«داعش».. كلمة السر وراء ترشيح العبادي لجائزة «نوبل»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

بعد إعلان العراق خلال أواخر العام الماضي القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، أصبح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في رأي الكثيرين رقما صعبا في السياسة العراقية بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام.

هذا الإنجاز الذي نسب إلى العبادي لم يتم الاكتفاء بالإشادة به فقط، فقد ذهب عضو مجلس أمناء الحزب الحاكم في ألمانيا، رئیس إنسانیة بلا حدود سفیر سلام دائم مصطفى العمار لترشيح حیدر العبادي لنیل جائزة نوبل للسلام.

العبادي والتحديات

وصرح العمار في أكتوبر الماضي، بأنه قام رسمیا كعضو رئاسة مجلس أمناء الحزب الحاكم الألماني من أصول عراقیة، بترشیح حیدر العبادي لجائزة نوبل للسلام كشخصیة عالمیة تستحق جائزة نوبل للسلام لعام 2018.

اقرأ أيضا: دمج «الحشد الشعبي».. تقوية للجيش العراقي أم مصلحة لـ«العبادي»؟

وأضاف العمار أن العبادي یقود العراق نحو الأفضل، فالحكومة التي سبقته قامت بتقسیم العراق، حیث كانت مدن عدیدة في العراق تحت سیطرة داعش، وانتشار الفساد بین المسؤولین حتى قام العدید من العراقیین بالھرب خارج البلاد بسبب القتل الطائفی.

وأكد أن العبادي وقف أمام ھذه التحدیات وسط ظروف صعبة، بمیزانیة خاویة وانعدام في العلاقات الخارجیة وعزلة سیاسیة وعربیة، ناھیك بالخلافات والانقسامات الداخلیة، ورغم كل ھذه الظروف وخلال فترة زمنیة قصیرة حقق الكثیر من الإنجازات وأھمھا تحریر العراق من سیطرة داعش الإرھابیة.

سر الاختيار

وأعلنت لجنة التحكیم بجائزة نوبل أن العبادي تم اختیاره رسمیا، وحصوله على مكانة ممیزة ضمن المرشحین الأفضل لجائزة نوبل للسلام لھذا العام 2018.

وحسب اللجنة، فإنه تم اختیار العبادي بعد استبعاد آلاف المنافسين المرشحين لما قدمه للعراق من خلال دحره لإرھاب تنظیم داعش، والحفاظ على وحدة وسیادة العراق من التمزق وإعادة العلاقات العربیة والإقلیمیة والعالمیة والنھوض بالاقتصاد العراقي رغم التحديات الخطیرة.

وأفادت وثیقة رسمیة صادرة من السفارة العراقیة في برلین أمس الجمعة، بأن لجنة جائزة نوبل للسلام اختارت رئیس الوزراء حیدر العبادي، من ضمن المتنافسین لنیل الجائزة، للعام 2018، لدوره في تحقیق الانتصارات على تنظیم داعش الإرھابي، وتحقیق الأمن والسلام في العراق، حسب "السومرية نيوز".

اقرأ أيضا: إذا نجحت مفاوضات السلام مع كوريا الشمالية.. هل يحصل ترامب على نوبل؟

العبادي في سطور

ولد العبادي عام 1952 في بغداد وهو رئيس الوزراء العراقي، وتولى منصبه في عام 2014، كما يعد من الأعضاء البارزين في حزب الدعوة الإسلامية، ولقد عاش في كنف عائلة ذات أصول جنوبية، وعرفت في منطقة الكرادة الشرقية بالتجارة ومحلات العطارة.

تدرج بالدراسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في بغداد، ونال شهادة البكالوريوس من الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية ببغداد عام 1975.

وطُرح اسم العبادي كأحد أبرز مرشحي حزب الدعوة لرئاسة الوزراء عام 2006، أثناء عملية استبدال إبراهيم الجعفري، وعاد ليطرح اسمه من جديد وسط مفاوضات تشكيل الحكومة عام 2010 وبعد انتخابات 2014 تولى منصب نائب رئيس مجلس النواب العراقي، وفي 11 أغسطس 2014 كلفه التحالف الوطني ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم بتشكيل الحكومة ليكون رئيس مجلس الوزراء الجديد، خلفا لنوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون والذي قدم احتجاجاً إلى المحكمة الاتحادية بأنه الأحق بتولي المنصب.

اقرأ أيضا: لماذا لا يتم سحب «نوبل للسلام» من زعيمة ميانمار؟

بعد عدة أيام تنازل نوري المالكي لصالح حيدر العبادي وسحب نوري القضية التي قدمها إلى المحكمة الاتحادية، والتي تضمنت اتهام الرئيس العراقي فؤاد معصوم بخرقه للدستور عندما كلف حيدر العبادي بتولي رئاسة الوزراء العراقية.

الفائزون العرب

تعد جائزة نوبل هي إحدى أهم وأشهر الجوائز على الإطلاق والتي تنقسم إلى العديد من المجالات وهي الطب، والكيمياء، والفيزياء، والفسيولوجيا، والسلام، والعلوم الاقتصادية، أما مؤسس هذه الجائزة فهو ألفرد نوبل وهو شخص سويدي تمكن من اختراع الديناميت، وأوصى على أن تُقدّم هذه الجائزة بشكل سنوي وبالفعل تم ذلك منذ عام 1901م، وقد تمكن العرب من حصد مجموعة من جوائز نوبل وجعلها من نصيبهم ليسجلوا أسماءهم في التاريخ في عدة مجالات مختلفة.

وتعلن الأكاديمية الملكية السويدية الفائزين بجوائز نوبل في شهر أكتوبر من كل عام، وتمنحهم شهادة وميدالية ذهبية ومبلغا ماليا قدره خمسة ملايين كرونة، ما يعادل مليون دولار، حسب "راديو سوا". 

وفاز ثمانية من العرب بهذه الجائزة عبر عدة سنوات على النحو التالي:

بيتر مدور

هو طبيب بريطاني ينتمي إلى أصول لبنانية وقد نال جائزة نوبل في الطب عام 1960م .

محمد أنور السادات

فاز الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بجائزة نوبل للسلام في عام 1978م، وكان ذلك عقب توقيعه معاهدة كامب ديفيد للسلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن في 17 سبتمبر، ليكون بذلك أول شخص عربي مسلم يتم تسجيل حصوله على جائزة نوبل.

نجيب محفوظ

نال الكاتب المصري نجيب محفوظ جائزة نوبل عام 1988م ويعتبر العربي الوحيد الذي تمكن من الحصول على جائزة نوبل في الأدب.

إلياس جيمس خوري

هو كيميائي أمريكي ولكنه ينتمي إلى أصول لبنانية، وقد نال جائزة نوبل في الكيمياء عام 1990م.

اقرأ أيضا: «نوبل» تنحني للعاصفة وتؤجل الكشف عن الفائز بجائزة الأدب للعام المقبل

ياسر عرفات

الرئيس الفلسطيني الراحل حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994م، عقب توقيعه لاتفاقية أوسلو عام 1993م والتي تمثل اتفاقية سلام تمت بين الكيان الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية.

أحمد زويل

نال الكيميائي المصري أحمد زويل جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999م، ويرجع السبب إلى الأبحاث الرائدة التي قام بها في مجال الفيمتو ثانية، حيث قام باختراع كاميرا تستطيع رصد حركة الجزيئات بسرعة الفيمتو ثانية، وهذا الاختراع فتح الباب أمام العديد من الاكتشافات العلمية.

محمد البرادعي

دبلوماسي وسياسي مصري وحصل على جائزة نوبل عام 2005م لبذله العديد من الجهود من أجل الحد من انتشار الأسلحة النووية، وذلك بفضل عمله كمدير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

توكل كرمان

كاتبة صحفية يمنية الجنسية وهي إحدى أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، كما أنها تشغل منصب رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، وفازت بجائزة نوبل عام 2011م اشتراكاً مع كل من الرئيسة الليبيرية إلين جونسون والناشطة الليبيرية ليما جوبوي بفضل مجهوداتهن السلمية لحماية حقوق المرأة لتكون بذلك أول امرأة عربية يمنية تنال هذه الجائزة.

شارك الخبر على