أردوغان يثير غضب السعوديين بـ«مستقبل مكة»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

"القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز وامتحان وقبلة، فإذا لم نستطع حماية قبلتنا الأولى فلا يمكننا النظر بثقة إلى مستقبل قبلتنا الأخيرة مكة"، كلمات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استفزت مشاعر السعوديين والتي اعتبروها مواصلة للمتاجرة بالقضية الفلسطينية لتحسين صورته في حملته الانتخابية.

مستقبل مكة

فعشية انطلاق القمة الإسلامية الاستثنائية في إسطنبول حول التطورات الأخيرة في فلسطين، حذر الرئيس التركي في تصريحات استفزازية، من أن الفشل في حماية القدس قد يعرض مستقبل مكة للخطر.

وقال أردوغان، في كلمة ألقاها الجمعة خلال تجمع نصرة القدس في إسطنبول: "القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز وامتحان وقبلة، فإذا لم نستطع حماية قبلتنا الأولى فلا يمكننا النظر بثقة إلى مستقبل قبلتنا الأخيرة مكة"، مضيفًا: "ليس العالم الإسلامي فقط من فشل في امتحان القدس بل الإنسانية جمعاء".

واتهم أردوغان الأمم المتحدة التي صمتت، حسب قوله، "حيال احتلال القدس في 1967"، بالمشاركة في هذا الظلم من خلال بقائها متفرجة على كل ممارسات إسرائيل المجحفة والفاقدة للضمير، مُحملًا أتباع الديانة الإسلامية أيضًا المسؤولية عن هذا الوضع، حيث قال: "سأتحدث بصراحة، إن المسلمين بقدر ما هم أشداء على بعضهم في صراعاتهم الداخلية، لا يتحلون بالشجاعة أمام خصومهم".

اقرأ أيضا : أزمات أردوغان لا تنتهي في الشرق الأوسط.. وزعيم المعارضة يتعهد بحلها 

غضب وحقد

وسائل إعلام سعودية أشارت إلى أن تصريحات أردوغان المسيئة للمملكة والإسلام بشكل عام لم تأت من فراغ، بل إنها نابعة من غضب حاد وحقد الرئيس التركي ضد قادة العرب خاصة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث جاءت تصريحات الرئيس التركي الاستفزازية تجاه المملكة، لإخماد حقده على قادتها، وذلك بعد ساعات من نشر صورة اللقاء الودي بين ولي العهد وقادة الدول العربية الشقيقة.

ويبدو أن هذه الصورة الودودة التي تجمع بين محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان ويتربعهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أثارت غضب وحقد أردوغان تجاه المملكة والعرب، لتبين مدى ضعفه، مؤكدًا أن هذا التصرف الطفولي والحقود من قبل الرئيس التركي يدل على مدى ضعفه. 

فصورة في تغريدة واحدة جعلت تركيا وحلفاءها في حالة غضب واستنفار وتخبط، مصدرين "صدى صوت" لتغطية ضعفهم، بحسب صحيفة "صدى" السعودية.

وكان مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي بدر العساكر، قد نشر صورة للقاء الودي بين الزعماء الأربعة، وقال: إن "الصورة أخذت حين كان هؤلاء المسؤولون في ضيافة الرئيس المصري قبل أيام، غير أنه لم يحدد المكان بالضبط".

للمقدسات رجالها

وفور تداول تصريحات أردوغان حول مكة، لاقت كلماته غضبًا واستهجانًا من قبل المغردين السعوديين، حيث وجهوا انتقادات لاذعة للرئيس التركي، بعد أن اعتبر الكثير من أبناء المملكة تصريحاته عن مكة المكرمة مسيئة لبلدهم، وإدارتها للحرم المكي، والحفاظ على أمنه.

وانتفض المواطنون بشكل خاص والعرب، ليدافعوا عن المملكة، مطالبين بقطع العلاقات بشكل نهائي مع تركيا.

وعلى موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تصدّر هاشتاج "أردوغان يُسيء للسعودية" مع انضمام كثير من المغردين إليه، سواء من داخل السعودية، أو من دول خليجية وعربية أخرى، انتقد مغردوها التصريحات التركية.

اقرأ أيضا : بأفكار مغلوطة.. أردوغان يسعى للسيطرة على الاقتصاد التركي

الكاتب والإعلامي السعودي البارز سلمان الدوسري علق على تصريحات أردوغان بالقول: "ما أسهل الشعارات.. وما أصعب خدمة الحرمين الشريفين.. للمقدسات رجالها".

أما الأمير سطام بن خالد بن ناصر فعلق قائلا: "الرئيس أردوغان يُظهر مخاوفه على مكة بسبب القدس"، وتابع: "الحرمين الشريفين بأيدي أمينة فخامة الرئيس وبلا مزايدات".

أحد المغردين أعرب عن استهجانه: "الحمد لله أن مكة ليست في بلادك وإلا وضعت السفارة الإسرائيلية جنب الحرم كما هي السفارة جنب بيتك حاليًا".

وأضاف آخر: "أنا عراقي لكن من هو أردوغان ليسيء للمملكة والعرب"، وتابع آخر: "لم يستطع حماية الشعب التركي والأراضي التركية فاستنجد بأمريكا لحماية وطنه بأكثر من ٢٦ قاعدة أمريكية ومركز اتصالات وتجسس، بإلاضافة إلى تسهيلات للقوات الأمريكية في استخدام الموانئ والمنشآت العسكرية التركية..! ثم يخرج اليوم ليتحدث عن مكة".

وأوصى عدد من المغردين أردوغان بألا يقلق على مكة المكرمة فهي في كنف أحفاد من دافعوا عنها طوال التاريخ بصدور عارية ولم يركعوا يومًا لمحتل ولم يكونوا يومًا عبيدًا لمستعمر.. ونحن أبناؤهم وعلى دربهم.

اقرأ أيضًا: 6 تصريحات تؤكد تناقضات أردوغان

بوق مزايد

من جانبه علَق السياسي حمدان الشهري على تصريحات أردوغان المسيئة للمملكة، مؤكدًا أن الرئيس التركي ليس إلا مزايدا.

وقال الشهري عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "إذا حررت القدس وحاربتم إسرائيل أنت وإيران سيصدقك الناس وبدون ذلك لست إلا بوق مزايدة، فأمامك الطريق لتثبت أنك صادق أو بوق بجانب زميزة".

وتواجه تركيا على الدوام انتقادات لاذعة في دول العالمين العربي والإسلامي بسبب تصريحات استفزازية لمسؤوليها تجاه تلك الدول.

شارك الخبر على