الأسد يغلق الباب في وجه تميم لن نسمح لدولة تدعم الإرهاب بإعمار سوريا

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

يومًا بعد يوم، تنكشف الحقائق حول الصراع السوري، وتُظهر أن مساندة قطر لبعض المجموعات المسلحة في سوريا ليس من باب الحرب المذهبية، بل لتنفيذ مطامعهم وأجندتهم الخاصة.

أمس، وجَّه الرئيس السوري بشار الأسد صفعة قوية وغير متوقعة لقطر، عندما اتهمها صراحة بدعم الإرهاب، وإيواء الإرهابيين.

يأتي ذلك في الوقت الذي سعت فيه الدوحة إلى التقرب إلى نظام بشار الأسد من أجل بناء تحالف سري، يجري بناؤه بين الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر تميم بن حمد، ويقوم على حلم مشترك بتحول سوريا الأسد، بعد الحرب إلى إمبراطورية، يكون فيها لقطر نفوذ وحضور على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، حسب صحيفة "سبق".

المثير هنا أن التحالف يلقى دعمًا من روسيا وإيران، وفق تقرير أعده الصحفي البريطاني روبرت فيسك، وهو المعروف بعلاقاته مع سوريا منذ زمن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

اقرأ أيضًا: الأمم المتحدة توجه صفعة جديدة لقطر.. «انتهاكات حقوقية ودعم الإرهاب» 

وأعلن الأسد في حوار مع صحيفة "كاثيمرني" اليونانية، أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وقطر وتركيا تتحمل مسؤولية الحرب في سوريا من خلال دعمها الإرهاب.

ويبدو أن التصريحات التي يدلي بها الأسد بشأن قطر، أثارت العديد من علامات الاستفهام، خاصة بعد تأكيد الكاتب البريطاني روبرت فيسك وجود علاقات سرية بين النظام السوري والحكومة القطرية.

وتحدث فيسك في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن عودة "علاقات سرية" بين الحكومة السورية وقطر، بعدما حصلت الدوحة على وعد بأن يكون لها دور بارز في إعادة إعمار سوريا بعد نهاية الحرب.

وقال: "بمجرد انتهاء الحرب في سوريا، تسعى قطر لأن تكون إمبراطورية كبيرة، بعدما تحصل على أماكن نفوذ على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا، نظير جهودها في إعادة إعمار سوريا".

وزعم الكاتب البريطاني أنه علم بأن الرئيس السوري، بشار الأسد، عقد اجتماعا خاصا مع صحفيين سوريين في دمشق قبل أيام، أبلغهم أن العلاقات استؤنفت على مستوى متواضع بين قطر وسوريا.

اقرأ أيضًا: «الحمدين» يسقط في براثن الإرهاب.. أدلة تثبت تورط قطر بتدمير ليبيا 

وأشار إلى أن الأسد طالب الصحفيين الحاضرين في تلك المقابلة، بعدم نشر تلك التفاصيل التي حصل عليها من بعض المشاركين في الاجتماع، حسب قوله.

لكن سرعان ما جاء الرد السوري، حيث أكد عمار الأسد، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوري على أن أي دولة دعمت الإرهاب ووقفت وراء تخريب سوريا، واتخذت مواقف عدائية تجاه الدولة السورية لن يكون لها أي دور في إعادة التعمير، وأن هذا القرار هو قرار سيادي من قبل الحكومة والشعب.

وأضاف "الأسد" أن القيادة السورية أكدت أكثر من مرة أن الجهات الرسمية الإعلامية الخاصة بالرئاسة والخارجية والحكومة هي المنوطة بالحديث عن أي مقابلات يجريها الرئيس، أو تصريحات يدلي بها، حسب سبوتنيك.

وتابع: "من غير المعقول أن ترحب قطر بالضربة العدائية على الدولة السورية، ومن ثم يكون لها نصيب في إعادة الإعمار"، مشيرا إلى أن أصحاب تلك التصريحات، التي يتحدثون عن أمور لم ترد من خلال الجهات الرسمية الإعلامية الخاصة بالرئاسة المنوطة بذلك، لا يمكن أن يُعتد بها.

واستطرد: "بعض الدول لها مآرب سياسية من وراء تضخيم تلك التقارير غير الرسمية، غير أن سوريا تعلم دور قطر التخريبي في سوريا، ومن المستبعد أن يكون هناك أية علاقات معها من الأساس".

اقرأ أيضًا: هل تورط الرئيس السوري في مقاطعة الدول العربية لقطر؟ 

بالعودة إلى الوراء قليلًا، نجد أن البداية كانت حينما عرض أمير قطر حمد بن خليفة الثاني على الرئيس السوري بشار الأسد في 2009، مد خط أنابيب عبر أراضيه ليمر بتركيا ومنها نحو سوق الغاز الأوروبي، إلا أن الأخير رفض الأمر بشدة، خشية فقدان الحليف الأول روسيا. 

تلك المبادرة كانت ستمنح قطر خطوة للسيطرة على سوق الغاز العالمية، إلا أن الأسد رفض وقتها بسبب العلاقات الجيدة طويلة الأمد مع روسيا في مجال الغاز، وعدم رغبته بتقليص صادرات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي لمصلحة الغاز القطري.

الكاتب الأمريكي ويليام إنجدال، أكد أن الهدف من خطوة قطر هي إشعال حروب الغاز في العالم بأسره، حيث إن الدوحة تسعى جليا للسيطرة على سوق الغاز.

وأشار "إنجدال" إلى أن سوريا والعراق وإيران، وقعت في عام 2011، بموافقة موسكو، اتفاقًا لمدّ خط أنابيب مختلف يسمى "خط أنابيب الصداقة"، من أجل إرسال غاز حقل بارس الجنوبي إلى سوق أوروبا الناشئة عبر العراق وسوريا وإلى البحر المتوسط عبر لبنان، وفي عام 2011 كانت بداية تدفق الأموال القطرية لتسعير الحرب ضد الأسد مدعومة آنذاك بالسعودية ودول خليجية أخرى. 

شارك الخبر على