بعد دعوة الرئيس لها بالتوحد.. هل تنجح الأحزاب في الاندماج؟.. خبراء يجيبون

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

فتحت الدعوة التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى لتوحد الأحزاب السياسية خلال كلمته، بالمؤتمر الوطنى الخامس للشباب، الباب أمام العديد من التساؤلات: حول ما إذا كانت فكرة اندماج الأحزاب هى الحل الأمثل فى الوقت الراهن لتنشيط الحياة الحزبية، ومدى تأثير تلك الخطوة على الأحزاب المعارضة.

"التحرير" استطلعت آراء العديد من الخبراء حول مدى جدوى تلك الخطوة.

إشكاليات الاندماج

"اقتراح مهم للغاية" هكذا علق الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على دعوة الرئيس السيسى للأحزاب بالتوحد، قائلاً "الحياة السياسية والحزبية فى مصر تحتاج إلى أن يكون لدينا عدد أقل من الأحزاب، لأن مصر ليس بها 100 قضية خلافية ليكون لدينا أكثر من 100 حزب"، منوها بأنه لا بد أن يكون لدينا 4 تيارات فى مصر يمين ويسار وليبرالى ووسط.

وتابع "ربيع"، المشكلة الأكبر التى سوف تواجه عملية اندماج الأحزاب فى الفترة المقبلة، هى أن كل حزب لديه رئيس وأعضاء وكوادره الخاصة.

وأشار إلى أن الحياة الحزبية، كانت بحاجة إلى تشجيع الرئيس أكثر من المطالبة بدمج الأحزاب، بأن تكون الانتخابات البرلمانية عبر القائمة الحزبية، وأن يكون اجتماع الرئيس مع الأحزاب جميعها.

دعوة للحوار

فيما قال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، إن القضية ليست قضية دمج فقط، موضحا أن عملية الدمج لا بد أن تكون بالتوافق والتراضي بين الأحزاب.

وأضاف "سامى": لا بد أن يكون هناك حوار مجتمعى بين الأحزاب الكبرى مثل: حزب الوفد والتجمع والكرامة والمصرى الديمقراطى والأحزاب الطبيعية، التى تعيش بدون أى وسائل صناعية لأننا بحاجة إلى حوار حقيقى.

مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى، قال إنه من الأفضل للأحزاب المتوافقة فى الأهداف والبرامج والأيدلوجيات أن تندمج، لأن هذه قاعدة عامة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه القاعدة صحيحة فى جميع الأوقات، لأن الأحزاب السياسية هى مجموعة من التفاعلات التى تتم على أرض الواقع بين الأحزاب وبعضها، شريطة أن يكون هناك تقارب فى وجهات النظر، لافتا إلى أن هذا التقارب والاندماج بحاجة إلى عدد من الشروط، وتحتاج إلى بيئة مناسبة لكى تحدث هذه التفاعلات.
 

لا عراقيل قانونية

"بكل تأكيد مع فكرة اندماج الأحزاب".. هكذا علق خالد العطفى، رئيس حزب الأمة، حيث قال إن دمج الأحزاب أمر طبيعى ونحن فى أمس الحاجة إليه، وهذا الأمر كفله القانون ووضع متاح للأحزاب، وهناك لوائح داخل الأحزاب والبعض يريد أن يستحوذ على الحزب باعتبار أن الأحزاب ملكية خاصة أصبحت لرؤساء الأحزاب.

وأضاف "العطفي" الأهم أن تكون عملية الدمج نابعة من حوار مجتمعى والقوى الفاعلة على الأرض، وأن يكون هناك خبراء وأساتذة جامعات، فى هذا الحوار لأن العمل الحزبى لا يختلف كثيرا عن العمل العام.

وتابع، الأحزاب التى تتوافق فى برامجها مع بعض لا يوجد أى حساسية أو حرج فى أن تندمج فى تكتلات موحدة، ويجب تعديل اللوائح الداخلية بالأحزاب لكى تسمح باندمج الحزب مع غيره.

وانتقد العطيفى مواقف الأحزاب الرافضة لفكرة الدمج قائلاً: هذا أمر جاء به القانون، مشيرا إلى أن هناك رؤساء أحزاب يسعون وراء المناصب والألقاب.

ولفت إلى أننا لدينا تجربة ناحجة من قبل فى عملية الاندماج قام بها أسامة الغزالى حرب، حينما اندمج مع المصريين الأحرار، وأيضا حزب الوسط مع حزب النهضة، ولم يقل أحد إن هذا الأمر غير دستورى.

وكان حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء أبو شقة، ثمّن الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لتوحد الأحزاب فى مصر والوصول إلى حزبين أو ثلاثة أقوياء، مؤكدا أن الاستجابة للدعوة باتت أمرا حتميا إذا أردنا حياة سياسية تنهض ببلدنا الحبيب مصر.

وقال الدكتور ياسر الهضيبى المتحدث باسم حزب الوفد، فى بيان له، إنه انطلاقا من مسئولية حزب الوفد التاريخية بصفته أحد أعرق وأقدم الأحزاب السياسية فى مصر، سوف يتبنى الوفد دعوة الرئيس ويبدأ على الفور فى مخاطبة كل الأحزاب كى تتحمل مسئولياتها تاريخيا أمام الله وأمام الوطن.

وتابع الهضيبى، الكرة الآن أصبحت فى ملعب الأحزاب فالرئيس والدولة يدعمان تفعيل القوى السياسية، لذا قرر حزب الوفد أن يحدد موعدا خلال أيام يدعو فيه كافة الأحزاب السياسية للاجتماع داخل بيت الأمة تفعيلا لدعوة الرئيس التى تتماشى مع المادة الخامسة من الدستور والتى تنص على التعددية الحزبية والتداول السلمى للسلطة فى مصر.

شارك الخبر على