قصة تحول «ريتز كارلتون» من مقر رافض لـ«إسرائيل» إلى محفل للكيان الصهيوني

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

على أنقاض ثكنات قصر النيل التى كانت مقرا للجيش البريطانى وجنوده، افتتح الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر فندق هيلتون النيل في عام 1959، كان ذلك بحضورالملك حسين، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، حيث وضعوا حجر الأساس لمقر إقامة الرؤساء العرب.

بعد مضي بضع سنوات من ذلك التاريخ، أصبح الفندق -الذي أدارته شركة هيلتون على مدار 50 سنة قبل الاتفاق مع الريتز كارلتون على تولى الإدارة لمدة 20 سنة-، شاهدًا على لقاءات الزعماء العرب في أهم وأخطر اجتماعات القمة العربية بحكم الموقع المتميز لـ"هيلتون النيل"، خصوصًا أنه أنشئ على نفس أرض مبنى جامعة الدول العربية، وحفاظًا على خصوصية المكان أقيم بينهما سرداب يقطع الطريق من دون المرور إلى الشارع.

فى 28 سبتمبر 1970 وقبيل وفاة عبد الناصر مباشرة، شهد الفندق انعقاد واحد من أشهر مؤتمرات القمة العربية والذى خصص لفض الاشتباك بين الملك حسين والمقاومة الفلسطينية، وكان الرئيس الراحل مقيما بالفندق طوال مدة انعقاد المؤتمر وتوفى فى منزله بعد وداع أمير الكويت، آخر من غادروا الفندق بعد نهاية المؤتمر.

وقبل ذلك التاريخ بستة أعوام، تحديدًا 12 يناير من عام 1964، كان وفد من ليبيا برئاسة السيد الحسن الرضا ولي العهد ومعه رئيس الوزراء محيي الدين فكيني قد وصل إلى القاهرة على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية، وخصص له الدور التاسع بفندق النيل هيلتون مناصفة مع الوفد المصري.

وقد انطلقت الوفود العربية من بلدانها قاصدة مصر للمشاركة في القمة العربية التي انعقدت في الفترة ما بين 13 إلى 17 يناير، والتي كانت ثالث قمة لجامعة الدول العربية، واستقبل الفندق تلك الوفود العربية، وكان من ضمن البنود التي صدرت في اليوم الختامي للقمة أن قيام إسرائيل خطر أساسي يجب دفعه سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، وضرورة إنشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية، يبدأ تشكيلها في كنف الجامعة العربية بالقاهرة.

في تلك الفترة كانت الأجواء في المنطقة العربية يسيطر عليها الحماسة الشديدة، لذلك تبرعت ليبيا في المؤتمر بمبلغ 55 مليون دولار لصالح المجهود الحربي العربي، بينما تبرعت السعودية بمبلغ 40 مليونًا، والكويت بمبلغ 15 مليونًا، وكان الفندق -الذي تمتلكه الحكومة المصرية ممثلة في شركة "مصر للفنادق"، وتقوم بإدارته الآن شركة "ذا ريتز كارلتون الأمريكية"- شاهدًا على تفاصيل تلك اللقاءات.

لكن المفارقة أن الفندق الذي حرص عبد الناصر على أن يحوله لمظلة تتلاقى فيه الوفود العربية لإعلان موقفها الرافض للكيان الصهيوني، والداعم للشعب الفلسطيني، وذلك بعد تغير إدارته، وتحول اسمه إلى  ريتز كارلتون، بعدما أعيد افتتاحه فى نوفمبر 2015 بعد تجديده بتكلفة 940 مليون جنيه مصري بحضور شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري، حيث انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي موقعة من السفير الإسرائيلي بالقاهرة للاحتفال بذكرى إقامة الدولة الإسرائيلية.

وبعد أن كان القادة العرب يجتمعون لاتخاذ مواقف لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين، فإن فندق ريتز كارلتون المطل على النيل أصبح يستقبل مسؤولي إسرائيل للاحتفال بيوم النكبة، التي شهدت مذبحة «دير ياسين» التي قامت على أنقاضها إسرائيل.

واحتفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير سابق لها بالفعالية، مشيرة إلى أنه بعد سنوات من الفعاليات الصغيرة، تقيم السفارة الإسرائيلية في القاهرة احتفالية كبيرة تستضيف فيها مسئولين مصريين وصحفيين ورجال أعمال ومثقفين، لكنها لفتت إلى وجود معارضين للتطبيع مع الدولة العبرية يريدون إلغاء الفعالية.

 

 

 

شارك الخبر على