أطفال متلازمة داون.. هل من معين؟!

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

ناصر العموريمناشدة وصلت لعمود نبض قلم تتحدث عن فئة أطفال متلازمة داون، هذه الفئة التي ما زالت تبحث عن الاهتمام والدعم والمساندة من جانب الجهات الحكومية ذات العلاقة وما أكثرها لاسيما أن هذه الفئة ليست أقل عددا من مثيلتها من ذوي الاحتياجات الخاصة.مناشـــدة وصلـــت من متطوعة لخدمة هذه الفئـــة رأت فيهـــا ما رأت من مصاعب لا حصر لها تواجه فئة متلازمة داون.. لا أطيل عليكم وأترككم مع المناشدة كما وصلت:«أحببت أن أشارك هذا الأسبوع في مقال عمود نبض قلم والذي اعتاد أن يسلط الضوء على مواضيع مهمة وهادفة تمس المجتمع والوطن الغالي عمان. أنا إنسانة متطوعة في المجتمع ومنخرطة في العمل التطوعي في عدة مجالات من بينها وأهمها جمعيات لها علاقة بذوي الاحتياجات الخاصة وقد قدّر الله لي أن أتطوع في الجمعية العمانية لمتلازمة داون وتشرّفت بالانضمام إليها كمنسقة إدارية وحيث إني أستقبل أولياء أمور الأطفال في الجمعية اعتدت أن أناقشهم في ما تحتاجه هذه الفئة ووجهة نظرهم حول الخدمات المقدمة. وبرغم أن الحكومة الرشيدة لم تألُ جهدا في تقديم الخدمات والتسهيلات لهم إلا أنه لا يزال هناك نقص كبير فيما تحتاجه هذه الفئة وخصوصا في المحافظات والولايات البعيدة عن العاصمة مسقط والتي توجد فيها مراكز مختلفة من بينها مركز بداخل الجمعية العمانية لمتلازمة داون الذي يقدم خدماته بالمجان على أيدي أخصائيين ذوي خبرة في التعامل مع أطفال هذه الفئة ولكن سؤالي؟ هل تكفي الجمعية والمركز الموجود بها وهو قائم على التبرعات من أهل الخير والجود من أصحاب المؤسسات الخاصة وغيرهم وسط غياب الدعم الحكومي!! لاسيما في ظل وجود مراكز الوفاء في أغلب مناطق السلطنة وهي مختصة بجميع أنواع ذوي الاحتياجات الخاصة وليس بفئة معنية، ومع غياب المركز المتخصص بمتلازمة داون في الولايات فالمركز التابع للجمعية يستقبل أطفالا يأتون من شتى محافظات السلطنة وكل أمل أولياء أمورهم أن يتلقى طفلهم أفضل الخدمات العلاجية التي تناسب إعاقته الذهنية مع تجشم ذويه قطع مسافات بالساعات ومئات الكيلومترات من أجل الحصول على علاج مجاني متخصص لفلذات كبدهم وهم قد وجدوا ضالتهم في الجمعية من ناحية أفضل الجلسات التأهيلية حيث تساعدهم في التغلب على حالتهم وقدرتهم على التعايش مع الآخرين من أقرانهم وغيرها من الخدمات الأخرى.. ومما لفت انتباهي وجعلني أطرح هذه المناشدة التي بين أيديكم الآن هو حديث إحدى الأمهات التي أتت مع طفلها لمركز الجمعية بمسقط للاستفادة من الخدمات المقدمة وهي تتحدث بحسرة عن طفلها وهو في إحدى مدارس الدمج التابعة لوزارة التربية والتعليم بإحدى المحافظات تقول إن ابنها ومع عدد من الأطفال لا يجدون العناية المناسبة التي تناسب حالتهم نظرا لقلة ونقص تأهيل المعلمات للتعامل مع مثل هذه الفئة حتى أنه في إحدى المرات تعاملت إحدى المدرسات بعنف جسدي مع أحد أطفال متلازمة داون فهل يعقل أن يعامل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعنف وبقسوة! ناهيك عن عزل أطفال متلازمة داون بمفردهم دون دمجهم مع الأطفال الطبيعيين ممن هم في مثل سنهم وهذا يتنافى مع ما هو قائم فأين الرحمة والإنسانية؟ أين المسؤولية والأمانة؟ هذا وسط غياب تام لمحاسبة المتسبب!!ومن هذا المنبر أناشد الجهات المختصة بمراقبة مثل هذه المراكز ووضع قوانين وضوابط تحمي فئة متلازمة داون وغيرها من الفئات وتطوير عملية التعليم وكل الخدمات الخاصة لأطفال متلازمة داون فهم حالهم كحال كل الأطفال لهم حق في التعلم وكم أتمنى أن يتحقق الحلم المرتقب بأن يكون لهم مركز خاص بهم على غرار المركز الوطني للتوحد كي ينالوا حقوقهم كاملة خصوصا من هم في الولايات البعيدة».وحتى يكون للمقال مصداقية أكبر ولكي نعرف احتياجات أولياء أمور فئة متلازمة داون من قاطني الولايات استقرأت الوضع عن قرب وتبيّن لي أن هناك احتياجات عديدة لهذه الفئة من خلال تواصلي مع أحد أولياء الأمور نتمنّى أن تلتفت لها الجهات المختصة ومنها زيادة الاهتمام من قبل وزارة التنمية الاجتماعية بفئة متلازمة داون أكثر من الوضع القائم وإنشاء مدارس أو مراكز كبرى متخصصة في السلطنة تحتوي على سكنات داخلية لهذه الفئة من الأطفال أو الكبار.. حتى لا يتكلّف الأهالي بتعليم أطفالهم خارج السلطنة وبمبالغ باهظة للغاية... وهناك من أرسل أبناءه لدول خليجية مجاورة للحصول على خدمات أفضل وأجود (وللعلم أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب من فئة متلازمة داون في هذه الدول الشقيقة وغيرها من البلدان الأخرى تستفيد من مدارس كبرى عالمية بها مدرسون ومستشارون ذوو خبرة وكفاءة عالية كما تحتوي أيضا على مرافق رياضية وترفيهية وسكنات داخلية مع طاقم تربوي مؤهل ومتخصص) فماذا ينقصنا نحن في السلطنة لإنشاء هذه المشاريع؟!! والتي تخدم شريحة مهمة من المجتمع؟!كما أن هناك نقصا ملحوظا في توفر معلمين أو موجهين متخصصين للتعامل مع مثل هذه الفئات، ونتمنى أن يتم تأهيل كوادر عمانية على أعلى مستوى وتوزيعهم على ولايات ومحافظات السلطنة كل في منطقته، كما تفتقر هذه الفئة لوجود مميزات أو تسهيلات مقدمة من مختلف قطاعات السلطنة الخدمية وفي كافة المجالات فيا حبذا لو تكون هناك بطاقة خاصة لهم تسهّل ما تم ذكره حتى ينالوا حقوقهم على أكمل وجه.مناشدة في اعتقادي شارحة لنفسها على أكمل وجه... والكرة الآن في مرمى الجهات الحكومية ذات العلاقة بفئة متلازمة داون في تكثيف الرعاية والاهتمام بمثل هذه الفئات بل وإيجاد مصدر دخل ثابت لها حتى تستمر في تقديم خدماتها على أكمل وجه، والدور قائم كذلك على القطاع الخاص في المساهمة بدوره في إطار المسؤولية الاجتماعية ليس من خلال التبرعات العينية والمادية فحسب وإنما من خلال المساهمة في إنشاء مركز متكامل متخصص لرعاية فئة ملازمة داون بمشاركة مع القطاع الحكومي... تظل أمنية ليست صعبة التحقيق مع توفر الإرادة والتصميم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على