دوما السورية تنتظر حقائق «الكيماوي»

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

عواصم - - وكالاتظهرت صورة الطفل السوري حسن ذياب الذي يقطن مدينة دوما على الصفحات الأولى لوسائل الإعلام العالمية وهو يتلقى ما قبل العلاج ورش بالمياه بسبب تعرضه لسائل كيماوي أثناء ضربة اتهم الجيش السوري بتنفيذها على مواقع الجماعات المسلحة في المدينة في وقت ينتظر فيه العالم تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بعد أن دخلت مدينة دوما السورية وأخذت عينات من موقع الهجوم الكيماوي المزعوم.وبعد إجلاء مقاتلي الجماعات المسلحة ومنها «جيش الإسلام» وبحسب مراسل قناة «روسيا 24» الذي أجرى اللقاء مع الطفل، ، يكشف الطفل السوري حسن ذياب ما أطلقت عليه زيف مزاعم الهجوم الكيميائي في دوما، ويتحدث كيف رشّ بالماء في أحد المراكز الصحية من قبل المسعفين وجرى تصويره على أنه تسمم بالكيميائي فيما أكد والده أن ابنه في حالة صحية جيدة.ونفى الطفل حسن دياب الذي كان في الموقع المزعوم في دوما تسممه جراء هجوم كيميائي في المدينة في السابع من شهر أبريل الجاري.يقول الطفل دياب: «لقد كنا في القبو عندما قالت لي أمي اليوم ليس لدينا ما نأكله، سنأكل غدا، آنذاك سمعنا صراخ في الشارع، اذهبوا إلى المستشفى، فركضنا إلى المستشفى وما إن دخلنا أمسك بي أحدهم وبدأ يصب الماء علي، ثم وضعني على السرير بجانب أشخاص آخرين».وبحسب مراسل القناة الذي أجرى اللقاء مع الطفل، فإن الإرهابيون أجبروا الطفل «حسن دياب» على الظهور ضمن الفيديو لقاء الطعام، ويقول: «لم يكن لدى الصبي ما يأكله، وقد عُرض عليه الرز والتمر والكعك مقابل المشاركة في التصوير».وفي شريط مصور أوضح إبن الأحد عشر عاماً أنه ذهب برفقة والدته إلى المركز الصحي بعد سماعهما لنداءات بالتوجه إلى أقرب النقاط الطبية، مؤكداً أن مسعفين رشوه بالماء فور وصوله وصوروا ما جرى.من جانبه قال والد الطفل إن ابنه حصل مقابل مشاركته في تصوير الهجوم الكيميائي على التمر والبسكويت، مؤكداً أن حسن كان في حالة صحية جيدة.وأبدى عمر دياب، والد الطفل، الذي ظهر في الفيديو المفبرك من قبل «الخوذ البيضاء» استعداده للإدلاء بشهادته في أية منظمة دولية للتأكيد على عدم حدوث أي هجوم كيميائي في دوما.وكانت البعثة الروسية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اتهمت الأجهزة البريطانية بفبركة الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما، وقالت: «إن المنظمات التي فبركت الهجوم الكيميائي مموّلة من لندن وواشنطن».المسرحية الدمويةوفي تعليقها على شهادة الطفل السوري، دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الدبلوماسيين والصحفيين الأمريكيين لعقد لقاء شخصي مع حسن، وقالت متسائلة: «يا نيكي هايلي -المندوبة الأمريكية الدائمة في مجلس الأمن- هل ستظهرين الطفل السوري حسن دياب في الأمم المتحدة؟ وأنت، يا السيدة كريستيان أمانبور، هل ستعرضين صوراً له خلال مقابلاتك مسؤولين من البيت الأبيض على قناة CNN»؟ووصفت زاخاروفا الهجوم الكيميائي المزعوم بـ»المسرحية الدموية، التي تشارك فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها مع المسلحين والخوذ البيضاء».من جانب آخر أعلنت الخارجية الروسية أن مفتشي منظمة دخلوا دوما بحماية قوات الجيش السوري والقوات الروسية.من جهتها، أعلنت المنظمة - أن مفتشيها أخذوا عينات من موقع الهجوم الكيمياوي. وأكدت أنها ستقيم الوضع وتنظر في خطوات لاحقة ممكن القيام بها، بما يشمل زيارة أخرى محتملة إلى دوما.وبعيد دخول الخبراء الدوليين إلى دوما، طالبت الخارجية الروسية مفتشي الكيمياوي بإجراء تحقيق أكثر حيادية لكشف ملابسات ما حصل في دوما، إضافة إلى تقديم تقرير موضوعي عن الحادثة.وأشار بيان منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية إلى أن العينات، التي جمعت في دوما، «سيتم نقلها في البداية إلى مختبر المنظمة في مدينة ريسفيك الهولندية لإحالتها بعد ذلك إلى مختبرات أخرى لإجراء التحليل».وأكد البيان أن المنظمة ستعد، استنادا إلى العينات والمعلومات، التي تم جمعها في دوما، تقريرا خاصا بنتائج عملها وسيتم تقديمه للدول التي وقعت على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائيةوترافقت التطورات على الأرض في دوما مع زيارة يقوم بها المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى طهران، حيث أعلن أن الوقت قد حان كي تبدي الحكومة السورية مزيداً من التعاون مع الأمم المتحدة، معتبراً أن الأولوية الآن هي لتخفيف التوتر الإقليمي. وأكد دي ميستورا أنه إذا لم يتابع الحل السياسي وبشكل فعال فيمكن للأوضاع أن تخرج عن السيطرة.يأتي هذا وسط مطالبة غربية جديدة لروسيا بالمساعدة في حل الأزمة السورية، حيث دعا وزير الخارجية الألماني هيكو ماس موسكو إلى المشاركة في إسهامات بناءة من أجل التوصل إلى حل سلمي في سوريا.وحث وزير الخارجية الألماني هيكو ماس روسيا على المساعدة في حل الأزمة السورية وذلك لدى مغادرته لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في تورونتو.وألحق الصراع السوري ضررا بالغا بالعلاقات المتأزمة أصلا بين الغرب وروسيا التي تساند الحكومة السورية.وشنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا هجمات صاروخية ضد أهداف سورية هذا الشهر بعد هجوم كيماوي مزعوم تنفي دمشق وموسكو أن يكونا قد نفذاه.وأبلغ ماس الصحفيين قبل مغادرته قائلا: «نحن بحاجة إلى إسهامات بناءة من روسيا من أجل التوصل إلى حل سلمي» مضيفا أن الأمر ذاته ينطبق على الصراع الأوكراني الذي من المقرر أن يناقشه وزراء خارجية مجموعة السبع.وروسيا ليست عضوا في مجموعة الدول السبع ولن تشارك في الاجتماع.وانتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشدة تورط روسيا في الصراعين السوري والأوكراني وتؤيد استمرار الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على موسكو. لكن ماس ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك الصغير في تحالف ميركل، الذي يهدف عادة إلى وجود علاقات طيبة مع روسيا.من جانب آخر قال مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل هاتفياً بالسيسي وبحثا الأزمة السورية.وتابع المكتب في بيان أن ماكرون تحدث عن الضربة العسكرية التي نفذتها فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لسوريا قبل أسبوع مشيرا إلى أنها جاءت في إطار الشرعية الدولية.وعبر السيسي عن القلق إزاء التصعيد العسكري الذي يؤدى إلى مزيد من تدهور الأوضاع وتعقيد الموقف.وقال البيان إن السيسي: «شدد على موقف مصر الثابت والرافض لاستخدام أية أسلحة محرمة دولياً على الأراضي السورية مشيراً إلى أهمية إجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية».

شارك الخبر على