صناعة اقتصاد المعرفة مسؤولية من!

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيali.matani2@gmail.comسنحت لي الفرصة لحضور محاضرة بعنوان (اقتصاد المعرفة) التي نظمتها جامعة مسقط للمكرم د. الخطاب بن طالب الهنائي عضو مجلس الدولة في إطار دورها ومسؤوليتها الوطنية والاجتماعية والعلمية وإثراء للجوانب الحيوية في البلاد، والارتقاء بدور الجامعات إلى ما نتطلع إليه جميعا في قيادة البحث العلمي المفضي إلى التقدم في المجتمعات باعتباره القاطرة التي تقود الأمم إلى التطور بمعناه الحقيقي.المحاضرة ألقت بحجر في بركة المياه الراكدة سواء في كيفية الانتقال إلى اقتصاد المعرفة أو تضييق الفجوة بين مؤسسات التعليم العالي والصناعة في البلاد لإيجاد التكامل المنشود في النهوض بهذا الجانب.وقد استشهد المحاضر المتمكن علميا بقطاع النفط وشركة تنمية نفط عُمان بالتحديد باعتبارها الماكينة التي أسهمت في قيادة هذا القطاع وفي تحويل قطاع النفط والغاز بالبلاد إلى ما هي عليه الآن من نمو وتطور عبر تسخير موارد هذا القطاع في الإنفاق على التنمية طوال السنوات الفائتة، وقابلية هذا القطاع على مواصلة دوره القيادي في التحول إلى اقتصاد المعرفة عبر تطبيقات تم محاكاتها في العديد من الجوانب البيئية التي أسهمت في تعزيز التحول من تقليدي إلى اقتصاد المعرفة، ضاربا أمثلة في العديد من الجوانب منها مشروع مرآة والطاقة الخضراء والمشاريع البيئية وغيرها مما يجري تجريبـــــها في سبيل التحول للاقتصاد المعرفي الذي يستثمر بقية الموارد التي تكتنزها هذه الأرض الطيبة ويبلورها في الطاقة المتجددة ويوظفها في قطاع النفط والغاز ذاته.المحاضر دعا إلى مواءمة الجوانب الأكاديمية وأنشطتها المصاحبة وبنحو عاجل مع الصناعة وتخصصاتها وتطويع البحوث العلمية في رفد الحركة الصناعية في البلاد على نحو صحيح، بل يجب أن يكون زمام التعليم في هذه المؤسسات الأكاديمية هو البحث العلمي بمفاهيمه الواسعة كأساس للتغيير المنشود والتحول إلى اقتصاد المعرفة باستثمار كل الإمكانات الهادفة إلى بناء كيانات علمية وتعليمية تسهم في قيادة التطوير في قطاعات الدولة المختلفة.لقد لخص الدكتور المشكلة وحدد الحلول خلال ساعة جعل علامات الاندهاش بادية على ملامح الحضور من النخب العلمية والاقتصادية التي تسنى لها الإصغاء للمحاضرة التي كانت أشبه بالمعادلات الرياضية والفيزيائية عبر عمق تصنيفاتها وتحليلاتها ونتائجها التي جادت بها قريحة المحاضر.وعلى الرغم من عمق النظرة في مناقشة مثل هذه المواءمات بين الاحتياجات الفعلية للتحول لاقتصاد المعرفة والأوضاع بمؤسسات التعليم والتحديات التي تواجهها، إلا أن المحاضر لم يبد نظرة تشاؤم عند اختلاس النظر للمستقبل، بل كان هناك تفاؤل مشوب بالحذر من وضع العوائق والتشكيك في القدرة وضعف الرغبة في التغيير التي يبديها البعض.لم يكابر الدكتور في طرحه عندما أكد أن الطلبة في المرحلة الابتدائية ممن اطلع على مستوياتهم الدراسية يحملون مشاريع بحثية بأفكارهم ومنهجيات تعلمهم ويحتاجون فقط للمزيد من الرعاية والاهتمام بعدها سنجد نوابغ في البحث العلمي، فالاقتراب من التلاميذ ميزة له في استكشاف النوابغ.فجسر الهوة بين دور العلم ومؤسسات الإنتاج يتسنى باقتراب كل منهم من الآخر، ووضع محددات التحول إلى اقتصاد المعرفة ومتطلباته كفيل بنقل البلد الحضاري إلى مصاف الدول المتقدمة عبر الانتقال إلى اقتصاد المعرفة وتوظيف التكنولوجيا في قطاع الإنتاج وتطويره إلى ما نتطلع إليه في المستقبل وأهمية إيجاد قناعات لدى كل الأطراف بأن التغيير يستوجب تضحيات ليعلو شأن الوطن.بالطبع المحاضرة لم تغفل التحديات وإن كانت هونت منها في ظل وجود العزائم والإرادة الواعية للتغيير والتحول للأفضل والإيمان بالإمكانيات المتوفرة وكيفية توظيفها بشكل صحيح لخدمة الأهداف المحددة.نأمل أن يؤخذ ما أوردته المحاضرة التي فجرت الكثير من المنابع العلمية والبحثية التي يمكن أن نسلكـــــها في سبيل الوصول لرحاب اقتصاد المعرفة بدون مبالغات وتهويل لا بوضع العربة أمام الحصان، وإنما بحلحلة الـعلاقة التي يجب أن تكون بين التعليم والصناعة واقــــترابهما من بعضهما أكثر من ابتـــــعادهما لكي نصل إلى مبتغانا مثلما وصلنا إلى ما نحن عليه عندما قاد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- النهضة المباركة في مطلع السبعينات من القرن الفائت، وأوصـــــلها إلى ما هي عليه الآن من تقدم وتطور يحتاج الآن إلى دفعة علمية وبحثية أكبر في سبيل الانتقال لاقتصاد المعرفة وإلى رحاب المستقبل، فهل نحن فاعلون؟!

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على