل شغل كويس هو محمود طاهر"، وحينما وصل لطاهر ما أقوله، اتصل بي وطلب مني الانضمام لقائمته الانتخابية، فقلت له: "أنا رافض المبدأ، لكن إذا كان الأمر سيفيد القائمة فأنا مستعد"، وأنا لست غريبا على النادي الأهلى لأنني كنت عضوا بمجلس إدارة النادي الأهلي لدورتين، وترأست فى إحدى الفترات لجنة الثقافة والإعلام داخل النادي، وأحدثت وقتها نشاطا ثقافيا إعلاميا غير محدود.

** هل لديك طقوس خاصة في شهر رمضان؟
أقضى شهر رمضان الكريم مثل أي مواطن، أهتم بالتركيز على الجانب الديني والروحانيات، وأصلي التراويح أحيانا، واعتدت طوال السنوات الماضية تناول السحور مبكرا، وأتذكر حينما كنت فى الإذاعة كنت أحضر للبرامج الرمضانية قبلها بشهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير، سواء حين كنت رئيسا للشباب والرياضة أو صوت العرب، وقضيت فترة فى إنجلترا والهند حينما توليت منصب مستشار إعلامي لمصر كتابع للهيئة العامة للاستعلامات فى الفترة من 1980 حتى عام 1985، وكانت مواعيد الإفطار فى رمضان آنذاك تبدأ من الساعة 10.30 مساء، حتى جاءت فتوى أن يتم احتساب موعد الإفطار على أقرب دولة.

** أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قرارا مؤخرا بضرورة أن يكون لفظ شيخ الأزهر والبابا مصحوبا بالألقاب؟
يجب أن يدرك الإعلام ضرورة احترام الرموز بصفة عامة، خاصة رمزا مثل شيخ الأزهر والبابا تواضروس، وغير مقبول على الإطلاق الإساءة لهذه الشخصيات، لذلك القرار حتمي ولا بد منه، فالقرار يطالب بصياغة إعلامية طبيعية تتماشى مع الموقع الذى تشغله الرموز والقامات الدينية، كنوع من التقدير والاحترام لمكانة الرموز الدينية.

** ما تعقيبك على الأقاويل المُثارة حول وجود خلاف بين النقابة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذي يرأسه مكرم محمد أحمد؟
كلام غير صحيح على الإطلاق، ولا يمت للحقيقة بصلة، ولكن كان هناك فى بداية نشأة المجلس والهيئات خلط للأوراق والتباس وتضارب فى الاختصاصات، ولكن تم تجاوز تلك الإشكاليات مع مرور الوقت، ونقوم حاليا بالتنسيق معا، ونسعى دائما لحل المشكلات، وما يدلل على ما أقوله، إحالة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مؤخرا، شكوى ضد الإعلامي الرياضي عبد الناصر زيدان إلى النقابة للتحقيق فيها، باعتبار أن النقابة هي الجهة المنوط بها محاسبة الإعلاميين على شاشات التليفزيون، وهو ما يوضح وجود تفاهم كبير بيننا.

** ماذا عن الشكاوى المقدمة للنقابة ضد عدد من الإعلاميين في رمضان؟
النقابة تلقت خلال الأيام الماضية عدة شكاوي ضد عدد من مقدمي البرامج، وهم: الإعلامي محمد الغيطي مقدم برنامج "صح النوم"، والإعلامي جابر القرموطي مقدم برنامج "مانشيت القرموطي" بعد تسجيل حلقة دخوله الاستوديو راكبا حمارا، والإعلامي الرياضي عبد الناصر زيدان، بخلاف برنامج "رامز تحت الصفر"، الذي يقدمه رامز جلال على قناة "إم بى سى مصر"، وسيتم عرض تلك الشكاوى على اللجنة القانونية، ثم لجنة التأديب، ونحن ننتظر حاليا قرار مجلس الدولة بتعيين واختيار اثنين من المستشارين للجنة تأديب، وسنبدأ بعد ذلك فى دراسة كل شكوى والظروف المحيطة بها، وأريد أن أؤكد أننا الجهة الوحيدة المنوط بها محاسبة الإعلاميين، بدليل أنه لو هناك شكوى لأي إعلامي يتم إحالتها إلينا، وحرصا مني على وتيرة العمل فى النقابة قررت أن تعقد الاجتماعات مرتين أسبوعيا وليس مرة كل شهر.

شارك الخبر على